أفضلُ نسخة..!

عندما تُخطئ لا تقل إنني لم أكن هكذا، لا تبرر، لا تُبرئ نفسك، لا تتمنى أن تعود كما كنت في السابق.. أتعلم لماذا؟

لأنك كنت ضعيفاً في هذا النوع من التحدي والبلاء، ولذلك قد اغتال الهمّ روحك، وغطى الألم قلبك، واجتاح الظلام بيتك.

لا تتمن أبداً أن تعود كما كنت، بل ادعُ الله أن تكون الأفضل به، اسع بيقينك وبعزمك بأن تعين روحك.. لأنك لربما لن تجد من يسمعك، من يحتويك، من يعطيك الفرصة بعد الأخرى، ويمنحك الستر بعد الستر لتُثبت له أنك مختلف.

كن على يقين بأن ما أصابك ما هو إلا خيرٌ لك، في باطنه حكمة تعتبر بها، وفي غصات آلامه بدايةٌ تنطلق منها، لتكون بها أفضل مما أنت عليه الآن، وما كنت عليه سابقاً!

أنت أخطأت لتتعلم، لتمضي قدماً إلى اكتمال بدرك، ونضوج روحك.. لا تهتم إلى من يُهمشك، ولا إلى من يُعيبك ويعايرك حتى يسقطك مرة أخرى.

لا تقف عاجزاً عند من يُدين بالجرم عمرك، حطم انعكاس الشرور المنبثق من مرآتك، واقتل بئس ظنونك بثقتك بربك.. وقل من عمق إيمانك: “التائب عن الذنب كمن لا ذنب له”.

لا تتخبط في وحل الذكرى، ولا تسكن في كنف الماضي، لا تبتئس حينما يظنون بك شرًا، فهم لم يعرفوا ما صرت إليه الآن.. اعذرهم لأنهم لم يعرفوك جيدًا!

لكن كن على يقين أنهم سَيرون أفضل نسخةٍ منك، عندما يكون الصلاح ترجمان أفعالك، والخير دليل روحك، سَيرون أنك الأفضل لأنك عكست فشلك الذي غطى سماءك إلى نجاحٍ يبهر كل من لم يؤمن بك يوما..!

يوما ما سيتبدد ذاك الظلام وسترى أنك أفضل من أولئك الذين استهانوا بك.. حينما تكن مع الله وفي طريق الله ستكون الأفضل بلا شك..!


error: المحتوي محمي