في سنابس.. اختصاصي يحذّر: كثرة المدح والهدايا تصنع طفلًا نرجسيًا.. وكشف الستر يكسر الحياء

حذّر الاستشاري النفسي ناصر الراشد من الإفراط في عملية التعزيز، وتوظفيها بشكل غير مقنن من خلال المدح، أو تقديم الهدايا؛ لأن ذلك يكون سببًا في ظهور النرجسية وتضخم الذات عند الطفل.

وأوضع خارطة طريق للأساليب التربوية الصحيحة لمستقبل الأبناء، مؤكدًا على أهمية هذه الخارطة في تحديد ملامح مستقبلهم، ووقايتهم من السقوط المعنوي، أو ما يعرف بـ”الإحباط”.

ودعا الآباء إلى ضرورة التخلص من سطوة التقييم الاجتماعي لتربيتهم من خلال التحرر من القيود التي تُفرض عليهم، وقال: إن من نتائج فقد الأمان نشوء القلق، والذي يظهر على شكل سلوكيات غير مرغوبة، وذلك بسبب كثرة النقد، وتكليف الأطفال بمهام تفوق قدراتهم الجسمية والعقلية؛ مما يسبب لهم القلق ويفقدهم الأمان النفسي ومن ثم يقعون في الفشل.

بيئة حاضنة
وسلّط الضوء على أهمية تعلم الآباء للأساليب التربوية الصحيحة، موضحًا أن البيئات الحاضنة لمشاعر الأبناء منذ السنوات الأولى من الطفولة تنجب المبدعين والموهوبين؛ وقال: “إننا من خلال فهم تلك المشاعر نستطيع توجيه البوصلة التربوية بشكل يخدم الطفل والوالدين في تنشئة جيل مبدع ومتعافٍ نفسياً”، معبرًا عنها بخارطة طريق المستقبل للأبناء (أساليبنا التربوية خارطة طريق المستقبل لأبنائنا) وما لها من أثر في تحديد ملامح مستقبلهم، فذكر أن الأخطاء التربوية، وانعدام الأمان يفقد الطفل المقدرة على الإبداع، ويعيق تقدمه الدراسي والاجتماعي.

وأكد الراشد أن تنمية مشاعر الأبناء واستثمار الذكاء العاطفي يساهم في وقاية الأبناء من السقوط المعنوي “الإحباط” وذلك في محاضرته التربوية (فهم مشاعر الأبناء)، والتي ألقاها مساء الأربعاء 4 جمادى الآخر 1441هـ، بتنظيم مركز السعادة للتثقيف والإرشاد الأسري بسنابس، والتي تأتي ضمن سلسلة من المحاضرات التي تقام برعاية مركز السعادة للتثقيف والإرشاد الأسري بسنابس، الذي يعمل على إرساء وتقوية الحياة الأسرية من خلال نشر الثقافة التربوية وتذليل المشكلات التي تواجه الأسرة.

المشاعر العملاقة
وعرّف “الراشد” الخجل على أنه من المشاعر العملاقة التي تنظم السلوك الإنساني بشكل عام، ونبّهَ الآباء من مغبة انكشاف ساتر الحياء بإبداء عيوب أبنائهم وذكرها للآخرين أمام مسمع ومرأى الأطفال أنفسهم، فينكسر حاجز الحياء الذي يعد مانعاً لتكرار الخطأ مستقبلًا.

وشدد على ضرورة أن يعرِّف الطفل نفسه وأن ينطلق في التعبير عنها، من خلال تدريبه على ذلك، بعمل بطاقات تعريفية خاصة للطفل، لما لها من أثر في تركيز الطفل على ذاته وإبرازها.

الإيحاء
وذكر الراشد أهمية استخدام أسلوب “الإيحاء” وتعريض الطفل لمواقف افتراضية منتظمة، وفق خطط تربوية مما يساعد على تنمية الروابط العصبية التي تنشأ في عملية التعليم المنظم، وتنعدم في التعليم العشوائي.

وشرح أيضاً دور المربي الناجح في استغلال الروابط العصبية في تخليص الطفل من المشاعر السلبية الناتجة عن تعرضه لمواقف حياتية سيئة.

واختتم المحاضرة بتعريف الغايات الثلاث لتربية المشاعر وهي: الأصالة الأخلاقية، وتأسيس عائلة متماسكة وسعيدة، وتقديم الفائدة للمجتمع الإنساني.


error: المحتوي محمي