على مدى 11 أسبوعًا في القطيف .. «القاص الصغير» يبحر بأطفال القراءة في عوالم الكتب

تمكن برنامج “القاص الصغير”، على مدار أحد عشر أسبوعًا، من أن يوجد مكانه على قائمة الاهتمامات العائلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، ونجح في خلق تساؤل أسبوعي عما سيقدمه من أفكار جديدة.

وخلال الخميس 13 فبراير 2020، كان ما يقارب 50 طفلًا مع أولياء أمورهم على موعد مختلف مع برنامج “القاص الصغير”، الذي تنظمه المكتبة العامة بالقطيف، بالتعاون مع الكاتب حسن آل حمادة، بمقر المكتبة، لشخصية تحدت الإعاقة وكسرت حواجز الخجل، وصنعت من إعاقتها نافذة تطل بها نحو المستقبل، لتحقق أحلامها، وتبهر الحضور بموهبتها، فأصبح النجاح والتميز حليفها، مثيرًا شغف الأطفال وأهاليهم بجمال الإلقاء بسرد حكايته وعشقه للقراءة.

“حسن محمد الرميح”، من سيهات، طالب في الصف الثاني المتوسط، وُلد وهو يُعاني من متلازمة نقص الأطراف الأربعة، وكان لوالديه دور بارز بتشجيعه وتعليمه منذ صغره ليجني ثمرة ذكائه وتميزه، حيث اجتاز مقياس موهبة واختبار التسريع، وأتقن الفصحى والقراءة والكتابة في سن صغيرة، يحفظ ويلقى القصص والشعر والخطب، وتعلم بحور الشعر ومفاتيحها، وأتم الخوارزمي.

اصطحب “الرميح” الحضور في جولة مع قصة “الفئران الثلاثة وجرة العسل”، التي تتحدث عن الفئران الثلاثة عندما وجدوا جرة العسل، وكيف كان الطمع والجشع والأنانية في استحواذ كل فأر منهم على أكل العسل بمفرده، وكانت نهايتهم الغرق والموت في الجرة، مبهرًا الأطفال بقوة الإلقاء والتحدث وأسلوب التشويق.

وبيَّن من خلال طرحه أن للقصة أثرًا مهمًا في تكوين أخلاق الطفل، فهي تتكون من فكرة ومغزى وخيال وأسلوب ولغة، وتعزز القيم الأخلاقية وتجنب الطمع والأنانية اللذان تكون نهايتها عواقب وخيمة.

وتحدث “الرميح” عن أهمية القصة قائلًا: “إن إثارة شغف القراءة لدى الطفل تبدأ من سن مبكرة، ويعتبر هامًا لنمو الطفل، وبالتالي هو أمر ممتع، فكثير من الأطفال غريزيًا يُحبون الكتب والقصص، خاصةَ عندما يتعرفون على الأفكار والأماكن والمخلوقات الرائعة التي لم يسبق لهم معرفتها”، مشجعًا الأطفال على القراءة وطرح أساليب مُحببة لسرد القصة، ليكونوا قُراءً متميزين.

وتفاعلت اختصاصية التربية الخاصة كريمة آل إبراهيم، مع فقرة موهبة حسن الرميح، حيث ألقت كلمة مرتجلة تتمحور حول أهمية التربية والتعليم لصنع أمثال “الرميح”، وقدمت قصيدة بقلمها.

الخط الحر
من جانب آخر، شارك الخطاط صالح آل إبراهيم بتقديم ورشة كتابة الخط الحر، وأهدى الأطفال كتابة حروفهم الأولى وأسمائهم ليلونوها بأنفسهم، كما كتب عبارة “بسطة حسن”، و”المكتبة العامة بالقطيف”، وكذلك نقش عبارة “القاص الصغير” في لوحة عُلِقت في واجهة مكتبة الطفل.

مشاركة أسبوعية
ومن ضمن الأطفال المشاركين أسبوعيًا في برنامج “القاص الصغير”؛ الطفلة زينب الدبيسي التي تدرس بالصف الأول الابتدائي، والتي وجهت رسالتها للأطفال بالحضور والاستفادة من قراءة القصة قائلة: “حضوري للبرنامج ساعدني كثيرًا في مشاركتي بالإذاعة المدرسية وحب القراءة والتلوين”.

وأكد الطفل عباس فاضل، الذي يدرس بالصف الثالث الابتدائي، أن كل يوم خميس من كل أسبوع يوم مميز مع قصة جديدة وضيف يستمد منه حب القراءة والإصرار على التفوق والنجاح.

ورشات قادمة
وذكر الكاتب حسن آل حمادة أن برنامج “القاص الصغير” حظي بإعجاب الآباء وأطفالهم، فالأطفال عنصر نجاح هذا البرنامج، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج يساهم في تشجيع الأطفال على إلقاء القصص وكتابتها مع تنوع عنوان ومشاركات مختلفة لكل أسبوع.

وأوضح “آل حماد” أنه ستدشن ورشات قادمة تقدم للأطفال كتابة قصة قصيرة، لافتًا إلى أن القصص المتقدمة من حيث الأسلوب والفكرة ستحظى بطباعتها في كتاب.


error: المحتوي محمي