أرسل مدير الخدمات الطبية بمستشفى القطيف المركزي الدكتور زكي الزاهر رسالة عملية تجسد أهمية الحفاظ على الصحة، بإقلاعه عن التدخين بعد ٣٠ سنةً من تدخينه السجائر، بعد انضمامه لإدارة المستشفى.
وذكر الدكتور الزاهر أنه اتخذ هذا القرار عن قناعة شخصية منذ عام، مع تشجيع فريق العمل وبمساعدة من عيادة التدخين، في المراكز الصحية، التي كان لها دور كبير في إقلاعه.
جاء ذلك خلال حديثه لـ«القطيف اليوم» أثناء تدشين “عيادة التدخين” في مستشفى القطيف المركزي من قبل المدير العام التنفيذي لصحة القطيف التكاملية الدكتور رياض الموسى، وذلك يوم الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠١٩م، في بهو العيادات الخارجية للمستشفى، بحضور جمع من الكوادر الصحية والفنية والإدارية بالمستشفى، ومراجعين للمستشفى.
وهدف التدشين إلى الإعلان عن وجود العيادة لمنسوبي ومنسوبات المستشفى، والمراجعين، والتأكيد على دورها العلاجي، والتكميلي إلى الكثير من التخصصات الطبية، مع تجربة قياس معدل الكربون في الرئة بالجهاز الخاص لذلك، علمًا بأنها تُعد إحدى مبادرات الرعاية النموذجية في قطاع القطيف الصحي التكاملي بإدارة الدكتورة لمياء بوحليقة.
وتعمل العيادة على تقديم الخدمات العلاجية للإقلاع عن التدخين بإشراف اختصاصي صحة عامة والمشرف على برنامج مكافحة التدخين في قطاع القطيف الدكتور غريب السالم، والمنسقة لها اختصاصية التثقيف الصحي زينب الشيخ، مع عدد من الكوادر الفنية، حيث يتم استقبال المرضى والراغبين في الإقلاع عن التدخين بالتحويل من العيادات بالمستشفى، والتنسيق ضمن نظام موعد ، كل يوم أربعاء في الفترة الصباحية فقط.
من جانبه، أوضح مشرف العيادة الدكتور السالم لـ«القطيف اليوم» أن العيادة تعمل بتكاتف عدة عيادات للمرضى المدخنين حيث يكون الإقلاع جزء لا يتجزأ من نجاح الخطة العلاجية، بمتابعة الطبيب المعالج مع العيادة، ومنها؛ عيادة أمراض القلب نظرًا لأثر التدخين السلبي على القلب والأوردة والشرايين، وكذلك عيادة الأسنان، كون التدخين سببًا رئيسًا لالتهاب اللثة وتساقط وتلون الأسنان.
وتوقع تحويل المرضى من قبل عيادة النساء والولادة وذلك لتفادي خطر التدخين على الجنين، وولادته بوزن أقل من الطبيعي أو إصابته بتخلف عقلي، وولادة مبكرة، مشيرًا إلى الدور المكمل لعيادة الأنف والأذن والحنجرة مع زيادة الإصابة بسرطان الحنجرة، كون المدخنين معرضين بنسبة تزيد للإصابه به سبع مرات عن غير المدخنين، كما أنه في حالة علاجه الجراحي يشترط إيقاف التدخين.
وأشار إلى أن التدخين أحد أسباب الإصابة بالأمراض الصدرية والإصابة بمرض تكيس الرئة بسبب تغير نسبة الأكسجين في الرئة إذ تصل نسبة ٩٠٪ من المرضى المصابين به من المدخنين، كما أنه له ارتباط مباشر بالتدخين، مع توقع علاج مرضى الالتهاب المزمن في القصبة الهوائية بسبب عيادات الإقلاع عن التدخين كون ٨٥ – ٩٠٪ من المصابين مدخنين.
وأكد على حرص صحة القطيف التكاملية على خدمة المرضى والمنسوبين والمنسوبات لها، والخروج بموظفين غير مدخنين وتحفيزهم على ذلك، كاشفًا عن سعيها لفتح عيادة تدخين متنقلة في مبنى العيادات الخارجية تعمل في أوقات الدوام الرسمي طوال أيام الأسبوع، مع احتمال تمديد عملها في أيام الإجازة الأسبوعية.
ونوه بأن العيادة تتبع خطط “اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ” حيث عملت على نشر التثقيف الصحي ومنع التدخين، برفع أسعار التبغ، وزيادة الضرائب عليه، ووضع ضوابط للتبغ من حيث البيع والشراء، وبالمقابل تقديم خدمة مجانية لمن يرغب أن يقلع عن التدخين بفتح عيادات التدخين، الذي من شأنه حفظ الموارد البشرية، وتوفير المال للمدخن وتكلفة العلاج من قبل الدولة.
وتطرق إلى الأعمار التي تطلب علاجًا للإقلاع عن التدخين، حيث راجعه طفل عمره ١١ عامًا، وسيدة عمرها ٤٦ سنةً، والاثنان تغلبا على ذلك، مبينًا أن المريض يحتاج المساعدة وبشكل جماعي بوجود عزيمة لذلك فإن نسبة التعافي تصل إلى ٥٠ – ٦٠٪ من نسبة التعافي.
وشدد على أهمية وعي المدخن ورغبته في العلاج وتقبله سواء كان علاجًا بيولوجيًا دوائيًا عن طريق الحبوب وملصقات النيكوتين، بالإضافة إلى العلاج السلوكي والدعم الاجتماعي الذي يعزز تغيير العادات السلوكية، لافتًا إلى أن النيكوتين العلاجي يكون بشكل مستمر وثابت ويقلل جرعاته بالتدريج، ولا يؤثر على الجسم مع مرور الزمن، بعكس نيكوتين السيجارة الذي يكون متذبذبًا ويجعل الشخص يدمن أكثر.
من جانبه، ذكر المدير العام التنفيذي لصحة القطيف التكاملية الدكتور رياض الموسى لـ«القطيف اليوم» أن افتتاح عيادة التدخين متطلب وزاري ضمن حملة وزارة الصحة لمكافحة التدخين وجزء منها هو نشر عيادات التدخين، ومساعدة المدخنين في الإقلاع عنه، في كل المنشآت الصحية.
وأشار إلى بدء افتتاح عيادة التدخين في المراكز الصحية والتي ستكون موزعة على المراكز الصحية، منوهًا بأنها افتتحت الآن في المستشفى لتسهيل الوصول لها من قبل المراجعين والعاملين به، آملًا أن تزيد عدد أيامها وتظهر نتائجها وعائدها الصحي الذي يفيد الجميع.