من الجميل أن يكون بمحافظتنا القطيف، عبق التاريخ العلمائي الأدبي والمعرفي، بعض المنتديات الثقافية، تحاكي التاريخ والموروث الإنساني للآباء والأجداد فتأخذنا في عدة مسارات علمية وثقافية وأدبية واجتماعية، حيث نشهد حرص القائمين على هذه المنتديات على استحضار القديم وحضور كل ما هو جديد في المجتمع من تكريم رواد العلم وكبار المثقفين والأدباء والمفكرين، وأيضاً الموهوبين من الفنانين والتشكيليين والعديد ممن برزوا في الابتكار والاختراع لخدمة مجتمعهم وللبشرية عامة.
ومن الملاحظ بما يدور ويتناقله العديد على مواقع التواصل الاجتماعي من متابعة وتقييم، ما تقوم به هذه المنتديات من استضافة لهذه الشخصيات، والتي تعتبرها متميزة، والتعريف بها وتكريمها في ندواتها المنعقدة طوال السنة، وهي لا شك جهود يشكرون عليها، وهي قناعة تامة من الجميع، المتابعين والمختصين من العلماء والأدباء والمفكرين.
إلا أنه أحياناً توجد بعض الملاحظات، منها يتخطى النقد البناء والهادف، على بعض هذه المنتديات التي يفسرها البعض أنها تقوم باجتهادات شخصية في دعوة البعض لإلقاء محاضرات والتحدث عن تجارب أو أفكار لهم أو لغيرهم ومن دون قيام هذه المنتديات الراعية من وضع إستراتيجية أو دراسة وافية، وبالاطلاع المسبق على مذكرة المحاضرة أو البحث و بما سوف يقدم من هؤلاء الضيوف، يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وبعض خصوصياتنا كمجتمع، وبوجه الخصوص بما يتعلق بمبادئنا وعقائدنا الدينية والتي فطرنا عليها وتربينا ونشأنا وأصبحت من تراثنا وموروثنا بل ومن صميم القيم التي نباهي بها الأمم، وهو مما يجعل لتلك الاجتهادات المشار لها في خلل وتصادم مع حضارات ومعتقدات الغير ولما ينقل على مسامعهم بعيداً كل البعد عن قناعاتهم و من دون نتيجة أو فائدة مرجوة تماماً.
هذا خلاصة ما رأيناه، مطالبين الجميع من العلماء والمفكرين والرعاة لهذه المنتديات الثقافية والمختصين بدراسة هذه الظاهرة وتنقية ما هو شائب وغير مرغوب، مؤكدين في نفس الوقت أن لا تكون تلك الندوات وما يطرح فيها على حساب ثقافتنا وقيمنا ومفهومنا العقائدي الحق، وهذا لا يعني أننا نقلل من جهود وأهمية هذه المنتديات الثرية بالثقافة والمعرفة العلمية والأدبية، والتي غالباً تقوم بدور إيجابي مميز يستحسن الحضور فيه الانفتاح على العالم وكل ما يتعلق بما يسمى العولمة الحديثة في حاضرنا المعاصر، هذا ولا يعني كذلك أننا لا نؤمن بالرأي والرأي الآخر، وإنما هو ملاحظة نوردها لتعم الفائدة والمصلحة للجميع.