استرجع البروفيسور حبيب مهدي الشويخات، خلال حفل تكريم المتفوقيم في مدينة سيهات، اللحظات التي عاشها قبل أكثر من ٥٠ عامًا عندما كان في الصف الأول الابتدائي في مدرسة الأندلس بسيهات، وقبل ٣٠ سنةً عتدما حصل على درجة الدكتوراه.
وتحدث عن بداية مسيرته التعليمية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وكيف عاد لها أستاذًا وتدرج في المراتب الأكاديمية حتى وصل إلى درجة أستاذ بروفيسور في التخطيط الحضري والإقليمي والاستدامة الحضرية، عندها اكتشف أن مسيرة التعليم لا تنتهي.
الشويخات الذي لم يكل عن البحث وفتح أبواب المعرفة، كان يشعر أنه لم يصل إلى شيء حتى لا يقف عن التعلم، كان يغذي ذاته بالاكتشاف والتعلم الجديد، الذي لم يقتصر على المصادر التعليمية بل انطلق إلى عالم أرحب في البحث العلمي في كل المجالات العلمية.
وكان يعتز بدور من حوله في وصوله إلى أعلى الدرجات في مسيرته العلمية والمهنة التي كانت برعاية إلهية، ودعاء الوالدين والأهل وحب الوطن وكل من كان له فضل في ذلك، مع الوعي بإدارة الوقت واستثماره بفن ومهارة، مع إيمانه أن الصعوبات من السنن الكونية التي يجب ألا تكون حاجزًا ومانعًا لتحقيق الطموح.
وضع الأهداف وأصر على تحقيق طموحه، والتعامل مع تلك التحديات وتحويلها لفرص مع الثقة بالنفس، وسط الاعتراف بالقدرات الذاتية بالتمسك بالأمل والتفاؤل، بالإضافة إلى النظر إلى التعاون والتواضع كتاجين لمواصلة التفوق.
وأدرك مع تجاربه أننا نعيش في العصر الصناعي الرابع وما يضمه من متغيرات ومستجدات عالمية سريعة وتوجيهات محلية، وعلى الجميع أن يغتنم ذلك على ضوء ما يحمل من آفاق مستقبلية واعدة، مع وعيه بضرورة مواكبة هذه الثورة الرقمية بدءًا من المدارس بإحداث نقلة نوعية في تطوير أساليب التدريس، التي تقوم على البحث العلمي والتطبيقي، للوصول لتمكين الطلبة من التعليم والاستفادة من التقنيات، في المجتمع على مستوى المؤسسات الرسمية والأهلية.
وحل البروفيسور “الشويخات” ضيف شرف في حفل “تكريم المتفوقين السادس عشر” احتفالًا باليوبيل الماسي، والمنظم من لجنة المسؤولية الاجتماعية بنادي الخليج الرياضي بسيهات، يوم الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠٢٠م، بمركز الأمير فيصل بن فهد للمناسبات بسيهات، برعاية الدكتور الشيخ عبد الله بن علي السيهاتي.
وقف في الحفل وتذكر جوانب من حياته العلمية، ليكون قوة شامخة أمام الجميع، معتبرًا تأصيل ثقافة التكريم للمتفوقين سمات المجتمعات المتحضرة، التي تحفز المتفوقين على الجد والبحث عن الفرص لاكتساب المهارات، بمختلف التخصصات، مؤكدًا أن العلماء البارزين والأساتذة المرموقين والباحثين المتميزين كانوا يومًا في مستوى إبداع المتفوقين، حيث لم يكونوا متفوقين دراسيًا فقط، بل آمنوا بقدراتهم ووظفوها بشكل صحيح.
وشهد الحفل حضور كبيرًا من أولياء الأمور من آباء وأمهات، حيث تقاسمت الأمهات فرحة الاحتفاء بأبنائهن على منصة التكريم لأول مرة بعد ١٥ مسيرةً تفوق سنوية، إذ كانت مقتصرة على الآباء فقط، مع حضور نخبوي من الشخصيات الثقافية والتعليمية والرياضية والاجتماعية في المجتمع.
واحتفى الجميع بتكريم ٢٦٠ طالبًا متفوقًا على المستوى الدراسي والرياضي، لعام ١٤٣٩ – ١٤٤٠هـ، من جميع مدارس البنين في سيهات، لجميع المراحل، بينهم ١٦٠ طالبًا متميزًا حاصلًا على ١٠٠%، و٢٥ طالبًا متفوقًا، منهم ٥ من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى ٧٥ لاعبًا متفوقًا، حاصلين على الدرجة الممتازة في مختلف الألعاب بالنادي بمختلف الأعمار، وتقديم تكريم خاص إلى الطالب علي محمد المطوع، لحصوله على إنجاز عالمي في المركز الثاني في مسابقة الخوارزمي بماليزيا.
واستهل برنامج الحفل الذي قدم فقراته نادر المطوع، بتلاوة عطرة من كتاب الله للقارئ علي بلال، بعدها كلمة رئيس نادي الخليج بسيهات فوزي الباشا، التي بدأها بالترحيب بالحضور، معربًا عن سروره من احتضان النادي حفلًا لمدة أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن مع تعاقب الإدارات.
ووجه “الباشا” رسائل خاصة إلى المتفوقين بمطالبتهم بالاستمرار، مؤكدًا أن ما هم فيه هو تحقيق طموح الأمس، وأنهم الاستثمار الحقيقي للوطن.
وكانت رسالته للمعلمين وأولياء الأمور أن الحفل هو حصاد سنابل الذهب، مثمنًا الدور المقدم من الرعاة وعلى رأسهم الشيخ عبد الله السيهاتي.
وقدر دور المشرف العام على الحفل كمال المزعل، نظير عمله الدؤوب والتفاني لخدمة المجتمع والتنمية المستدامة، وإيجاد الأنشطة والبرامج المتميزة لإنشاء جيل واعٍ، ما يؤكد أن الإنجاز الرياضي لا يتعارض مع التفوق الدراسي.
من جانبه، أكد عضو المسؤولية الاجتماعية والمشرف العام على الحفل كمال المزعل، على الدور المبذول والعمل المتواصل من اللجنة منذ ١٦ سنةً، داعيًا إلى الاهتمام بالكيف والكم، مشيدًا بدور النادي في تقديم العديد من الأنشطة للطلبة.
وذكر “المزعل” أن التكريم ما أقيم إلا بدعم من أولياء الأمور والرعاة المعطاءين من الأفراد والمؤسسات الاجتماعية، معربًا عن سعادته بوجود الأمهات وهن يشهدن مسيرة الإبداع لأبنائهن.
فيما أعلن عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس المسؤولية الاجتماعية بالنادي نزيه النصر، توجه النادي لزيادة تنمية العمل الاجتماعي بتأسيس جمعية محلية تعنى بالمسؤولية الاجتماعية بمسمى “جمعية نادي الخليج الأهلية”، تابعة إلى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.
بدوره، هنأ راعي الحفل الشيخ عبد الله السيهاتي، الطلبة على تفوقهم، مؤكدًا أن هذا نتيجة المثابرة والجد بجهود الجميع من طلاب وأولياء أمور ومعلمين، كما أن النادي أعد لخدمة الجميع في المجال الثقافي والاجتماعي.
وختم الحفل بتكريم الطلاب على التفوق التعليمي والرياضي، وتوجيه الشكر إلى جميع المنظمين والقائمين والرعاة للحفل.