قد لا يكون الوقت مناسباً لكتابة ما بهذا الشأن بما يخص الجانب المعنوي والنفسي، لهذا أقول: وإن لم يتم ذلك الآن! فالظرف أنسب ما يمكن أن يكون للمشاعر ذاتها، وأصعب ما يكون مشاعر الأهل، وإن فشلت في صياغتها هنا في هذا الظرف فلعلي أتمكن من ذلك لاحقا ولكن!
يقف البعض في منتصف الحكاية بين خشية الغياب وعشق الحضور واللقاء، وترتجف الأماني وتنتفض الهواجس والقلق داخلنا قد يثور وقد يهدأ، ولعلنا نبقى نحن ضحايا لهذه الفوضى والتجاوز وبيع الضمير التي تجتاح حواسنا! هذا ما حدث بالفعل منذ زمن كاد أن يكون دهرًا بل عمرًا طال العشرين عاما وفي لحظة انفلات الضمير، دخلت تلك الخاطفة في منتصف اللحظة كان الوقت آيلاً للسكون، وموسى الصغير مائلًا للهدوء في آخر اللحظات الآمنة كانت تلك الخاطفة، وفي منتصف طريق اللحظة الفاصلة مرت من أمام الأم وخطفت الطفل بطريقة ما وغادرت الغرفة بسرعة، غير آبهة بملائكة السماء التي ستتوعدها يومًا!
أكاد أن أتخيل تلك السيدة الخاطفة بتحريض من روحها الآثمة، على أثر اختطاف المولود الصغير ذي الساعات القليلة “موسى علي منصور الخنيزي” من حضن وبين قلب والدته التي مزّقته مخالب تلك المرأة الشيطان، والتي جعلت حياة تلك الأم وبقية الأسرة ناقصة والتي تمنت والدته وجوده بكل لحظة وفي كل مناسبة بينهم تسبقها دموعها، ولكنني أجزم أن الشاب العائد لحضن والدته سيغتسل بأول الغيث، ربما تساقط الأمطار في مسك ختام الشتاء لم ولن يمنعنا من تفاؤل وأماني ببشائر الخير.
ولعلي أسمع رأي القارئ يقول: إن موسى ليس أول من تم اختطافه، فقد حدث قبله الكثير، لكن ما حدث سيترك جرحًا لا يلتئم إلى أبد الآبدين، فهل قرار جرم تلك الخاطفة هذا كان جرمًا تحاسب عليه القوانين السماوية والأرضية؟ وليكن الرأي ينبغي علي أن أسجد شاكرة لعدالة الله في خلقه. ومن هنا تبدأ العدالة والحكاية مع موسى ولكن! لم تكن أنت موسى أيها القارئ ولم أكن أنا والدة موسى وإلا لكانت حكاية العشرين عامًا أسطورة وجع لن تنتهي، مليئة بالأسرار التي لا يعلمها إلا الله والراسخون في الإيمان.
سيدتي الفاضلة أم موس: في أيّ ركن من السكون والصبر والإيمان تسكنين! لقد ألهمت في داخلي بثمرات وجودك دون أن أعرفك شخصيًا، معك أشعر بأنني امرأة غير قابلة للوجع، لليأس، ولا للكسر بركلات الزمن. هنيئًا لك ولزوجك الفاضل ولجميع الأسرة الكريمة هذا الفوز والنصر السماوي العادل.