من أم الحمام.. الأسود يحمل عالم الفن الساخر إلى خارج القطيف.. ويحلم بمعرض شخصي

إذا كانت الصورة بألف كلمة، فرسمة كارتير واحدة تغنيك عن مئات المقالات والنقاشات، اختزال لواقع في شكل ساخر في ظاهره، يحمل مرارة الموقف وعمقًا في باطنه.

وهكذا كان التماس بين روح الفنان مصطفى الأسود وفن الكاريكاتير، الذي جعل من فنه الساخر رسالة تترجم ما يكنه الآخرون، تتجسد في ملامح وتفاصيل وجوه الأشخاص في 6 دقائق وهم ماثلون أمامه، أو عبر فكرة كانت تراود مخيلته، ليشارك بها من حوله وكأنه يحمّل الفن مسؤولية نشرها.

عشق “الأسود” الفن بروح الابتسامة التي تجبر المشاهد على الرضا، واعتراف الجميع بتفاصيل إبداعه من بين قلم وورقة، حتى وإن غابت الألوان، يبحر في صمت وهو يحدق بين شخوص تتفاوت في الأعمار والأجناس، إلا أنها تعبر عن حب فنه الذي يغذي الأحاسيس الصادقة.

تحدث ابن بلدة أم الحمام لـ«القطيف اليوم» عن تجربته في عالم “الكاريكاتير” الضاحك أو الساخر كما يسميه البعض، والذي دخل عالمه منذ 6 سنوات، صقل خلالها برغبته وشغفه وبدعم من الفنانين وانتقادات المحيطين التي جعل منها مجدافًا نحو التطوير والتدريب لتعلم مهارات، سواء كانت بالبحث الذاتي، أو التعلم المباشر بالتجربة والخطأ.

وفتح له نافذة نحو زيادة التجارب، والاطلاع على الخبرات من الفنانين العالميين على الشبكة العنكبوتية، وتبعها بانضمامه لجماعة الكارتون في نادي الفنون بالقطيف التابع للجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف، كما نهل أدق تفاصيل هذا الفن البسيط من معلمه قائد جماعة الكارتون “ماهر آل عاشور” الذي منحه الكثير من الدعم والتشجيع الذي يوقد الشغف ويغذي الطموح الذي يحمله.

ومنح له الالتحاق بعضوية جماعة الكارتون الفرص لتبادل الخبرات والتعرف على المعارض في محافظة القطيف ضمن معارض الجامعة أو الفعاليات الاجتماعية والصحية، وكذلك خارجها، مما جعل له رصيدًا من المشاركات التي يعتز بها، ويكون لفن القطيف وجود بين فناني المملكة ومنها: الدمام، والخبر، والجبيل، والخفجي، والأحساء والرياض، والتي تعددت بين الأعمال الفردية والجماعية، وآخرها مهرجان البراحة في نسخته الثانية بالقطيف.

خارج الحدود
وتخطى فن الأسود حدود بلاده حيث حط رحاله في فلسطين، وتم اختيار عمله الكاريكاتيري ضمن خمس رسومات لعرضها على قبة الصخرة بالقدس في مسابقة للتعبير عن القضية الفلسطينية، بالتعاون مع الفنان يزيد الراجحي.

ولم تكتف ريشته بفن الكاريكاتير بل لمست الفن التشكيلي في رسم حيوانات، والرسم على الأقمشة، والأكواب، بالإضافة إلى مشاركته في تحسين المشهد البصري في الأماكن العامة، ونثر الجمال الذي يهذب النفس ويدعو إلى الشعور بمدى عمق التجربة الشابة لأبناء محافظة القطيف.

ويتطلع الأسود ذو الـ22 ربيعًا إلى أن يوجد له بصمة مميزة في عالم الفن الواسع، ويقيم معرضًا شخصيًا يعلن فيه للجميع أن فن الكاريكاتير ليس فنًا ساخرًا فقط، بل يحمل رسالة تغني عن كثير من الكلمات والجمل، بعد تفكير عميق في تفاصيله الدقيقة.


error: المحتوي محمي