استشهد الدكتور سعيد محمد آل مبارك بتجربة الدكتور محمد المحروس، والاختصاصية رقية عجاج، كأحد النماذج المشرفة في المجتمع، واللذين استطاعا أن يصنعا لهما تاريخًا مشرفًا على مر السنوات، شأنهما شأن آبنشتاين وإديسون والخوارزمي، في تحدي ومواجهة الصعوبات التي تعترضهما، وإيمانهما بأنهما يستطيعان تحقيق أحلامهما.
وتحدث الدكتور آل مبارك عن تجربة ابن القطيف الدكتور المحروس وحصوله على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة مانشستر، إلى أن وصل للقب باحث واستشاري في علوم الميكروبات الإكلينيكية وهندستها الجينية، مما حقق له رصيدًا من الإنجازات العلمية التي خدم بها تخصصه على المستوى العالمي.
وأشار إلى رقية بنت محمد عجاج الحاصلة على درجة الماجستير في التربية الخاصة والقيادة والتعليم من جامعة تكساس الأمريكية، بعد حصولها على بكالوريوس الإعلام من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، فرغم فقدها بصرها إلا أنها جعلت لها بصمة إبداعية تخطت بها إعاقتها، حيث نافست المبصرات.
جاء ذلك في الورشة التثقيفية “تحد الواقع.. واترك أثرك”، التي قدمها آل مبارك بحضور 145 شخصًا، أغلبهم من فئة الشباب، من كلا الجنسين، ونظمتها لجنة التفوق الطلابي بصفوى، يوم الثلاثاء 18 فبراير 2020م، بجامع الكوثر بصفوى.
وهدفت الورشة إلى تطوير أساليب التفكير والتحفيز على الإبداع خارج الإطار المألوف، وإحداث تغيير إيجابي لدى المشاركين فيها، من خلال طرح أسئلة مثيرة للمشترك تدفعه للتأمل، ثم مناقشة مصادر الأفكار وتأثيرها على الشخصية والسلوك، وتدعيم ذلك بقصص قصيرة تفاعلية، دفعت المشاركين للتفكير وأظهرت اختلاف أنماط تفكيرهم، وعرض أفضل الطرق للنمو والتطور والاستمتاع برحلة النجاح، مع الاستعانة بالتمارين التنشيطية سواء كانت فردية أو جماعية، والتي كانت بصورة العصف الذهني.
شجرة الأفكار
وذكر آل مبارك أن الفرد يتبنى أفكاره من عدة اتجاهات؛ أولها جذور تربوية من والديه، والأصدقاء، والمدرسة، ومن نفس الشخص بناء على ما يكتسب من أفكار ومعتقدات، يستطيع مع مرور الزمن أن يطورها، منوهًا بأن البيئة والوضع العام للمجتمع تجعل الإنسان قائدًا، كما أن الإنسان يمكن أن يكون قائدًا في أمور، وأسيرًا في أخرى.
واتخذ من سرد القصص أسلوبًا لتوصيل الأفكار والدخول، مع مناقشة المضامين التي تحملها من حيث؛ الاقتناع بالحياة والاعتماد على أهداف صغيرة، والتأثر بالمعتقدات والخرافات بدون معرفة مصدر عقلي يرجحها، والجهل بالأمور، والانسياق للعقل الجمعي رغم امتلاك القدرات الفذة.
ونوه إلى أثر الخرافات على الأفراد من فقدان البصيرة والتسليم لأبسط الأمور دون التفكير في منشأها، داعيًا إلى تحري الأسباب، وصحة الأمور التي تكتسب من الوالدين والأجداد، والبحث عن أصلها ومعرفة حقيقتها، وعدم استعجال الحكم عليها.
مرونة العقل
وطالب بإيجاد طريقة تفكير متغيرة بمرونة، وتقبل التغيير الحاصل، متسائلًا؛ لماذا يريد الناس التغيير، في المقابل ترفض أن تتغير أو تبادر به، وإن وجد من يعمل على التغيير فهم قليلون.
القوة والغلبة
وأثار الدكتور نقاش الحضور بسؤاله؛ هل يمكن أن نتعلم من الشيطان شيئًا؟ وعليه أجاب مع وجود العهد الإلهي بعدم استطاعته القرب من المتقين والصالحين، إلا أنه على الإنسان إدراك أن الشيطان يعمل وفق هدف محدد، يتميز بالاستمرار والإصرار والصبر على الوصول للهدف، لافتًا إلى أن الشيطان لا يظهر فقط أعمال الآخرين، بل قد يكون هوى النفس وجهلها هو الذي يجب التغلب عليه.
وأشار إلى أن القوة الحقيقية عند الفرد تكون بالإبداع، وتوضيح الرؤية المستقبلية التي تهدف لاستمرار الحياة، التي تقود إلى النجاح بعد التعب وتحدي الواقع، والوعي بأن الاختلاف بين الأشخاص فرصة إلى التكامل فيما بينهم وقوتهم.
ونصح بالتوازن في إدارة عجلة الحياة وفق الأحداث التي يعيشها الفرد، والتي تختلف باختلاف الأعمار والاحتياجات الشخصية، من صحة، وعلاقات اجتماعية وأسرية، والدين، والتعلم، والمال وتطوير الذات.
وختم الورشة رئيس لجنة التفوق الطلابي زكي السادة بكلمة أكد فيها أن الإبداع والتفوق ليس صعبا مع وجود الهدف، وخطة مرسومة، واتخاذ القدوة التي تلهم طالب التميز المستقبلي، شاكرًا بدوره الدكتور آل مبارك على تقديمه الورشة التي أثرت معرفة الجميع.