كان والده المغفور له عبدالعزيز الصفيان ممن عاش في أوساط القطيف مع شباب في ستينات القرن الميلادي والقطيف تزخر بالشباب المثقف منذ ذلك العصر ويختلط شبابها وعلى نطاق واسع بكثير من الشباب من أبناء مناطق المملكة كالرياض وجدة ناهيك عن الخبر والدمام ولذا كان في طيات حديثه مع أبنائه عن القطيف وأهلها وما تحمله القطيف من روح الأخوة والتسامح وكرم الضيافة، وهذا ما يعرفه القاصي والداني عن طباعهم بل وليس من باب المبالغة لأني من القطيف ولكن سل كل مواطن من أبناء المملكة عاش في القطيف وقد ذاب في أوساطها وامتنع حتى من التنقل في وظيفته التي جلبته إليها عنها ولدينا من وصل إلى سن التقاعد وهو في القطيف في أغلب الدوائر.
دماثة الأخلاق التي يحملها أبناء القطيف كانت المحفز الرئيس لتشجيع والد المحافظ معالي الأستاذ خالد الصفيان أن تكون القطيف قريبة منه دائما وإن بعد عنها حتى وصل به المطاف ليكون مركزه في مستشفى القطيف المركزي والذي تحول بعدها إلى أن يكون وكيلا لأمارة القطيف قبل كونها محافظة ثم ينقل إلى قرية عُليا ليكون محافظا فيها ومن ثم محافظة الخفجي.
وحين عصفت بالقطيف بعض العواصف واختلطت كثير من الأمور واحتاجت القطيف إلى الرجل الحكيم الذي يحمل الخبرة ودماثة الأخلاق والقدرة على علاج المواقف الصعبة وإعادة المياه إلى مجاريها جاء القرار الحكيم من أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز والذي كان له قصب السبق في المنطقة الشرقية وكونه نائبا وبمجرد صدور القرار بجعله أميراً للمنطقة الشرقية صب اهتمامه في معالجة الأمور بحنكة وحكمة والاستقراء التام لاتخاذ القرارات الصائبة لمواكبة مسيرة التنمية وللقطيف الدور الرائد كما لبقية المدن الأخرى فكان الأستاذ خالد عبد العزيز الصفيان هو الرجل المناسب في الموقع المناسب والذي بمجرد دخوله للمحافظة بدأ بالتطبيق العملي لعلاج الأمور المتقهقرة والمتأخرة في سبيل التنمية بل كان يتداخل في أوساط المجتمع القطيفي مشاركاً لهم في أفراحهم وأحزانهم.
وأذكر له من المواقف ما حدث في تفجير القديح أن جاء بنفسه ودون حماية معه ليقف إلى جانب المثكولين متناسياً نفسه أمام الحدث ليقول للفاقدين: إننا معكم في السراء والضراء. وبتوجيهات من خادم الحرمين وولي عهده وأمير المنطقة.
وقد زالت كثير من الأحداث التي مرت بها القطيف بفضل الرعاية الحكيمة والحنكة التي أثلجت صدور المسؤولين لهذا الإخلاص الوطني الذي قام به معالي المحافظ وكم جلسنا معه في جلسات مطولة لعلاج كثير من القضايا التي تم حلها إما عن طريقه المباشر أو بشرحها الشرح الوافي لأمير المنطقة الذي كان يوليه الثقة والعناية القصوى في اتخاذ القرار.
هذا فيض من غيض مما بينت في حق هذا الرجل المخلص الذي ترك القطيف وهو محمود السريرة في أوساط المجتمع القطيفي فشكر الله سعيه فيما قام به وبريق الأمل لنا بالقادم للمحافظة لإكمال المسيرة – إن شاء الله.