سكن صوتها، الذي ترنم بتسابيح الذكر، فقدت المعاني مفرداتها، والكلمات قاموسها، وأصبحت النجوم مصابيح عزاء باهتة، هي الحياة بغيابك يا أماه لا طعم لها أو لون، كل شيء هنا يناديك بألم، غرفتك تفتقدك، مصلاك، روحي المتعطشة لأنفاسك، لأحضانك، رحلتي يا أماه دون وداع، في صلاتي، كنت، لتكون فكرة فقدك كابوسًا مزعجًا، من تجاعيد وجهك أقرأ أيامي، تاريخي، تسكنني ذكراه، كنت أشاهدك وأنت تقطعين البصل، وتوزعين “المحموص”، وتخدمين في الحسينية، وتقيمين المآتم منذ نعومة أظافري، منك تعلمت عشق أهل البيت -عليهم السلام- لم يجعل الله الجنة تحت أقدام الأمهات عبثًا، قصص الطفولة، تجول بخاطري، كنت طفلة في التاسعة من العمر عندما وقعت، وأصبت فكنتِ تحملينني يوميًا للتدليك مشيًا على قدميك، طالت المدة، لكنك لم تملِ، أي نبع للحب أنتِ، كل جميل في حياتي هو بتسديدك، تتطهر الكلمات بفاضل الماء عند الكتابة عنك، وتسجد عند جبينك المنير، رحيلك فاجعة أسكنتني الألم.
أماه، مازلت أعانق الأشياء، التي لمستها أناملك، مازلت أقرأ في عيني الصباحات، تراتيل شفتيك، مازلت، أبكي فوق ظل احتواك، أمارس المشي، هنا وهناك، أريدها خطواتي، تعانق خطواتك. أماه، وكيف الرحيل؟، آه، يا أماه، قلبي لا يهدأ شوقًا، كل الزوايا، تحمل ملامح وجهك، أنفاسك، دفء حنانك، أأتعبك المرض؟، آه، لقلبك الشغوف لنا، كيف توسد التراب، ألن أراك مجددًا؟، كم أشتاقك يا -أماه-، يا لغة الماء، ونبراس الحياة، يا بوصلة القلب، ومنتهى مناه. أزيحوا غبار القبر عنها، لأبصر وجنتيها، وأضع جبيني على جبينها، آه، يا قلب، قلب أمي توقف عن النبض، يعتصرنا الفراق.
ألا تبصرين، الآن، جالسة أقلب الذكريات، وحدي، أقاسمك وجع الحياة، أناغي عينيك، لأبصر بهما الطريق، لأبث في القلب الحياة. ها نحن، يا أماه، يتامى، يتيمة أنا بفقدك. ما أقسى قلبي، أمرر الماء على جسد الحياة، يختلط الماء بدموع القلب، أصغي لهمسك، لم يكن مغتسلاً، معلنًا عن بداية الغياب، وقفت معهن، أمارس تجهيزك، للحظة الوداع الأبدي، ما أقسى قلبي، ستظل اللحظة، مغروسة في القلب، لا يخالجها النسيان، وكيف تنسى، وأنت الروح في الجسد، عذرًا “أماه”، الآن، سأقطع مداد اليراع، فأنت معي، ولا أريد أن يفرق بيننا الكلم، عذرًا، أيها اليراع، الآن، أناغي أماه، وأبكي أماه، وأبثها أماه وجعي. رحم الله قلوبًا رحلت ولم تُنس، وجبر الله قلوبًا اشتاقت فالتحفت الدعاء، اللهم طيب ثرى أمي، وأكرم مثواها، واجعل الجنة مستقرها ومأواها.
