أوضحت المحاضرة جواهر المختار أن النفقة من حقوق الزوجة على الزوج وتكون بحسب استطاعته المادية، كما جاء في القرآن الكريم {ليُنفق ذو سعة من سعته ومن قُدِرَ عليه رزقه فليُنفق مما آتاه الله}.
وأكدت “المختار” أن النفقة ليس لها تقدير شرعًا من حيث الكم أو الكيف، فهي منوطة بنظر العرف.
وقالت إن من حقوق الزوجة على زوجها أيضًا؛ المعاشرة بالمعروف، والتطبيب والمعالجة، وتوفير السكن لقوله تعالى {أسكنوهن من حيث سكنتم من وِجدكم}، أي مما تقدرون عليه.
وبينت أن من حقوق الزوج على زوجته أن تُطيعه إذا أراد منها حقوقه الزوجية ولا تمتنع إلا لعذر، وأن تعاشره بالمعروف كما يُعاشرها بالمعروف، وألا تخرج من بيته إلا بإذنه.
وأضافت أن هذه الحقوق القانونية الإلهية كلا الزوجين مسؤولان عنها؛ لذلك عندما يتأمل الإنسان نعمة الزواج وأنه آية فسوف يصل به التفكير إلى شكر المنعم الذى تفضل عليه بزوجة من جنسه ليأنس بها، مشيرة إلى أن نجاح الحب بين الزوجين لابد له من اهتمام خاص لضمان دوامه.
ولفتت إلى أن الحب الثابت كالنبات الثابت يحتاج إلى عناية وتغذية ليبقى صحيحًا وقويًا، فهناك حدود من قبل الله قد جعلها مسارًا واضحًا لعباده وعليهم الاستمرار في العمل بها، وهي التي تضمن الوصول إلى غاية السعادة الأسرية، فالدين لديه رؤية واضحة في استقامة العلاقة بين الزوجين.
جاء ذلك خلال المحاضرة التثقيفية التي نظمها برنامج “إيلاف” الأسري التابع للجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية، للمتزوجات والمقبلات على الزواج، بعنوان “إضاءات قانونية”.
ونوهت “المختار” خلال المحاضرة إلى أنَّ الله سبحانه وتعالى خلق الذكر والأنثى وهو أعلم بما خلق، ووضع لكل منهما قانونًا يتناسب مع طبيعته التكوينية، فهناك اختلاف تكويني بينهما، ولهذا فالحقوق أيضًا بينهما مختلفة، وهذه الآيات التي نزلت من السماء جاءت كرسالة تدبرية وتفكرية.
وتابعت أن الإنسان لديه منهج قرآني رائع يستطيع من خلاله أن يرسم خارطةً جميلة لحياته الزوجية ليكون هناك تكامل بين الزوجين.
سكن ومودة
وقالت “المختار” إن الحياة إذا خلت من اللذة والمتعة صارت جافة قاسية، ولقد أحاطت حكمة الله للإنسان كل غرائز البقاء بأسباب المتعة، وهذه الحكمة تجعل الإنسان على بينة من الغاية منها وأنها ليست هدفًا لذاتها وإنما هي وسيلة لأهداف كريمة.
وأضافت أن الله خلق المرأة للرجل ليسكن إليها، وبيَّن ذلك في قوله تعالى {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إنَّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}، مشيرة إلى أن السكن أمر نفسى وسر وجداني يجد فيه المرء سعادة تشمل المجتمع وأنس الخلوة التي لا تكلف فيها، وهذه من الضرورات المعنوية التي لا يجدها الإنسان إلا في ظل المرأة.
وتابعت: “وليس هناك أروع ولا أدق من تعبير القرآن عندما يصف العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة في تعبير دقيق جميل بقوله تعالى {هنَّ لباس لكم وأنتم لباس لهنَّ}”.
واستطردت: “إننا من خلال هذه الجماليات القرآنية تتوسع لدينا دائرة المحبة والمودة لتُصبح السعادة بين أيدينا، وأيضًا إذا قمنا بتطبيق هذه الرسالة الإلهية، فللحياة الزوجية قوانين وحقوق ليقف عليها كلا الزوجين ويعملان بها، وهي حقوق للمرأة والرجل لصالح المجتمع والأسرة”.
مشاكل وحالات الطلاق
من جانب آخر، أكدت “المختار” أن أغلب مشاكل الطلاق تكون بسبب عدم الوعي والصبر وتحمل المسؤولية وتدخل الأهل، فنجاح الزواج مرهون بتفهم الأسرة ووعيها، لافتة إلى أن نسبة الطلاق في مجتمعنا كبيرة وهي بسبب عدم الوعي بأن المرحلة الأولى من الزواج تتشكل فيها شخصية الزوجين.
وبينت أن من أسباب الطلاق أيضًا تدخل الشاب في حياة الفتاة قبل الزواج منها، بحيث لا تستطيع فعل أي شيء إلا بإذنه، وهذا ليس من حقه لأنها لا تزال في بيت أهلها وتحت رعاية والدها.
ونوهت إلى أن بعض الشباب يُطالبون بحقوق الأزواج كاملة خلال فترة الخطوبة، فيحدث الطلاق بسبب رفض الفتاة لهذه المطالب، وغيرها الكثير.
واختتمت “المختار” بقولها: “الزواج تكامل وتناغم بين الزوجين، والرجل هو القائد والمسؤول عن تقديم الاحتياجات إلى المرأة، وعلى المرأة أن تقوم بدورها ومسؤولياتها بحب، فهي إحدى الدعامات الأساسية المشتركة في الحياة الزوجية، ولابد لنا من تشييد الأدوار في الأسرة لأن ذلك عامل رئيسي في استمرار العلاقة الأسرية الناجحة”.