لا تزال قصة «الطفل الشاب» موسى الخنيزي الذي تم اختطافه لحظة ولادته من مستشفى الولادة بالدمام، منذ عشرين سنة مضت، والعثور عليه، مثار لغز لم تفصح عنه المشاهد المتداخلة وأثر الصدمة على والد الشاب ووالدته «الحقيقية» وعلى الشاب نفسه ووالدته «الخاطفة».. فالشاب لا يزال رهن السلطات المختصة حتى يعود والده من الخارج في رحلة عمل، وقد منعته ظروف خارجة عن إرادته ويحاول عمل المستحيل للحضور وقد أتيحت له رحلة طيران غدًا الأحد وهو يحمل الكثير والكثير في جعبته من تساؤلات واستفسارات عن القصة المأساة منذ الخطف وحتى العودة، لا سيما وقد انتشرت القصة وتداولتها القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي وتداولها نشطاء ومغردون؛ تفاصيل منها ما هو صحيح ومنها ما هو مغلوط في ظل استياء أسرة الشاب مما أثير من قبل محامٍ للخاطفة الذي برأها من تهمة الخطف في حالة أثارت حفيظة والد موسى – يحسب ما ذكرته صحيفة «المدينة».
الواتساب وقصة العثور
وأكد والد موسى أنه ينتظر عودته بفارغ الصبر وأن تأخر الرحلات كان سبب تأخره في القدوم، موضحًا أنه تابع ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي والواتساب للقصة واطلع على ما قاله المحامي الذي توكل عن المتهمة (الخاطفة)، وأبدى الخنيزي استغرابه مما ذكره المحامي ومن الثقة التي يتحدث بها عن براءة موكلته فلا يعفيها من المساءلة كونها تحفظت على طفلين دون هوية لمدة ٢٠ سنة ناهيك عن أنه ومع فرضية أنها ليست الخاطفة وأنها وجدتهم في قارعة الطريق -كما تدّعي- فهذا لا يبرئ ساحتها لأنها لم تبلغ السلطات الحكومية ولا يمكن أن يقبل عذرها بجهلها بالأنظمة فنحن نعيش في مدينة وليست قرية، ولأن هناك تساؤلات كثيرة تنفي حجتها بالجهل كيف عاشوا طيلة ٢٠ سنة وكيف تلقوا العلاج والتطعيمات دون هوية وغيرها من إجراءات رسمية تتطلبها الحياة وكلها كانت ممكن أن تقودها إلى أنه من الضروري تصحيح وضع الولدين لكنها لم تفعل وهذا يؤكد أن وراءها سرًا.
وجعي كبير
ونقلًا عن «المدينة»، قال: “لا أريد أن أستطرد أكثر لكن في جعبتي الكثير ولن أتوقف حتى أعرف الحقيقة”، وأشار إلى أن مستشفى الولادة بالدمام منذ ٢٠ عامًا كان فيه كاميرات لكن ليست بالتطور الذي تشهده كاميرات المراقبه اليوم، وعندما أروني الكاميرات بعد حادثة الاختطاف اتضح أن السيدة التي خطفت ابني موسى كانت تتردد على قسم الأطفال المواليد وتم رصدها قبل حادثة الاختطاف وهذا يوضح أنها أرادت طفلا بمواصفات معينة وهذا ما كشفته الكاميرات قبل خطفه يوم الحادث.
وختم بقوله: “إن وجعي كبير وعميق فأنا أب فجع في ولده وعشت ٢٠ سنة لا يعلمها إلا الله فلو مات لقلت وديعة استردها خالقها لكني تجرعت المرارة ٢٠ عاما لا أعلم كيف يحيا؟! كيف ينام؟! كيف يأكل؟، ولا أقول إلا ما قاله نبينا يعقوب حينما فقد ابنه يوسف: {والله المستعان على ما تصفون}.
موسى يدافع عن أمه الخاطفة
من جهة أخرى، وبعد ظهور مقطع صوتي نسب للشاب موسى في إحدى القنوات التلفزيونية يقول: “إنني سأتعاون معكم وسأتحدث عن كل ما تطلبونه لكن لابد أن يطلق سراح والدتي – مشيرًا (للسيدة الخاطفة)”.
التحليل النفسي
ووقفت الدكتورة منى الصواف استشارية الطب النفسي وخبيرة الأمم المتحدة في علاج النساء على التحليل النفسي لوضع الأولاد المخطوفين بعد علمهم بحقيقة خطفهم وتعرفهم على أسرهم البيولوجيين تقول: “لابد أن نعرف أولًا أن هناك عدة أسباب لقيام امرأة بخطف الأطفال منها:
– الاحتياج العاطفي لوجود طفل خاصة إذا كانت لا تنجب ولا تستطيع تبني طفلًا مما يجعلها تلجأ للاختطاف.
– المتاجرة بالأطفال واستغلالهم بصور غير قانونية مثل تجارة الأعضاء، والاستغلال، والشحاذة وغيرها، وهذا سلوك إجرامي وعادة يظهر الأطفال الخوف والكراهية لهذه المرأة والتي غالبًا ما تكون جزءًا من عمل العصابات، وهو خارج نطاق مناقشتنا هنا ويتأثر الأطفال من الناحية النفسية وتستمر هذه التأثيرات لمدى الحياة إذا لم يتم علاجها.
وأضافت أنه في حالة هؤلاء الأطفال فهم كبروا مع هذه السيدة على أنها الأم التي رعتهم مما جعل العلاقة تتكون إيجابيًا بينهم وأصبح بينهم تواصل عاطفي حتى بعد اكتشاف الحقيقة فلذلك يجب تأهيلهم عاطفيًا ونفسيًا والحرص على دمجهم مع أسرهم البيولوجيين بالتدريج مع تأهيل هذه الأسرة وأيضًا تأهيل المرأة الخاطفة وعلاجها نفسيا إذا احتاج الأمر.