في القطيف.. «تشجيع الرضاعة الطبيعية» تنجح في ملامسة المولود لأمه بنسبة ٩٢٪؜

ذكرت استشارية العناية المركزة لحديثي الولادة بمستشفى القطيف المركزي الدكتورة غنيمة الزاهر أن مركزي القطيف حصل على إنجاز في مبادرة ملامسة جلد الطفل المولود لجلد أمه في غرفة الولادة للأطفال المولودين ولادة طبيعية، بنسبة تطبيق وصلت إلى ٩٢٪؜ بعد أن كانت قبل ٥ أشهر نسبته ٠٪؜.

واعتبرت أن هذا الإنجاز يُعد حلمًا طالما حلمت به وكانت تعده مستحيلًا إلا أنه قد تحقق، موجهةً الشكر والتقدير إلى جميع ممرضات غرفة الولادة وعلى رأسهن رئيستهن مريم القمر لكل ما قمن به لتحقيق هذا الحلم.

ونوهت بأن هذا النجاح فتح لهن الباب لتطبيق نشاط مماثل للأمهات اللاتي ولدن بعملية قيصرية، وكان دافعًا لممرضات قسم ما بعد الولادة للتقبل والمساهمة بهذا النشاط لما لاحظنه ولمسنه بأنفسهن من فوائد لمثل هذه الخطوة للأمهات والأطفال، متمنيةً أن يصلن لنسبة مماثلة كما في الرضاعة الطبيعية.

وجاء حديث الزاهر في دورة “مستجدات الرضاعة الطبيعية” التي أشرفت عليها بنفسها، ونظمها قسم الدراسات والشؤون الأكاديمية والتدريب المستمر في مستشفى القطيف المركزي، واختتمت يوم الخميس ٣ رجب ١٤٤١هـ، بعد أن أقيمت لمدة ثلاثة أيام متتالية، في قاعة المحاضرات بالمستشفى، برعاية من المدير التنفيذي للمستشفى الدكتور رياض الموسى.

الدورة قادها ٩ كوادر طبية وفنية، بين استشاريين واختصاصيين في؛ طب الأطفال، وطب النساء والولادة، والتمريض والتثقيف الصحي، والقبالة، بالإضافة إلى التغذية والصيدلة، واستهدفت ١٧٠ عاملًا صحيًا ممن لهم علاقة بالأم والطفل، ضمت ممرضات من المستشفى، وأطباء أطفال، ونساء وولادة، واختصاصيي تغذية، وعلاج طبيعي، وصيادلة، وممرضات مراكز الرعاية الصحية الأولية، التي تؤهل من يحضرها لإعطاء الأمهات المشورة والدعم للرضاعة الطبيعية الحصرية والمستدامة ومساعدتهن على تخطي المصاعب والمشاكل التي قد تواجههن.

وناقشت الدورة عدة محاور تخصصية في مجال صحة الأم والطفل، تناولت فيها استشارية العناية المركزة لحديثي الولادة الدكتورة غنيمة الزاهر؛ الخطوات العشر لرضاعة الأطفال الخدج والمرضى، ورفض الحليب، وزيادة حليب الأم، ومرض نقص المناعة المكتسبة والرضاعة الطبيعية.

وتحدثت استشارية الأطفال الدكتورة فائدة المشور عن أهمية حليب الأم، ومهارات المشورة، والمرأة والعمل والرضاعة الطبيعية، ومدونة تبادل بدائل حليب الأم العالمية والمحلية، أما اختصاصية النساء والولادة الدكتورة نجاة أبو حليقة فتطرقت إلى آلية الرضاعة الطبيعية، ومشاكل الثدي أثناء الرضاعة.

وتناولت المثقفة الصحية في الرضاعة الطبيعية أريج اليوشع عددًا من المحاور وهي؛ أوضاع الرضاعة الطبيعية، وملاحظة الرضعة، واعتصار حليب الأم وتخزينه، وكذلك التحضير الآمن للرضاعة الصناعية، تبعتها الممرضة فاطمة الزواد التي أرشدت إلى كيفية تهيئة الأم الحامل للرضاعة الطبيعية، وعدم كفاية حليب الأم، والتغذية التكميلية.

وأخذت القابلة إيمان الصايغ ضمن محاورها لمحة عن تاريخ الرضاعة الطبيعية، وكيف تكون ممارسات غرفة الولادة في المستشفيات التي تدعم الرضاعة الطبيعية، واقتصرت اختصاصية التغذية زينب الجبر على محور تغذية الأم الحامل والمرضع، أما الصيدلانية فاطمة الصويلح فدار حديثها حول الأدوية والرضاعة الطبيعية.

من جانبها، أكدت الدكتورة غنيمة الزاهر في كلمتها على حرصها خلال رئاستها لجنة الرضاعة مع الأعضاء لتقديم دعمهم المستمر وتحسين وضعها في قطاع القطيف، والتي امتدت لعامين بكل جد واجتهاد داخل وخارج المستشفى، وفي جميع المناسبات والمحافل، لافتةً إلى أنهم مع ذلك الجهد لم يصلوا لما يصبون إليه وهو أن تكون مدينة القطيف مدينة صديقة للطفل، إذ قيدتهم العادات المجتمعية والأفكار الخاطئة ولم يجدوا الدعم الضروري لإنجاز طموحهم.

وثمنت الرعاية من إدارة المستشفى من المدير التنفيذي الدكتور رياض الموسى ومدير الخدمات الطبية الدكتور زكي الزاهر ومديرة قسم التمريض أمل الحساوي، ورئيس قسم الأطفال استشارية الأطفال الدكتورة نهاد الفرج في بث وتعلم روح الحماس والنشاط والجد والاجتهاد ومحبة العمل والعطاء وتسهيل جميع الصعاب التي كانوا يمرون بها.

وذكرت الدعم المقدم من إدارة المستشفى من؛ افتتاح عيادة دعم الرضاعة الطبيعية، وعيادة تثقيف الحوامل، ومنح موظفات ومراجعات المستشفى غرفًا خاصة للرضاعة، وتفريغ ممرضة خاصة لدعم مشروع رفع نسبة الرضاعة الطبيعية، مع السماح بحضور مرافقة للأم في غرفة الولادة.

وأضافت إلى ذلك تقديم الدعم لجميع الفعاليات والدورات التي قدمت، وإصدار قرار منع مندوبي الشركات الدخول للمستشفى إلا بإذن، مما أثر على وضع الرضاعة الطبيعية في المستشفى فارتفعت نسبة الرضاعة الحصرية عند خروج الأم من المستشفى إلى ٨٥٪؜.

وأوصت الجميع بأن يكونوا سفراء الرضاعة الطبيعية في كل مكان في العمل والمجتمع، والعمل على تصحيح الأفكار الخاطئة عن الرضاعة الطبيعية، مؤكدة أن هذا لن يكون إلا بخطى ثابتة لجعل القطيف مدينة صديقة للأم والطفل، بل يمتد إلى دولتنا الغالية لتكون دولة صديقة للأم والطفل.

من جانبه، أشاد الدكتور الموسى في كلمته بالحضور المشارك مع وجود الشغف لديهم، والتطلع إلى أن تحصل مبادرة ملامسة جلد الطفل المولود لجلد أمه في غرفة الولادة للأطفال المولودين ولادة طبيعية على نسبة ١٠٠٪؜ وأن تكون مرتبطة بمنظمة الصحة العالمية وليست وزارة الصحة فقط، أو مستشفى القطيف المركزي، معتبرًا مبادرة دعم الرضاعة الطبيعية رسالة سامية الكل يحرص عليها، كما أن جهود اللجنة هي إحدى الطاقات الكامنة، التي تُعد من إنجازات المستشفى في عام ٢٠١٩م، موجهًا شكره إلى جميع القائمين عليها والأخص رئيستها الدكتورة الزاهر.

وشهدت الدورة وقفة شكر من لجنة دعم الرضاعة الطبيعية للدكتور الموسى، مع توجيه الشكر والتكريم لجميع المشاركين في الدورة من اللجنة المنظمة للدورة.


error: المحتوي محمي