في القطيف.. كاميرا «صدّيق» تسرد حكايا فوتوغرافية من آسيا الوسطى

اتخذ الفوتوغرافي “خالد صديق” منصة صالة الفعاليات المقابلة لصالة نادي الفنون الجديد بالقطيف، مكانًا يسرد فيه حكايته مع كاميراته الرحالة، وخلال ساعة قطع مع حضور المعرض طريق الحرير، وكأن منصته في القطيف سجادة سندباد، فمن الصين إلى البرازيل، ومن فنلندا إلى بخارى، في رحلات مشوقة، وتجربة إنسانية ملهمة، سردها لزوار معرض “مشاريع فوتوغرافية” خلال تقديمه “حكايا من آسيا الوسطى” ضمن فعاليات المعرض السنوي الـ22 لجماعة التصوير الضوئي بالقطيف في ثاني أمسياته، وذلك في يوم السبت الموافق 25 يناير 2020، والمقام على صالة الفعاليات المقابلة لصالة نادي الفنون الجديدة.

كان شابًا يافعًا، أنهى اختبارات الثانوية قبل ثلاثة أيام فقط، ليستفيق فزعًا من ماء بارد يصبه والده فوق رأسه، وعبارات قاسية وقع صداها في نفسه: “الآن اطلع من البيت ودور على شغل وصير رجال وما عندي لك مصروف”، فكيف يبحث عن عمل وهو مازال صغيرًا، ولكنه استسلم لأمر والده، ويستفيق من حياة منغلقة، كسر فيها خجل 18 عاماً، كانت بين المدرسة والمنزل والقراءة وتصفح الإنترنت، ليصبح إنسانًا مختلفًا حاملاً لقب “فوتوغرافي ورحالة”.

السعودي بينهم
ذكر صديق أن العبارة التي تلقاها من والده لها أثر إيجابي في حياته عكس ما شعر به في البداية، فقد كان ينتظر هذه الإجازة الطويلة بعد تخرجه من المرحلة الثانوية، وفي ثالث يوم يفاجئه والده بهذا الأمر أن يخرج ويعمل طوال الإجازة الصيفية، وقبل دخوله الجامعة، حيث لم تكن فكرة عمل الشاب السعودي منتشرة في المطاعم والمقاهي وقتها، وبعد البحث التحق بمقهى للعمل.

وتابع: “كنت حينها السعودي الوحيد وسط جالية من الشباب الآسيويين، شعرت بالضيق وعدم تقبلي لهذا العمل ومعهم في الشهر الأول، وبعدها أصبحت أطلع على ثقافاتهم، وعاداتهم بشكل موسع، فأعجبتني بساطتهم، وقررت أن أزورهم لأتعرف على عالمهم، لكن لم أستطع أن أحقق حلمي إلا بعد تخرجي في الجامعة”.

سبع فوائد
ومن بين الفوائد التي يحكي عنها الرحالة عادة، أوضح صديق أن الهدف الأساسي من سفره هو الاندماج مع أساليب الحياة الأخرى في تلك البلاد، وفهم الإنسان، ليكون معهم في تقارب روحي، ولفهمهم ومعرفة بلدهم، وثقافتهم، مشيراً إلى أن رحلاته الاستكشافية جعلته يتعلم اللغة الصينية والإسبانية، والروسية، إضافةً إلى اللغة الإنجليزية، التي تعلمها أثناء عمله في المقهى.

وراء النهر
وذكر أن من الدول التي زارها، الصين وأمريكا الجنوبية والوسطى وجزر البحر، وأوروبا، وروسيا، ودوّل آسيا الوسطى.

وقال صديق: “لقد اخترت في مطلع عام 2018م التجول في بلاد تختلف ثقافياً وتاريخياً عما اعتدت عليه، دول آسيا الوسطى، حيث العلماء، واختلاف الأديان وكثرة تنوع الثقافات التي بدأت عند تكون طريق الحرير، وكانت البداية من أوزباكستان، مشيراً إلى أنها أحد بلاد ما وراء النهر، وتحوي مزيجاً عربياً جميلاً بين الثقافة الأوزبكية، والاستعمار السوفيتي”.

وأضاف: “إن كنت محبًا للتاريخ والحضارات والثقافة الإسلامية فستكون أوزباكستان وجهتك المفضلة”.

اعرف علمها
وأوضح قائلًا: “إن مدخل كل دولة يكون من علمها، لذا تعرفت على علم أوزباكستان، وإلى ما يرمز، فاللون الأزرق يرمز للسماء، والأبيض إلى السلام والعدل، والأخضر إلى الطبيعة المتجددة، والأحمر إلى قوة الحياة المتدفقة، أما الهلال الموجود في العلم فيرمز إلى الدين الإسلامي”، منوهاً بأن النجوم الأثناء عشر ترمز إلى المبادئ الـ12 في تشكيل أوزباكستان، وكذلك إلى عدد الأشهر والمقاطعات، مشيراً إلى أن الشعب الأوزبكي يحمل عرقين؛ الفارسي والتركي.

طريق الحرير
وتطرق صديق بالحديث عن أوزباكستان بدايةً من طريق الحرير، مروراً بفترة حكم جنكيز خان، وانتهاء حكم تيمور لانك، وأخيراً الاستعمار السوفيتي، لافتاً إلى أن الاتحاد السوفيتي يفتقدون ميزة تصميم وجمال المباني.

اللحم والشحم
وكان له وقفة مع الطعام الأوزبكي قائلاً: إن كنت من محبي اللحم فلا يجب عليك أن تفوت فرصة تناول أرز البلوف “البخاري” ، بالإضافة لأصناف من اللحوم المشوية، والمعجنات كالمنتو، فطعامهم مليء بالدهون لاعتقادهم أنها تساعد في تدفئتهم.

بشرة سمراء
وتحدث عن صفات الشعب الأوزبكي، حيث يتصف بالعفوية والمرح وحبه للموسيقى والرقص، وتعظيمه للمسلمين وتقديره لهم، مضيفًا: “إن كنت ذا ملامح مختلفة عنهم أو بشرتك سمراء فاستعد جيداً لكثرة طلبات التصوير فهم لم يعتادوا على كثرة السياح في بلادهم ك”.

مزار وقصر
وتحدث كذلك عن زيارته لأهم معلم في مدينة بخارى وهو ضريح بهاء الدين نقشبندي، وهو مزار يحرص جميع سكان بخارى على زيارته، مشيراً إلى أنه في الأصل عبارة عن مجموعة مقابر؛ كان يتوقف عندها الحجاج عند قدومهم إلى مكة المكرمة، فهي ساحة مليئة بالحدائق ويوجد بها ثلاثة مساجد.
وقال: “لقد زرت قصر حاكم بخارى الذي يسكن به فترة حكمه فهو أبيض اللون، ومزخرف وجميل، يتوسطه ساحة ومجموعة من النوافير.

سمرقند
وتغزل صديق في جمال مدينة سمرقند، مدينة القلاع والعلماء والشعراء، مستنداً إلى مقولة الرحالة ابن بطوطة “إنها من أكبر المدن وأحسنها وأتمها جمالاً، مبنية على شاطئ وادٍ يعرف بوادي القاصرين، وكانت تضم قصوراً عظيمة، وعمارة تنبئ عّن هِمم أهلها”.

واختتم حكاياته مع المواقف التي مر بها والمغامرات التي شهدها أثناء رحلاته الاستكشافية وحكاية كل صورة وفيديو مرئي.


error: المحتوي محمي