إدارة الطب البيطري «تحت الصفر»

تعرف الإدارة بأنها وظيفة تنفيذ الأعمال من خلال الآخرين باستخدام التخطيط والتنظيم والتوجيه والتوظيف والرقابة، وذلك من أجل تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة عالية وفاعلية مع مراعاة المؤثرات الداخلية والخارجية على بيئة العمل. ويطلق على من يمارس الإدارة بالمدير، والذي بدوره يسعى إلى تحقيق الأهداف عن طريق الآخرين.

وهنا يتضح بأن لا وجود للإدارة أو للمدير إلا إذا تحقق وجود أفراد يسعون لتحقيق هدف معين، ولديهم النية والرغبة على العمل معا من خلال إطار تعاوني منظم. أما إذا كان هؤلاء الأفراد لهم هدف واحد ولكن ليس لديهم النية أو الرغبة للعمل فليس هناك حاجة إلى الإدارة أو للمدير. أما في حالة المجموعة الصغيرة من الأفراد فإنها تحتاج إلى إدارة بسيطة، وبالتالي مدير واحد قد يكون كافيا. ولكن إذا زاد عدد الجماعة وتباينت خبراتهم وتعدد نشاطهم فإن الأمر يحتاج إلى إدارة أكثر تعقيدا، وبالتالي يتعدد المديرون، أو يظهر ما يسمي بطبقات مستويات الإدارة والتي تتصف بمفهوم القيادة.

لذلك، إن تعدد مجالات الطب البيطري وتشعبه يفتقر إلى إدارة طبية بيطرية تهتم فيه بالشأن المباشر كمفهوم (قيادة)، وإن أخطر خطوة في عملية الرقابة بشقيها الإستراتيجي والتشغيلي هي وضع المعايير المناسبة باعتبارها مقاييس للأداء الذي سوف يتم بناء عليها تقويم الأداء التنظيمي، والحكم على مدى كفاءته، من خلال تقييم الأهداف والتي على ضوئها يتم تحقيق النتائج. ونرى أن الإدارة البيطرية بعيدة كل البعد، حتى كمقررات أكاديمية أسوة بمختلف الإدارات، كالإدارة الصحية والهندسية والمالية والمشاريع…..الخ. لذلك ترى بعض الإداريين البيطريين مكتسبين الإدارة من خلال التراكمية الثقافية بالممارسة، لا من حيث التأهيل من بيوت الخبرة، والتي تحدد الاحتياج الفعلي للتعليم والتدريب والتأهيل الإداري.

إن تعدد التخصصات التي تندرج تحت الطب البيطري (صحة بيئة، صحة غذاء، صحة حيوان، طب وقائي دواء، …..) وما تحتاج من إدارة على رقابتها لا بد من إسنادها إلى إدارة تعنى بها، وهي إدارة الطب البيطري، والذي دورها ينصب في التكامل والتناسق بربط الأهداف الإستراتيجية وفق الهيكلية الإدارية للمنظمة. لذلك وهذا لا يتحقق إلا بذوبان قوالب الثلج في مختلف الإدارات في الوزارات والتي لها صلة بالطب البيطري من خلال عمل دؤوب وإعادة صياغة النظرة المستقبلية لمفهوم الإدارة الطبية البيطرية، على أن يشترك في صياغتها الأفراد الذين سوف يشاركون في تحقيق أهدافها، والمبنية على الخبرات الحقيقية، وتساهم في تجاوز أي أزمة مستقبلية.


المصدر: صحيفة اليوم


error: المحتوي محمي