أوضح الاختصاصي النفسي ناصر الراشد النموذج السهل للزواج، بأن العلاقة الزوجية تكون أسهل مع شريك حياة لديه الرغبة في إنجاح العلاقة الزوجية، منوهاً بأنه سوف يكون أكثر سهولة عندما يكون هناك تنازلات متكافئة من الطرفين.
وقال: “إن الاستمرار بالرغبة في إثارة الإعجاب والمحافظة على مستوى مناسب من المشاعر التي بدأت بها العلاقة تجعل العلاقة سلسة وهادئة”، مشيراً إلى أن الأشياء والحاجات التي تتوقع أن تحصل عليها داخل العلاقة الزوجية لها دور مهم في نجاح أو إخفاق العلاقة الزوجية، كما أكد على أهمية أن نرى الطرف الآخر بوضوح حتى تستمر العلاقة الزوجية.
جاء ذلك خلال محاضرة “أراك بوضوح” التي قدمها الاختصاصي النفسي الراشد، ونظمها مركز البيت السعيد بصفوى، يوم الثلاثاء 17 جمادى الآخرة 1441، بحضور 72 رجلاً وسيدة.
وشدد الراشد على أهمية وجود رابط عصبي بين الزوجين نتعلم من خلاله الهدوء والدفء لأن الرحمة بين الزوجين تنتج كيمياء عميقة كما تنتج العفو والتسامح والرزانة، مبيناً كيفية الاستعداد لمرحلة الانكشاف خارج منطقة الفتور والروتين، حيث يعيش الكثير من الأزواج وكأنهم قد استنفذوا جميع ما لديهم من طاقة عاطفية تم استثمارها في الأيام الأولى من الزواج فقط.
ونوه إلى أنه يتكيف الزوجان مع سلوك بعضهما البعض ولكن ربما يفقدان مستوى العائد المعنوي والوجداني بعد فترة من الزمن، محذرًا من إصابة المشاعر بين الزوجين بالشيخوخة العاطفية.
وتطرق الراشد إلى نافذة جوهاري للوعي بالذات التي تستخدم لمساعدة الزوجين على فهم علاقتهما مع نفسيهما ومع الطرف الآخر بصورة أفضل، مشيراً إلى أن لهذه النافذة أربعة مربعات، هي: منطقة مفتوحة، وعمياء، ومخفية، ومجهولة، موضحاً أن المنطقة المخفية هي ما أعرفه عن نفسي ولا يعرفه الآخرون، وخبرات نفسية واجتماعية قد تكون إيجابية وقد تكون خبرات سلبية ولكنها في منطقة الوعي وخبرات من أسرة المنشأ ونماذج من الصراع الأسرى، مؤكداً أن الاحتياجات والتفضيلات الحياتية والتوقعات من الزواج منطقة مخفية.
وأكد أنه يحتاج الزواج لتكوين نفسي يتميز بخبرات انفعالية إيجابية وحيوية تختفي فيه صور الغضب والانفعال السلبي، كما يحتاج الزواج السعيد إلى تكوين اجتماعي أبرز مظاهره القدرة على التواصل الإيجابي والانفتاح على الخبرة، مؤكداً أن التكوين النفسي الزواجي للمرأة أعمق من التكوين النفسي للرجل.
وبين أن المجتمع في تفكير الرجل مجتمع هرمي لا يريد أن يتصرف بشكل يوحي بعدم القدرة ولا يضع من يسأله في مرتبة أعلى منه، بينما المرأة تتحدث لتحصل على المساندة العاطفية والمعنوية فمن السهولة على المرأة أن تتحول من حالة التفكير والتركيز إلى حالة الإحساس خلاف الرجل حيث يصعب على دماغه التحول من حالة التفكير والتركيز إلى حالة الإحساس والعواطف.
وذكر أن الاهتمام، والمبادرة، والمثيرات، والأدوار المناسبة، والقيم من مجموعة الانتعاش في العلاقة الزوجية، مشيراً إلى أن القدرة على التصرف بشكل واعٍ وتحسين عملية استجابتنا للواقع مع تحسين عملية صنع القرار يحققه الإفصاح الآمن عن الذات.
وأشار إلى أن الإنسان يتردد كثيراً في الإفصاح عن ذاته للآخرين خوفاً من العواقب التي قد يجنيها من وراء ذلك، والتي تتمثل في الخوف من ظهور العيوب للآخرين أو الخوف من أن يصبح ناقداً لك مع الخوف من فقدان الشخصية أو الشريك.
وأضاف أنه عندما يشعر الزوج والزوجة بأن مشاعرهما تحظى بالتقدير مع التعزيز ونجاح اتجاه الحوار سيستمر التواصل الإيجابي بينهما، مبيناً أن نسبة الحوارات الإيجابية 1:5 في الزيجات السعيدة، لافتاً إلى أن تجنب الأزواج الحديث حول موضوع معين قد يجعل الطرف الآخر عدوانياً مما يضطرهما أن يتوقفا عن التواصل فيما بينهما.
وفي النهاية، نبّه الراشد على الأزواج بتفعيل عنصر المفاجأة في الحياة اليومية لخلق يوم سعيد يمضي بهدوء وتحويل الحب إلى نمط حياة، داعياً إلى تفعيل إستيراجية التمثل بجعل المكافأة لذة جيدة بشكل آخر، مشيراً إلى أن القلق الإيجابي مهم لاستمرار العلاقة الزوجية والاهتمام بالطرف الآخر.