قبل عشرين سنة تقريباً فاجأني رد المفكر أ. إبراهيم البليهي على مقترح وجهته إليه حيث تمنيت أنني سكت ولم أقدم له أي مقترح عندما رأيته في معرض الكتاب في الرياض.
في الحفل التكريمي الذي أقامه منتدى الثلاثاء الثقافي قبل عدة أيام ضمن برنامج المنتدى السنوي الذي يكرم في كل عام شخصية وطنية منجزة، تذكرت هذا المشهد عندما شاهدته في حفل تكريمه عندما رد الأستاذ البليهي على المشاركين بأوراق نقدية بهذه المناسبة.
عشرون عاما ومنتدى الثلاثاء الثقافي ينتج مختلف الندوات والمحاضرات والإصدارات، عشرون عامًا والمنتدى منصة لقاء لكل أهل الفكر والأدب وعامة الناس بكل اطيافهم ومناطقهم ببعضهم البعض، فأصبحت القطيف عنوانًا لمثل هذه اللقاءات والتعارف عن قرب وتبادل مختلف الرؤى والأفكار، عشرون عامًا والمنتدى ملتقى للشباب من الجنسين ولرجال الأعمال ومسؤولين من مختلف الأجهزة الحكومية، إضافة إلى نشاط المنتدى الرئيس وهو إثارة الفكر وإشاعة المعرفة وتداول وإبراز مختلف الأنشطة والطاقات التي تزخر بها بلادنا.
لقد فرض علينا هذا المشوار أن ننظر للمنتدى مرة بعيون الداخل القريب، ومرة أخرى بعيون من يراه من الخارج، ولذلك سعى المنتدى طوال هذه المدة للاستماع لكل الآراء والأفكار التطويرية عبر مختلف الوسائل الممكنة سيما تلك التي ترده من مرتاديه ومتابعيه، باعتبار أن هذا الأسلوب هو أحد أهم طرق التطوير وتحسين مستوى الأداء وتلافي السلبيات والأخطاء التي قد تصاحب مثل هذه الأنشطة ذات الطبيعة الديناميكية غير الثابتة.
وبالرغم من أن المنتدى قد أسس لعدد من الممارسات الثقافية والاجتماعية التي لاقت استحسان المجتمع المحيط به، كما أعطت انطباعاً مميزًا عن المنتدى والمنطقة لدى متابعيه من داخل المملكة، كذلك أعطت أيضا انطباعًا طيبًا عن المملكة عمومًا لدى متابعيه من الخارج، إلا أن ذلك لم يأت إلا بتجاوز العديد من العقبات والتحديات التي عادة ما تصاحب العمل الجاد والهادف، وقد استطاع المنتدى تجاوزها وبكل اقتدار.
يفخر المنتدى بهيئته الاستشارية التي كانت رافعة مهمة وبواصلة دقيقة في مسيرة المنتدى، كما يفخر بكوادره وكل الذين قدموا جهدهم وفكرهم عبر المحاضرات، وكذلك الذين شاركوا بإبداء الرأي والمشورة وتقديم مختلف الخدمات المساندة لأعمال المنتدى.
مع انقضاء أكثر من نصف عمر الموسم الحالي للمنتدى، والذي سيتبعه التحضير للموسم القادم يحدونا الأمل بأن يكون هذا الموسم قد لبى جزءًا مهمًا من توقعات وآمال متابعيه على مستوى المملكة وخارجها كما يحدونا الأمل في أن يكون المنتدى مثالًا مناسبًا وحافزًا لظهور منتديات أخرى تساهم في خدمة مجتمعنا وبلادنا وتحقيق مستوى متقدم من المنافسة على الخير، وعلى الخير دوما نلتقي.