لضمان توفر الغذاء وزيادة الإنتاجية؛ غذاؤنا عاثت به تقنيات العصر بصور شتى، فبرغم أنها أضافت إليه تحسينات لا تنكر إلا أنها أفرزت فيه شيئاً من سمومها، وما تركته نقياً كما كان في زمن مضى، وإذ بنا نجد أنفسنا في مواجهة خطر محدق لم نكن نتوقعه طال كل شيء، فكما يقول المثل “يؤتى الحذر من مكمنه”، وقد نحفر قدرنا بأيدينا، تلك التقنيات أصبحت تهدد بمشكلة غذائية لا أحد يدرك إلى أين تنتهي.
إننا اليوم في عصر غدا فيه الغذاء الصحي والتغذية الصحيحة هاجساً يطارد الكثير من الناس إن لم يكن معظمهم، هاجس الصحة والمرض يؤرق الصغير والكبير كما يؤرق الغني والفقير، فمشكلات الغذاء أصبحت خطيرة لتسببها في العديد من الأمراض.
لا شك أن الوعي والإدراك والإلمام بجوانب غذائنا وما ندفعه لأفواهنا من الأمور المهمة في حياتنا.
“لكي تغذي جسماً حياً، يجب أن تعطيه أطعمة حية”، ما هي الأطعمة التي نسميها حية؟
تناول كل شيء طازج، تناول كل شيء مملوء بعناصر النمو.
أنت محتاج للأغذية الطازجة المشبعة بنور الشمس، وبالعصارات الحية.
الأغذية الحية تستمد وجودها من الطبيعة بما فيها من خيرات الأرض وشمس وهواء، فهي بذلك تتميز باحتوائها على سر الحياة.
هنا نجد كل الأغذية الطبيعية أطعمة تنشط الحياة فهي غنية جداً بالمواد الغذائية الأساسية (فيتامينات، معادن، أنزيمات…)، هذه الأغذية الغنية بالأنزيمات قابلة للانحلال، وهي شديدة الفعالية في الظروف الحارة، إذ تؤدي إلى تسريع فساد الغذاء، بينما الأغذية المحفوظة التي تقل أو تنعدم فيها عناصر الحياة، تطول فترة صلاحيتها بسبب وجود المواد الحافظة التي تنفر منها مسببات الفساد.
الأطعمة المعالجة أو المصنعة غير ملائمة للجسم تماماً لكونها خالية من الحياة.
يظهر أنك تعتني بجسدك وتحترمه وتحسن التعامل معه! فالتغذية الجيدة تعطي نتائج جيدة. هذا هو هدف الغذاء الصحي الذي هو نظام كامل يتفق مع جميع حاجات الجسم وتجنبنا المتاعب والكثير من الآلام.
أتريد أن يزيد بهاؤك الطبيعي، وتؤدي أجهزتك وجميع اعضائك وظائفها دائماً على أحسن وجه؟ فعليك بأكل الكثير من الأغذية الحية “الطازجة” الغنية بالألياف، والمعادن، والفيتامينات، فإن هذا الاعتناء بجسدك سيظهر أثره إيجابياً على حياتك.
الأغذية الطازجة تحافظ على محتوى الألياف الغذائية، ومضادات الأكسدة، والعناصر الغذائية الضرورية الأخرى، بينما تقنيات التصنيع الغذائي عاثت بصحتنا، وما كان لنا خيار إلا العودة إلى الطبيعة، فالأرض الطيبة الخالية من الملوثات تدفع لنا بإنتاج غذائي خالٍ من مسببات الأمراض والتسممات، خضار وفواكه مزروعة في حقول القرى والأرياف، ومواشي ودواجن تأكل مباشرة من الأرض وتسقى من مياه نظيفة بعيدة عن الملوثات، تلك الأغذية توفر جميع عناصر الحياة اللازمة لصحة الإنسان.
• الغذاء الصحي يساعد على بقائك موفور الصحة، فهو وسيلة ممتازة لمنع إصابتك بالسمنة والأزمات القلبية وبعض أشكال السرطان، وتقوية جهازك المناعي، ولبناء عظام وعضلات قوية.
• الغذاء الصحي يساعد على المحافظة على وزنك، وهذا يعني الانتباه للقيمة الغذائية وكذلك كمية ما نأكله.
• الغذاء الصحي يزيد قوة عقلك، فشعورك بالتعب والإنهاك يعني أن جسدك بحاجة إلى فيتامينات ومعادن يؤدي ذلك إلى تحسين تركيزك.
• الغذاء الصحي يمكن أن يمنعك من الوسوسة والخيالات بشأن الطعام، فتغذية جسدك بالوجبات المغذية يقلل احتمال أن تصاب بهكذا أعراض.
• الغذاء الصحي له مذاق طيب، فتناول الأطعمة الطازجة الطبيعية الشهية التي منحها لنا الله عز وجل، لا تقارن بتلك الأغذية المتعبة والمليئة بالكيماويات والمضافات المصنعة.
• الغذاء الصحي يزودك بالطاقة ويمنحك شعوراً طيباً لتسير مسافات طويلة وتسرع في العدو وسيكون لديك طاقة زائدة للاستفادة القصوى منه في كل يوم.
• الغذاء الصحي ينمي لديك الشعور بأنك اكثر إيجابية، فالجسد الذي أحسنت تغذيته يشعر بأنه أقوى وأوفر صحة، هو المفتاح لتقدير أعلى للنفس والثقة بها.
النظام الغذائي المتوازن يعني تناول الطعام عند الشعور بالجوع لتكون لديك الإرادة في اختيار نوعيات الأطعمة وتناولها بالكمية المسموحة لك، كما يلزم عدم تناول الأطعمة بين الوجبات الرئيسة لمساعدة الجسم على استهلاك الطاقة الغذائية المتناولة، وعدم اختزانها في الجسم على صورة نسيج دهني، وكذلك إراحة المعدة بعد الإثقال عليها أو إثارتها.
اختيارك لتناول الأطعمة الصحية له وقع إيجابي ويثبت احترامك لجسدك وإحسانك التعامل معه،
فكروا قليلاً.. واستحضروا في ذاكرتكم مقداراً من صحتكم إذا ظلت سليمة، ألا تريدون أن تتجنبوا الأمراض.
تخيلوا ما يجب عليكم دفعه من نفقات للمعالجة في المستشفيات، فعوضاً عن أن تشعروا بالتعب، ألا تريدون أن تحتفظوا بالحيوية والنشاط؟
وعوضاً عن أن تتكبدوا المصروفات الطائلة في إصلاح الأضرار، ألا تفضلون أن تتجنبوا آلام الأجسام بنظام غذائي صحي؟
وإذا صدف أنكم لم تمرضوا مند وقت طويل، ولم تراجعوا طبيباً، فهل تفكرون بأيام التعب حين تضطرون للاستعانة بمساعدين يكبدونكم مبالغ طائلة؟
هذا لا جدال فيه! إذن: إن الصحة تكلف ذهباً، وهي أثمن بكثير مما تظنون!
إنكم اذا فحصتم الأنظمة الغذائية في متشابكات تقنيات هذا العصر تظهر لكم قضايا عديدة، سترون أن الغذاء بعد إخراجه من الأرض ودخوله أفواهنا، فقد الكثير من عناصر الحياة الأساسية للصحة.
وطالما عرفت أن تغذيتك تحدّد سير صحتك وكيانك، فتخلص من العادات السيئة التي تمارسها على حساب صحتك، وسر بخطوات ثابتة لاجتياز مصاعب الحياة واكتساب الحيوية والنشاط.
لقد أصبح من الواضح الآن للجميع أن التغذية الصحية لها قدرة على الشفاء أكبر مما أدركه الطب، فالأغذية تتمتع بقيم لا ثمن لها، مثل الصحة، والنفع، والبقاء، وعظمة الحياة.
نستطيع صنع أجسامنا كما نريد بفضل الأغذية التي نقدمها لها.
الأمل بإطالة الحياة بإذن الله تعالى بواسطة تصميم غذائي متوازن.
إن كل شخص يبقى في حالة جيدة قبل وقوعه مريضاً، فمعظم أمراض العصر ليس لها علاج!
عام مضى فقدنا الكثير من الأعزاء على قلوبنا من شبابنا وأمهاتنا وشيوخنا، فقدنا الكثير منهم بدون معرفة الأسباب!!
فإن من الأهم أن يعرف الإنسان قيمة الصحة ويكافح لأجل الحصول عليها.
الاهتمام الدائم بغذائنا، وهو أمل فوري لنا أن ننقذ أجسامنا من الأمراض، بأيدينا مفتاح صحتنا.
لقد عرفنا الغذاء الصحي، وعرفنا كيف نطبقه، وهذا حظ كبير لجيلنا القادم يجب أن نحافظ عليه.
من هذا المنبر الهام ندعو الجميع لتصحيح المفاهيم الخاطئة والعادات الغذائية المدمرة فهي ديناميت قابل للانفجار في أي جسد أو شريان!
وأخيراً إن الغبطة تتملكني حين يخبرني أحد أبناء وطني بتطبيق الإرشادات الصحية والتغذوية، وأشعر أن ما بذل من جهد على هيئة نصائح وتوجيهات، قد تكللت بالنجاح.
إن عددهم يزداد، يقبلون على الأغذية الطبيعية والحية، لأنها الوحيدة التي تحفظ صحتهم، وتعطيهم الجمال والقوة وبهجة الحياة!
منصور الصلبوخ – اختصاصي تغذية وملوثات.