تحدث الطبيب المقيم في قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى القطيف المركزي محمد العيد عن الالتهابات التي تصيب الأذن نتيجة إصابة الأذن الوسطى ببكتيريا أو فيروس ما، وغالباً ما تنجم عن مرض آخر، مثل الرشح أو الأنفلونزا أو الحساسية، ويتسبب في احتقان الممرات الأنفية والحلق وقنوات أوستاكيوس وتورمها، موضحًا أن ألم الأذن خاصةَ أثناء الاستلقاء، والشعور بشد أو سحب قوي في الأذن، مع صعوبة النوم وخروج سائل من الأذن وعدم الاتزان وغيرها، من أعراض التهاب الأذن الوسطى.
وذكر عوامل الخطورة المتعلقة بالتهاب الأذن، مشيرًا إلى أنه يكون الأطفال بين عمر 6 أشهر وعامين أكثر عرضةَ للإصابة بالتهابات الأذن بسبب حجم قنوات أوستاش وشكلها، وكذلك بسبب ضعف الجهاز المناعي، وأن الأطفال الذين تتم رعايتهم في دور رعاية جماعية أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والتهابات الأذن من الأطفال المقيمين في منازلهم، لأنهم يتعرضون للكثير من أنواع العدوى.
وأكد أن الرضّع الذين تتم تغذيتهم بزجاجة الرضاعة، وخاصة أثناء الاستلقاء، أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأذن من الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية.
وأكد العيد أن التعرض لدخان التبغ أو لمستويات عالية من تلوث الهواء يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب الأذن، مشيرًا إلى أن حدوث التهابات الأذن يكون أكثر شيوعًا خلال فصلي الخريف والشتاء بسبب انتشار الإصابة بنزلات الرشح والأنفلونزا، كما يزداد خطر تعرض الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية للإصابة بالتهابات الأذن خلال موسم انتشار حبوب اللقاح.
وعرف قنوات أوستاكيوس بأنها قنوات ضيقة تمتد من الأذن الوسطى إلى أعلى الجزء الخلفي من الحلق خلف الممرات الأنفية، وتنفتح نهاية القنوات الموجودة في الحلق وتغلق من أجل تنظيم ضغط الهواء في الأذن الوسطى وتجديد الهواء داخل الأذن وتصريف الإفرازات الطبيعية من الأذن الوسطى.
وبين أن كثرة الالتهابات وتورم قنوات أوستاش ووجود مخاط بها نتيجة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي أو الحساسية، يتسبب في تراكم السوائل داخل الأذن الوسطى، ومن ثم فإن العدوى البكتيرية أو الفيروسية الناتجة عن هذا السائل عادةَ ما تكون السبب وراء ظهور أعراض التهاب الأذن، مبينًا طرق التشخيص وخطة العلاج.
جاء ذلك خلال الفعالية التي نظمها قسم الأنف والأذن والحنجرة، والتثقيف الصحي بمستشفى القطيف المركزي، بالتعاون مع الوحدة الصحية للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، حول العمليات الشائعة للأطفال، خلال يومي الجمعة والسبت 14-15 فبراير 2020، في مجمع القطيف سيتي مول، وبمشاركة عدد من الأطباء، وأطباء أمتياز، وتمريض.
وتابع بأنه يشيع حدوث التهابات الأذن لدى الأطفال أكثر من البالغين لأن قناة أوستاش لديهم تكون أضيق وفي وضع أفقي بشكل أكبر، مما يزيد من صعوبة تصريف الإفرازات من خلالها واحتمال تعرضها للانسداد بدرجة كبيرة.
وذكر العيد أن إجراء عملية؛ شفط السوائل المتجمعة في الأذن الوسطى تُجرى عند حدوث الالتهابات المستمرة وتجمع السوائل وتحتاج إلى مراقبة تصل إلى ثلاثة أشهر، وعند تكرر هذه الالتهابات وملاحظة ضعف السمع ووجود ألم مزمن يقرر الطبيب إجراء العملية، مضيفًا أن ضعف السمع وتمزق طبلة الأذن، وانتشار العدوى في الأنسجة المجاورة، وتأخر الكلام، وتلف العظم النائي خلف الأذن، من مضاعفات التهابات الأذن المتكررة والتي تستدعي مراجعة الطبيب.
وأوضح العيد أن تخطيط الأذن لا يظهر من خلاله وجود مياه من عدمه وإنما هو مقياس لقوة السمع عند الطفل والتي تتأثر بشكل أساسي بوجود المياه، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يمكن ملاحظته على الطفل ومدى قدرته على السمع والكلام، فإذا كان الطفل لا يتكلم بصورة طبيعية متناسبة مع عمره، أو كان لا ينتبه للأصوات المجاورة فقد يكون مصابًا بتجمع السوائل، لافتًا إلى أنه عند عدم وجود أي من الملاحظات السابق ذكرها فإن هذه الحالة لا تتجاوز كونه ارتشاحًا أو التهابًا بسيطًا يسهل علاجه باستخدام المضادات الحيوية.