المشهد الثقافي السعودي بعد إنشاء 11 هيئة ثقافية.. ما الآفاق والتطلعات؟

يبدو المشهد السعودي مشوقا للغاية، والتشويق يعني المتعة والإثارة، فهو ممتع لكثرة الفعاليات والأحداث التي سنشهدها والتي إذا قارناها بالفعاليات خلال السنوات العشر الأخيرة ستكون نقلة نوعية بكل المقاييس، أما مثيرة فلأنها سوف تستحث الكتاب والمؤلفين خصوصا وبقية المبدعين عموما؛ لإخراج أفضل ما لديهم، وعلينا الانتباه جيدا بداية من معرض الرياض الدولي للكتاب في شهر أبريل القادم.

أما لماذا نقطة انطلاق الإثارة مع المعرض فلأن الوزارة استحدثت مجموعة من الجوائز للكتاب وفي عدد من المجالات وكذلك لأفضل دور نشر ويفترض الإعلان عنها خلال أيام المعرض.

بشكل عام حين ننظر إلى الخارطة الثقافية الجديدة فإننا سنجد الوزارة استهلت عملها بشيء بسيط للغاية ولكنه مهم ومؤثر فقبل يومين حل اليوم العالمي للقصة ووزارة الثقافة مشكورة ابتدعت شكلا تفاعليا معه عبر توزيع أجهزة خاصة تقرأ بواسطتها الـ ق.ق.ج وهي اختصار للقصة القصيرة جدا واختيار نصوص لكتاب وكاتبات من السعودية، وبهذا فإن الهدف الذي تسعى إليه رؤية 2030 وهو جعل الثقافة طريقة حياة سيتم تطبيقه عبر وزارة الثقافة وعلى  الخصوص قسم الأدب والنشر والترجمة.

أما لماذا الأدب والنشر والترجمة؟
فلأنه الأساس الذي تلتف حوله أغلب الهيئات، فلو ألقينا نظرة سريعة كسنجد الهيئات التالية: الطهي والموسيقى والمسرح والمكتبات والأفلام والأزياء وهي ذات صلة وثيقة بالتأليف فالموسيقى والغناء بحاجة للشعر والطهي بحاجة للرجوع إلى المكونات والتوثيق فالكتابة حاضرة هنا أيضا والأفلام تحتاج للسيناريو والرواية، والأزياء سيكون لها كاتلوجات خاصة مصورة، أما المسرح والمكتبات فعلاقتهم بالتأليف والنشر واضحة.

ومن جهة أخرى حينما ننظر إلى علاقة الهيئات المستحدثة وارتباطها بهيئة الترفيه فسوف نجد تداخلًا في الاختصاصات والأنشطة فهناك عروض الأزياء وقاعات السينما واستثمار الأماكن السياحية والتراثية وإنشاء المسرح الوطني وتطويره وهي كلها ستنتقل من هيئة الترفيه إلى وزارة الثقافة، وهنا السؤال: ما دور هيئة الترفيه وكيف سيكون شكلها؟
أعتقد سوف تندمج ضمن أنشطة الوزارة وتصبح جزءا من المنظومة التنفيذية ولن يصبح لها استقلال كما نشاهد الآن، أو إنها ستختص بالجانب الرياضي فقط كسباقات السيارات واستضافة الأندية والبطولات المختلفة.

فقط كلمة أخيرة مرتبطة بالتأليف والنشر والترجمة تتعلق بالإحصاءات لندرك أهميتها فخلال شهرين سيقام معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يعتبر التظاهرة الكبرى في المملكة ويستمر لعشرة أيام ولو نظرنا لعدد الزوار وحجم المبيعات خلال الأعوام الأربعة السابقة سنجد أن:
عام 2016 شهد حضور 375 ألف زائر بمبيعات بلغت 60 مليون ريال.
عام 2017 شهد حضور 404 آلاف زائر بمبيعات بلغت 70 مليون ريال.
عام 2018 شهد حضور 900 ألف زائر وليس هناك إحصائية حول المبيعات.
عام 2019 شهد حضور مليون ومائتي ألف زائر وليس هناك إحصائية حول المبيعات.

فكم هو عدد الزوار المتوقع حضورهم خلال المعرض القادم؟
لهذا تعتبر هيئة النشر والتأليف والترجمة ذات أهمية كبرى بالنسبة لمشروع الوزارة وسيكون عليها عبء كبير للغاية والدكتور محمد حسن علوان شهادتنا فيه مجروحة فهو شخصية تجمع بين الإداري والأديب بتمكن.


error: المحتوي محمي