منابرنا مدارس لتعزيز القيم.. ونبذ الفرقة والخلاف

في حسينياتنا ومناسبات مواليد الأئمة ووفياتهم نتحدث عن معرفة الله وتوحيده ورحمته ومغفرته ورضوانه، ونتحدث عن القيم والأخلاق وبناء المجتمع والحفاظ عليه، والعلاقة الأخوية مع أبناء الوطن بالصدق والإخلاص والمحبة، والإشادة بالعلاقة مع جميع المسلمين ومحبتهم، كما نبني النفوس على المحبة للإنسان أيًا يكن لونه أو عقيدته، ونحث على مساعدة الضعيف والفقير ونشيد بمواقف العمل الإنساني مع الإنسان كإنسان.

في حسينياتنا نحلل مشاكل الناس ونعمل على إصلاح المجتمع من أوبئة الأمراض النفسية والعقلية والجسدية، لأننا نجعل من تلك المنابر أعمدة لإنارة الطريق وعلاج المريض وبناء العقل على المعرفة والفكر، وحرية الطريق وتصحيح المنهج والتعريف بالعقيدة الإسلامية.

يحضر تحت تلك المنابر الطبيب والمهندس والأستاذ والطالب والعالم والمتعلم والصغير والكبير والبسيط والناضج والموجه، فيستمعون لجميل القول وينقدون ما يقال، ولا يجد المتحدث في محاضرته ثناءً إلا إذا استحق ذلك فيُقّوم المعوج ويُصحح المخطئ.

في منابرنا نرفع ذكر الله والثناء عليه وبناء الذات وإصلاح النفس وتقويم العاصي واحتضان التائب، فتتحول ساحات المنابر إلى مشفى للنفوس والقلوب.

ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وما أجمله من تعظيم لشعائر الله بذكر ذوي القربى لعترة نبي الرحمة محمد (ص) “قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ”، وأي منهج أجمل من طاعة الله بامتثال أمره وطاعة نبيه “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا”، فنحاكم المخطئ وننقي التاريخ، فيعرف المستمعون واقع المنقول جرحًا وتعديلًا وتوضيحًا وتعليلًا.

جميل لمن يحضر تلك المجالس العظيمة، فيسمع ذكر الله فيها وفرح المؤمنين بميلاد إمام أو وفاته فنعيش بذكره ومواقفه ونصائحه وتوجيهاته وكلماته التربوية، فنتداولها كمنهج نسير عليه ونستذكر أيامه وما أصابه من ألمٍ فصبرَ عليه، مرضاة لله فنتعلم منه الصبر على الطاعة وتحمل المصاعب من أجل إصلاح ما فسد فنكون زينًا لهم ولا نكون شينًا عليهم، هكذا علمونا سلام الله عليهم.

فكم من ثناء قيل في شأننا من أبناء وطننا ممن نقدم لهم المودة والمحبة، وكلها من بركات هذا المنبر العاطر المعطر.

فهلم معي أيها الأحبة نمجده ونصافح اليد التي تُمسك به وتغدك العطاء لاستمراره وتمامه وكماله، وإن غاب الطلبة عن العلوم الطبيعية فأمامهم معرفة تربوية وأخلاقية، فتنشط النفوس والعقول لدرس بعد درس.

بل إن طال الغياب أو قل، فها أنتم ترونهم رأي العين يحصدون المراتب العليا والمراكز العلمية الكبيرة يرفعون به رأس وطنهم في كل محفل بعلمهم وأخلاقهم، فالحمد لله على عظيم نعمه التي لا تُحصى.


error: المحتوي محمي