أوضح المدرب المعتمد لدى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عبدالمحسن صالح الخضر أن الحوكمة هي مجموعة من القواعد والقوانين والمعايير والإجراءات التي تجري بموجبها إدارة المنظمات، والرقابة الفاعلة عليها، ويقع على عاتقها مسؤولية تنظيم العلاقة بين الأطراف الفاعلة في المؤسسة، وأصحاب المصالح، وتساعد على تحديد وتوجه وأداء المنظمة، وكذلك تعظيم الأرباح والاستثمارات المالية.
وأشار إلى أن الحوكمة أصبحت تتمتع باهتمام كبير في المملكة العربية السعودية، حيث بدأت قطاعات كثيرة فيها سواء كانت حكومية أو خاصة بتأهيل كوادر وطنية عالية الكفاءة لإدارة الحوكمة، حيث إن هذه القوانين سهّلت عملية الرقابة والإشراف على الأداء.
جاء ذلك خلال محاضرة “حوكمة الأداء.. التحول الذكي للمستقبل”، التي نظمتها الديوانية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، وذلك في يوم الأربعاء 12 فبراير 2020، وأدار دفة الحوار فيها محمد الخنيزي، بحضور ما يقارب 55 رجلاً، وذلك بالقاعة الرئيسية بلجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف في حي البحر.
وتضمنت المحاضرة عدة محاور ومنها: حوكمة الأداء وفق رؤية المملكة 2030، وأهم مبادئ الحوكمة، وأنماط الحوكمة وفق فعالية الأداء، والأسباب التي تدفع للعمل بنظام الحوكمة، وإيجابيات تطبيق نظام الحوكمة.
وذكر الخضر أن مؤشر التعليم في موضع هيكلة ومعايير خاصة للارتقاء بالمستوى العلمي، وقال: “فبدت سلسلة تغيير عمليات التدريب، ومنظومة الأداء، فاليوم حركنا التغيير وهذا الأمر دفعنا بشكل كبير إلى تطبيق حوكمة الأداء في التعليم”، مشيراً إلى أن تطبيق الحوكمة جعل الصلاحيات تنتقل من سياسة الإدارة العليا إلى الوسطى ثم إلى الإدارة الدنيا.
وأضاف أن تطبيق الحوكمة جعلهم قادرين على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار، إضافةَ إلى أن تطبيق الحوكمة في التعليم ساند ودعم التدريب والتأهيل في بناء القدرات الوطنية بمجال التعليم، حيث إنه إذا كان التعليم يوفر الثقافة، فالتدريب يرفع الكفاءة والمهارة، لافتاَ إلى أن هناك برامج واسعة في نظام التعليم نقلت الكوادر من منطقة التكوين إلى منطقة التمكين.
وتحدث الخضر عن إيجابيات تطبيق الحوكمة في نظام التعليم بتحقيق نمو مستدام، وجودة مخرجات، وإيجاد بيئة تعليمية متميزة حققت رضا المستفيدين، وعززت مشاركات أولياء الأمور في مجال المستفيد الداخلي والخارجي، ووضع خطط تطويرية.
وتطرق إلى مبادئ الحوكمة كوسيلة لتطوير القطاعات، مستعرضاً المبدأ الأول وهو خلق الشفافية في أي منشأة سواء كانت قطاعًا خاصًا أو عامًا أو مؤسسات غير ربحية، مما جعل المعلومات المتعلقة بالقرارات واضحة وأزال الغموض.
وأشار إلى أن المبدأ الثاني هو تطبيق العدالة، فالإنسان يحتاج للعدالة في جميع جوانب الحياة، فالعدالة تحقق السعادة للفريق والجماعة، وتعزز من العمل بروح الفريق الواحد، وتُخفي ظواهر الحسد، منوهاً بأن المبدأ الثالث هو التقييم الذاتي؛ وأنه حينما تكون رؤية الذات واضحة وصحيحة تكون هي الخطوة الأولى لإحداث التغيير، داعياً إلى تقييم العمل ومراجعته وعدم انتظار جهة رقابية.
.
واستطرد قائلاً: “إن مبدأ المحاسبية لا يعني التقصير، فجمع المعلومات التي تعكس نشاط الموظف إذا قصر فيُحاسب وإذا أنجز يُكافأ، وكذلك المسآلة تكشف مواطن القوة والضعف”.
وبيّن الخضر أن النظام الإلكتروني يسهل جودة الخدمات وأحدث نقلة نوعية معرفية من عمل إداري تقليدي إلى عمل تنظيمي يُلبي احتياجات الإنسان للوصول إلى منطقة الإنجاز.
وأكد أن إطار حوكمة تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 سيكون له دور بارز في إحداث نقلات نوعية داخل جميع المنشآت بالتغيير والنمو الكبير في الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الحوكمة تزيد الإنتاجية وتحد من عمليات الإنفاق دون الحاجة، وتعمل على الحد من تكلفة رأس المال وجذب الاستثمارات الخارجية.