في صبيحة يوم ربيعي كنت في مشوار مع إحدى بناتي للتقديم في بعض المستشفيات الخاصة وأثناء رجوعنا إلى المنزل مررنا بأحد المخابز الوطنية، فقررنا النزول وشراء بعض الفطائر التي يحبها معظم أفراد العائلة. وفعلًا ابتعنا علبتين من الدونات المحبب لدى الجميع وقفلنا راجعين إلى المنزل وقد شارف وقت صلاة الظهر على الاقتراب، فوقفت على باب البيت ونزلت ابنتي، أما أنا فاتجهت بسرعة إلى المسجد وعندما رجعت تناولت غدائي وأخذت قيلولتي كالمعتاد.
وفي اليوم التالي رأيت علبتي الدونات فارغتين في ناحية من المطبخ وتعجبت لسرعة أكلهما بحيث لم يتسنَ لي حتى تذوقها لكنني قلت في نفسي: صحة وعافية للذي أكلها ولم أسأل أو أستفسر عنهما.
ومر يومان وثلاثة وأنا أرى هاتين العلبتين أمامي لكني لم أنبس ببنت شفة عنهما ومن الذي أكلهما بهذه السرعة.
وفي اليوم الرابع أثناء وضع بعض الأغراض خلف المقاعد الأمامية للسيارة خوفا من أن تتعرض للشمس، فوجئت بما لم أتوقعه إذ وجدت علبتين من الدونات خلف مقعد الراكب وهناك أيقنت إنهما لم يتم إنزالهما من السيارة مني أو ابنتي وظلتا هناك لهذه المدة.
والظاهر أننا توقعنا أن كلًا منا قد قام بإنزالهما للمطبخ وتم أكلهما ولكن علبتي الدونات بقيتا في السيارة لمدة أربعة أيام خلف مقعد الراكب بعيدا عن الشمس تقريبًا.
وأنا وابنتي نرى هاتين العلبتين الفارغتين ونحن نظن أنهما قد أكلتا من دون أن نتذوقهما ولم يسأل أي منا عنهما بل كل منا تساءل بينه وبين نفسه: من أكل الدونات؟