العقل: “كلمة معنوية وليست مادية ويقصد بها القدرة على التفكير وهي ما يميز الإنسان عن بقية المخلوقات”.
الدماغ: يمثل المحتوى المادي الموجود في جمجمة الإنسان ويتكون من 3 أجزاء.
1. المخ: أكبر أجزاء الدماغ ويمثل حوالي 85% من وزنه ومقسم إلى نصفين، نصف على كل جانب من الرأس وهو المسؤول عن أكثر العمليات العقلية تعقيدًا مثل المنطق والذكاء والذاكرة.
2. المخيخ: جزء صغير خلف المخ وهو المسؤول عن التوازن وتنسيق الحركة.
3. جذع الدماغ: وهو جزء يربط بين نصفي الدماغ والحبل الشوكي وأهم وظائفه نقل الإشارات المتحكمة في العضلات والأحاسيس التي تقوم بها الألياف العصبية كما يختص بالتحكم في عمليات البلع والتنفس.
بعد هذه المقدمة القصيرة عن الدماغ وأجزائه سنذكر بعض العناصر الغذائية التي من شأنها تعزيز صحة الدماغ مع الأخذ بالاعتبار بأن أثر الغذاء على الدماغ بالخصوص تراكميا من قبل الولادة إلى باقي العمر كما سنتطرق لذكر بعض السلوكيات والممارسات التي تجعل عقولنا في حالة من النشاط واليقظة.
1. الماء
قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ} (1).
لشرب الماء فوائد لا تنحصر على صحة عضو معين فقط مثل الكلى كما تذكرنا رسائل السوشيل ميديا من حين لآخر بل تنعكس فوائده على كامل الجسم فعند أخذ احتياجك من المياه والسوائل الصحية يساعدك ذلك على تنظيم درجة حرارة جسمك وحماية عضلاتك ومفاصلك وعظامك كما يشكل الماء 83% من الدم وحوالي 85% من الدماغ بالمقابل عدم أخذك لاحتياجك من السوائل يعرض جسمك للجفاف والجفاف له تأثير على الدماغ بطرق عديدة قد تكون على شكل اضطرابات مزاجية أو نقص في التركيز أو صداع أحيانا لذا ينصح خبراء الصحة بشرب كوبين من الماء قبل أخذ مسكنات الألم لأن في معظم الأحيان يكون الصداع أو الألم طريقة من طرق دماغك لتنبيهك بحالة الجفاف في جسمك.
2. السكريات
الاعتدال هو السر في تناول السكريات فالدماغ بحاجة للسكر بنسب ثابتة فمستويات السكر العالية تارة والمنخفضة تارة أخرى من شأنها أن تؤثر سلبًا على أجهزة الجسم كالقلب والكليتين وأخيرًا قد يصل تأثيرها إلى الدماغ مسببة أمراض تهدد حياتنا وجودتها لذلك ينصح بتناول خبز الحبوب الكاملة وتناول الفاكهة بدلا من شرب عصيرها لأثرها في رفع سكر الدم تدريجيا. ومن الفواكه المفيدة للدماغ التوت والعنب البري والتفاح والسفرجل لاحتوائهم على مضادات الأكسدة ولهم أثر في تحسين مهارات التعلم والتركيز كما يوجد في ثمرة الأفوكادو أحماض دهنية أساسية ضرورية لا يصنعها الجسم.
3. الدهون
للدهون والڤيتامينات الذائبة فيها أثر على صحة الدماغ وليس المقصود الدهون المشبعة والمتحولة التي تأتي من الوجبات السريعة والمقليات واللحوم المعالجة وإنما المقصود الدهون غير المشبعة الغنية بالڤيتامينات والعناصر الغذائية التي يحتاجها الدماغ والموجودة في الزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند وزيت الزيتون والمكسرات وخاصة الجوز واللوز اللذين يزيدان من تدفق الدم للدماغ والأسماك الدهنية الغنية بزيوت الأوميغا 3 والأوميغا 6 مثل سمك السلمون.
4. الخضروات
من أفضل الخضروات للدماغ الخس حيث يعتبر منقي ومطهر للدم ويزيد من تدفقه للدماغ والبروكلي والقرنبيط أيضًا كما أن الكرفس واليقطين من الأطعمة التي ورد في الطب الإسلامي أثرها في علاج ضعف العقل.
5. ڤيتامين B12 وB6
لهما دور مهم في تكوين الأعصاب وحمايتها ويتواجدان في البروتينات المتمثلة في البيض واللحوم الحمراء والبيضاء والبقول.
أما بخصوص بعض السلوكيات والممارسات التي تحفز العقل فسنذكر بعضا منها بإيجاز:
1. أقرأ القرآن يومياً
ورد في وصية للنبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): “يا علي.. ثلاثة يزدن في الحفظ، ويذهبن البلغم: اللبان والسواك، وقراءة القرآن”.
2. لا تترك وجبة الإفطار أبداً
إهمال وجبة الإفطار يجعل مستوى سكر الدم منخفضاً وقد يدفعك الجوع وقت الظهيرة لتناول كمية كبيرة من الطعام والسكريات وبالتالي هذا التذبذب قد يضر دماغك على المدى البعيد، كما ذكرنا سابقًا.
3. تعلم لغات جديدة وأقرأ في مجالات مختلفة
تعلم اللغات الجديدة يمتعك بذاكرة أقوى والقراءة تحفز دماغك على التفكير وتجعله في نشاط دائم.
4. رتب ونظم مكان عملك وغرفة معيشتك
فالبيئة الفوضوية تجعل منك إنسانًا مشتت الذهن.
5. مارس النشاطات التي ترفع هرمونات السعادة الأربعة
– حقق إنجازات يومية ولو صغيرة لتحصل على جرعتك من هرمون الدوبامين.
– احتضن طفلك وأفراد عائلتك لترفع من مستويات هرمون الإكسيتوسين.
– شارك أصدقاءك ومن حولك بمعلومة جديدة أو قدم لهم خدمة من دون مقابل ليفرز دماغك هرمون السيروتينين.
– أخيرًا مارس الرياضة وشاهد أشياء مضحكة لمدة ثلاثين دقيقة من أجل هرمون الإندروفين.
(1) [سورة الأنبياء: الآية 30].
ظاهر أحمد آل ظاهر – اختصاصي تغذية علاجية
