إنشاء شركة متخصصة في تلخيص الكتب لم يأتِ بالصدفة ولا من فراغ في هذه الأيام، لقد أقدمت مجموعة من المستثمرين في الغرب على إنشاء شركة متخصصة فقط في عمل ملخص لأي كتاب تنوي قراءته بمبلغ يعتمد على عدد صفحات الكتاب المزمع تلخيصه.
فكرة هذه الشركة نشأت بعد أن عملت دراسة واستبيان عشوائي لعينات متعددة المواهب، والتي بها توصلت إلى نتيجة مفادها أن كثيراً من الناس لديها الرغبة في قراءة الكتاب ولكن المختصر المفيد منه وليس لديها الوقت الكافي لقراءة مجلد يحوي الكثير من المعلومات والمئات من عدد الصفحات، ولا ننسى أن كثيراً من المعلومات قد لا تفيد في معرفتها.
البعض منا قد يقول؛ لماذا هذا المختصر وهذه التكاليف وبالخصوص أن الشركة تعمل في الغرب فقط وليست موجودة في كل بلد ومكان؟ بينما تطبيق تكنيك ومهارة القراءة السريعة قد يكون سهلاً، والتي بها نستطيع توفير الكثير من الجهد والوقت وفهم الموضوع المراد قراءته في بضع دقائق، ولكن تحتاج إلى بعض المهارات لإتقانها وتطبيقها.
إنها قراءة الصمت بدون تحريك الشفاه، والتي تعتمد على العقل وقدرته في سرعة ترجمة ما تراه العينان دون التقليل من التركيز.
من الصعب إتقان أي مهارة بدون تدريب ومواظبة على استخدام هذه المهارة، وعن طريق القراءة عامة ومحاولة التدريب المستمر على القراءة السريعة سوف تجد عقلك أكثر استعداداً للقراءة السريعة وفهم المحتوى دون تخطي أو قفز الجمل، فالقراءة السريعة لا تعنى تخطى السطور لكنها تعنى استيعاب هذه السطور والجمل بشكل أسرع داخل عقلك.
دع عقلك يقوم بعمله، حاول القراءة دون تحريك شفتيك وهذه هي الأفضل والأسرع، نسمع الشيخ الفلاني يقرأ يومياً لمدة تزيد على اثنتي عشرة ساعة، نسمع عن العالم الفلاني يقرأ يومياً لمدة تزيد على ثماني عشرة ساعة.
يا ترى بأي طريقة يقرأ هذا العالم أو ذاك الشيخ؟ هل بالطريقة العادية أو بالسريعة؟ وتسمع عن المثقف الفلاني يقرأ بمهارة القراءة السريعة لأكثر من كتاب يومياً.
عندما يُسأل الشهيد محمد باقر الصدر عن كم ساعة تقرأ في اليوم، كان يرد: من الواجب أن تسأل كم ساعة أجلس أنا مع الكتاب، إجابة تحتاج إلى فهم وتحليل وتأمل، فالكتاب أفضل صديق مخلص للإنسان.
عليك ممارسة القراءة والتعلم دائماً، فعقلك قادر على صنع المعجزات، فقط عليك التدريب والمحاولة المستمرة للوصول إلى الإتقان.
التعليم والقراءة المستمرة تغير مجرى الحياة.