موسيقى المسلسل الكرتوني الشهير “السنافر” تملأ المكان، في حين يعمّ الهدوء والسكينة في عيني وحركة ذلك الطفل الصغير المتسمِّر أمامها بكل حُبّ وهو يراقب السنافر الـ17 تتصارع مع “شرشبيل الشرير” من أجل بقائها، وفجأة تقعُ عين والده عليه وقد أسرعُ خائفًا للاختباء تحت الأريكة، فبادره والدهُ بالسؤال الفضولي عن سبب تصرفه هذا، فأجابهُ بكل براءة الأطفال: إننا نختبئ عن شرشبيل الشرير كي لا يحوّلنا إلى حجر!
بهذه القصة الطفولية أدخل المدرب المهتم بالشؤون التعليمية والتربوية 55 سيدة إلى عالم “خصائص النمو لدى أطفال الروضة”، وما يضم من خيال وخوف وعناد وغضب وغيرها.
سلوك طبيعي
ووضع آل عباس في محاضرة نظمتها جمعية الجش الخيرية للمهتمات ومعلمات الروضات يوم الأربعاء 18 جمادى الآخرة 1441هـ، مفتاحًا في أيدي الجميع للتعامل مع سلوكيات الأطفال، وهي “الطبعنة، قائلًا: “كثير من سلوكيات الأطفال هي سلوكيات طبيعية لكننا ككبار لا نُجيد التعامل معها”.
إستراتيجياتٌ وأساليب
وعلّل أهمية معرفة خصائص النمو للأطفال بأن ذلك يساعد في إدراك الفروق الفردية بينهم وتقديم آستراتيجيات وأساليب تدريس ملائمة تتوافق مع خصائص ومطالب النمو.
صندوق المجالات
وشرح آل عباس أهم مجالات النمو التي ينبغي دراستها وهي؛ الجسمي والحركي والعقلي والانفعالي والاجتماعي والنمو اللغوي، متعرضًا إلى الخصائص الخاصة بكل مجال من هذه المجالات وكيفية رعاية المظاهر لكل مجال على حدة”.
وشدد على ضرورة مراعاة الخصائص المختلفه بحسب التقسيم الزمني للطفولة؛ “الرضاعة – المبكرة – المتأخرة”، مبينًا كيفية الاستفادة من جميع هذه الخصائص فيما يحقق الصحة النفسية للطفل.
تَفَـهَّمْ
وأكد على ضرورة اتباع مبدأ “تَفَـهَّمْ” الذي يرمز كل حرف من حروفه لإستراتيجية معينة، فالتاء تعني تحديد السلوك بدقة، والفاء فهم دوافع السلوك، والهاء الهدف – من حجبٍ أو ضبط أو زيادة وتكرار -، والميم المهارة والفن وتكتيكات التعديل.
السؤال مفتاح المعرفة
وحول تحديد السلوك بدقة ذكر آل عباس أنّ هناك قاعدة العشرة أسئلة لتحديد السلوك في المشكلات التي قد يعاني منها المربي والمعلم في تعامله مع الأطفال ومنها؛ ما عمر الطفل الزمني والعقلي؟ متى بدأت المشكلة؟ مع من تحدث المشكلة؟ ما هو نمط شخصية الطفل؟ هل هناك أفراد من أسرته لديهم نفس المشكلة؟ وغيرها من بقية الأسئلة، مضيفًا أن هناك الكثير من القصص الواقعية ومن ميدان التعليم لمشكلات تعرّض لها الأطفال وتم احتواؤها بهذه القاعدة العميقة.
سلوكٌ مزعج
وبالنسبة للسلوكيات المزعجة التي قد تفقد المربي زمام السيطرة، عدّد آل عباس الدوافع الأربع للسلوك المزعج وهي؛ إثارة الانتباه، والسلطة، والانتقام ، وتجنُّب الفشل، موضحًا الحلول لهذه السلوكيات كما وضعها الدكتور Rudolf Dreikurs وهو طبيب نفسي اهتم بمقاصد السلوك المستهجن لدى الأطفال.
وأشار إلى أنّ جميع الحلول تتركّز على التعامل معها بطريقة بنّاءة ومحاولة بناء علاقة ثقة مع الطفل وتعزيز الجانب الإيجابي.
وتناول في ختام محاضرته، مدمرات مرحلة الطفولة؛ كالتسلُّط والحماية الزائدة والقسوة والإهمال والتدليل والتفرقة بين الأبناء والمحبة المشروطة.
واختتمت المحاضرة بتكريم رئيس جمعية الجش الخيرية علي الدهان ومقرر اللجنة النسائية أحمد المغاسلة للمدرب آل عباس.