كشفت عيادة المشورة الطبية في مركز الزواج الصحي بمستشفى القطيف المركزي عن وصول نسبة حالات الاستجابة والعدول عن قرار الزواج للحالات غير المتوافقة نتيجة الإصابة بأمراض الدم الوراثية في شهر يناير 2020م لـ73%، من أصل 25 حالةً متقدمةً لطلب التحاليل الخاصة بأمراض الدم الوراثية المدرجة لفحص ما قبل الزواج، كما وصلت نسبتهم إلى 79% في عام 2019م، من مجموع الحالات المتقدمة غير المتوافقة للزواج.
ووصلت نسبة الحالات المتوافقة منها للزواج الآمنة والذين تم تسليمهم شهادة تثبت صحتهم من انتقال أمراض الدم الوراثية لأبنائهم مستقبلًا إلى 98%.
جاء ذلك في حديث منسقة برنامج الزواج الصحي واختصاصية المشورة الوراثية بمحافظة القطيف الدكتورة رحاب اليوسف لـ«القطيف اليوم» في الاجتماع الأول لمبادرة “إقناع حالة عدم التوافق لعدم إكمال الزواج” في عيادة المشورة الطبية في مركز الزواج الصحي بمستشفى القطيف المركزي، وذلك يوم الأربعاء 5 فبراير 2020م.
وحضر الاجتماع الفريق القائم على المبادرة في محافظة القطيف، بمشاركة مجموعة من المختصين في الإرشاد الزواجي وهم المرشد الأسري ومدير مركز البيت السعيد للتدريب الاجتماعي بصفوى الشيخ صالح آل إبراهيم، وعضو لجنة إصلاح ذات البين لجمعية أم الحمام وممثل مكتب الشيخ حسن الصفار فضيلة الشيخ محمد آل عبدالعال، والمرشدة الأسرية ورئيس اللجنة النسائية بجمعية تاروت الخيرية نعيمة آل حسين، مع «القطيف اليوم»، الذين يقرون جميعًا على تقديم الدعم عند حاجة فريق المبادرة إليهم.
وبدأ منسق فريق العمل في المبادرة المرشد الأسري شفيق آل سيف حديثه بالترحيب بالحضور، مع التعريف بالفريق القائم على المبادرة بإشراف الدكتورة اليوسف، مع مجموعة من الاختصاصين ومصابين لهم تجارب مع أمراض الدم الوراثية.
وتحدث آل سيف عن الهدف من الاجتماع وهو الدعوة للمشاركة في إرشاد غير المتوافقين للزواج الصحي بأن يطلب منهم العدول عن الزواج، وإيجاد الوسائل لإقناعهم في حالة الإصرار على إتمام الزواج، والعمل على تقديم المشورة لهم ليس فقط من عيادة المشورة ولكن بشكل جماعي وذلك لتقليل وتفادي الآثار المرتبة من الزواج غير الصحي.
من جهتها، أوضحت الدكتورة اليوسف أن المبادرة بدأ تنفيذها مع بداية عام 2020 إلى 2022، على أن تجدد، وفق قرار وزاري يهدف إلى محاولة إقناع غير المتوافقين بعدم الزواج، وألا يصرون على إتمام الزواج مع توقع إنجاب أطفال مصابين بأمراض الدم الوراثية، مما يستوجب العمل على تقديم المشورة لمنع الزواج حيث ستقدم المشورة لحالات عدم التوافق ضمن برنامج خاص لكل حالة تصل مدته إلى شهر كامل على مدى 4 جلسات إرشادية للطرفين غير المتوافقين ولأسرتيهما.
وبيّنت أن مهمة الفريق تقوم على بيان الآثار المترتبة على حدوث الزواج في الحالات غير المتوافقة إلى أن يتم إقناعهم بعدم الزواج، منوهةً بأن الجلسات ستكون مع المثقفة الصحية من الفريق بتنسيق مسبق مع مجموعة العمل في المبادرة والحالة المستهدفة.
وأشارت إلى تطور برنامج الفحص قبل الزواج منذ انطلاقته بصفة إلزامية للفحص، حيث وصلت نسبة الاستجابة بعدم الزواج للحالات غير المتوافقة إلى 79% في عام 2019م إلا أنه يهدف إلى وصول الاستجابة إلى أكثر من 85%، وبناء على هذا كان حرص وزارة الصحة على إنشاء الفريق ضمن المبادرة، مع دعوة المشايخ والمرشدين الأسريين والتأكيد على دورهم الإرشادي لأفراد المجتمع للحد من انتشار حالات الزواج غير المتوافقة.
وأكدت على الدور الجاد الذي تدعو له المبادرة في الحد من الزواج غير المتوافق، وفق خطة مدروسة، مع تقديم الدراسات والإحصائيات الدورية الخاصة بها لقياس أثرها على أفراد المجتمع.
من جانبه، انتقد شفيق آل سيف عدم تقبل الحالات غير المتوافقة الآراء والمشورة حيث إن الأهل يؤيدونهم في التمسك بقرار الزواج غير الآمن، متمنيًا أن تكون هناك وقفة جادة من المشايخ في خطب الجمعة والمجالس الخاصة لتوجيه وتوعية أفراد المجتمع بشكل أكبر عن خطورة زواج الحالات غير المتوافقة مع قرب اليوم العالمي للزواج الصحي الذي يصادف يوم الجمعة 21 فبراير 2020م.
وطالب بتكثيف الدور الإعلامي في التثقيف الصحي حول الزواج الآمن وغير الآمن والوعي بأهمية اتخاذ القرار قبل الزواج، مع إبراز نماذج مصابين للتعريف بالمرض والتثقيف حول الأمراض وبشكل مستمر.
من جانبها، أكدت الاختصاصية الاجتماعية إشتياق آل عبد المحسن على دور المشايخ التوجيهي للحالات المستهدفة، عند وجود التعنت والرفض وعدم الزواج وعدم النظر إلى أن يكون الشرط الأساسي للزواج هو الالتزام الديني فقط.
وذكرت آل عبدالمحسن من خلال التجربة العملية لعيادة المشورة أن الاستجابة والتقبل من غير المتوافقين يختلف من مدينة لأخرى في محافظة القطيف، لافتة إلى ضرورة توجيه النصح والإرشاد في حالة الإصرار على الزواج عندما يكون هناك تعلق عاطفي بين المتقدمين وغياب سلطة الوالدين حيالها.
ودعا الشيخ صالح آل إبراهيم إلى العمل على التفكير بشكل جماعي من فريق المبادرة وأفراد المجتمع بعدة وسائل ومنها؛ تفعيل دور خطب الجمعة والمنبر الحسيني مع تدعيم المشايخ بالإحصائيات الدقيقة من المستشفى، وخروج فريق العمل إلى الأماكن والمناسبات الاجتماعية التي يزخر بها المجتمع وبشكل مكثف.
وأكد على أهمية الوعي بتفعيل الدور الإعلامي في التعريف بالمبادرة سواء كان من جهات إعلامية أو قنوات التواصل الاجتماعي، وإطلاق الحملات التوعوية للحد من الزواج غير الآمن، مع وجود جهة رسمية تلزم بالمنع من الزواج وليس إلزام التحليل فقط.
وتطرقت نعيمة آل حسين إلى أهمية استهداف الفئات من الفئة العمرية القريبة من سن الزواج في المدارس الثانوية والجامعات والمعاهد، عبر الزيارات الميدانية والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لعقد الفعاليات والندوات، وكذلك المراكز المهتمة بالإرشاد الأسري والاجتماعي.
وشددت على أهمية اعتراف جميع الشباب والأهل بالأثر المترتب على الزواج غير الآمن، مشيرةً إلى تجربتهم الإرشادية بأخذ الحالات المستهدفة لقسم أطفال مرضى يعانون من أمراض الدم في حالة النوبة لمرض السكلسل، مع التواصل مع أصحاب تجارب مع المرض.
من جانبه نوه الشيخ محمد آل عبدالعال إلى أهمية التثقيف الصحي للحالات المستهدفة، وللأسرة والمجتمع، والذي لا يُعد أقل أهمية من الفتوى الشرعية من الناحية الدينية، التي تمنع الزواج غير المتوافق.
يذكر أن فريق المبادرة يضم كلًا من؛ منسقة برنامج الزواج الصحي واختصاصية المشورة الوراثية بمحافظة القطيف الدكتورة رحاب اليوسف المشرفة على المبادرة، والمرشد الأسري شفيق آل سيف المنسق لها، والاختصاصية الاجتماعية إشتياق آل عبد المحسن، والممرضتين أماني آل يوسف ودعاء أبو عبدالله “مثقفتين صحيتين”، مع المصابين جعفر السادة وباقر آل زواد كتجربة مريض.