استدعت حالات الوفاة بالموت المفاجئ بسبب توقف القلب أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة؛ تكثيف ورش الإنعاش القلبي الرئوي وزيادة الوعي الصحي وإقامة الندوات وتوضيح أسباب ذلك.
ومن هذا المنطلق استضاف عداؤو القطيف، بالتعاون مع مجموعة “حياة إنسان”، استشاري طب الأسرة أحمد العوامي، لتقديم ورشة “الإنعاش القلبي الرئوي” للكشف عن الأسباب وأهمية ممارسة الرياضة، وذلك يوم الجمعة 14 فبراير 2020، في كورنيش الناصرة بجانب مجسم أنا أحب القطيف.
وذكر العوامي أن ممارسة الرياضة للفئة العمرية فوق 45 عامًا يلزمها إجراء الفحوصات الطبية اللازمة فهذه الفئة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكري، نافيًا وجود علاقة بين الموت المفاجئ والرياضة.
وتابع، بأن ممارسة الأنشطة الرياضية له أثر إيجابي على صحة الإنسان، والجهد البدني المنتظم للعمر يسهم في تنظيم نسبة السكر في الدم وانخفاض نسبة الكوليسترول والدهون وضغط الدم، إضافة إلى أثرها الإيجابي النفسي، لكن يجب التقيد بالإرشادات الوقائية بإجراء فحوصات طبية وتقييم الحالة الصحية واختيار كم ونوع الجهد الذي يجب ممارسته.
وشدد على التوجه إلى الطبيب عند الإحساس بأي ألم خلال أو مباشرة بعد المجهود الرياضي، والتوقف عند الشعور بألم في الصدر وأي صعوبة في التنفس خلال عمل المجهود الرياضي.
وأشار العوامي إلى أن تعرض الفئة العمرية الأصغر لأي مشكلات أثناء ممارسة الرياضة تكون لأسباب وراثية من اضطرابات في عدد ضربات القلب أو تضخم عضلة القلب والتهاب غشاء القلب وتفادي تلك الأعراض مع أقل مجهود من ضيق تنفس وأعياء، بالتوجه مباشرة للفحص والتوقف عن الرياضة.
وقسم المجهود البدني إلى: منخفض، ومتوسط، وعالٍ، مؤكدًا على ضرورة الانتباه عند الشعور بتسارع النفس وزيادة ضربات القلب عند ممارسة المجهود المتوسط والعالي، مشيرًا إلى أن الفحص نوعان؛ فحص لممارسة الرياضة بغرض تحسين الصحة، وفحص لممارسة رياضة تنافسية ومسابقات.
وتطرق العوامي للحديث عن كيفية التدرج لرفع المجهود من متوسط إلى عالٍ سواء كانت الرياضة عادية أو تنافسية، منوهًا بأن مدة ممارسة الرياضة المعتمدة 15p/دقيقة في الأسبوع، مقسمة حسب الشخص.
بدوره، بين هاشم العوامي أحد أعضاء مجموعة عدائي القطيف أن إقامة هذه المحاضرات تساهم في زيادة وعي المجتمع بأهمية الرياضة ونشر ثقافة الإسعافات الأولية ورفع مستوى الوعي الصحي.
من جانب آخر، قدم مدرب إسعافات أولية في مجموعة “حياة إنسان” لُقمان آل نهاب تطبيقًا عمليًا عند حدوث الغصة بنوعيها الخفيفة أو الشديدة، موضحًا أن الاختناق يحدث عندما يعلق جسم غريب في الحلق أو القصبة الهوائية بحيث يعيق مرور الهواء، فإذا كان الشخص قادرًا على التنفس بقوة فعليه أن يستمر في السعال، وإذا كان مختنقًا وغير قادر على الكلام أو البكاء فعليه الوقوف خلف الشخص المصاب ووضع إحدى القدمين أمام الأخرى لتحقيق التوازن ولف الذراعين حول خصر الشخص المصاب، وإمالة الشخص المصاب إلى الأمام قليلًا، ثم عمل قبضة باليد الأخرى ثم وضعها فوق منطقة السرة، ومسك القبضة باليد الأخرى ثم توجيه ضغطة بقوة على البطن بسرعة نحو الأعلى.
ونوه بضرورة، القيام بعمل ذلك بمعدل 6 إلى 10ضغطات حتى يزول الجسم العالق، لافتًا إلى أنه في حال كان الشخص قد فقد وعيه يتم القيام بالإنعاش القلبي الرئوي مع الضغطات الصدرية والأنفاس الإنقاذية.
وقدم الطالب عبدالعزيز الربح تطبيقًا عمليًا لخطوات إنعاش المصاب بتوقف القلب أو الرئتين، مشيرًا إلى أن الإنعاش القلبي الرئوي عملية مزدوجة يقوم المسعف فيهما بإنعاش القلب والرئة، أما إنعاش الرئة يتم من خلال إيصال الهواء والأكسجين إليهما عن طريق التنفس الصناعي، وإنعاش القلب فيتم عن طريق الضغط اليدوي على منطقة قلب المصاب، بحيث يتم ضخ الدم إلى الأجزاء الحيوية من جسم المصاب وخصوصًا الدماغ، داعيًا إلى إقامة مثل هذه الفعاليات في المدارس.