من علّم تلك الصغيرة أن نبرة الصوت تمثل 38% مما تريد أن تقوله حقًا؟ كيف وقفت بسنواتها الست أمام 120 شخصًا؟ وأين وضعت رهبتها من مواجهة هذا العدد؟ إنها الموهبة، والملكة المتفردة، التي تنبئ بمشروع قاصة قادمة إلى عالم الكتابة والكلمة.
استطاعت مارية الميلاد ذات الـ6 سنوات أن تدهش الحضور صغارًا وكبارًا في المكتبة العامة بالقطيف، عندما وقفت أمامهم بكل ثقة تحكي القصة التي كتبتها “قطعة الحلوى”.
وبنبرة منوعة وقفت تحكي تفاصيل القصة، وتعطي كل شخصية ملامحها الخاصة، بلغة جسد متقنة، تشرح التفاصيل بين ثنايا الأحداث، التي بدأتها بمقدمة وعقدة وخاتمة.
كشفت الميلاد من خلال قصتها عن مدى سعة خيالها الخصب الذي وظّفته في التفاعل مع الأحداث، مع لملمة هذه الأفكار مستعينة بأمها لتكون قصة كاملة، تسلي نفسها ورفيقاتها بين حين وآخر.
ولم تكتفِ بالسرد الكتابي بين الصفحات بل أضافت له لمسات من جمال إبداعها الفني الذي يترجم أحداث القصة، كأنها تتحدث بصورة مباشرة بأسلوب حواري يحوطه الدفء والحنان.
وجاءت مشاركة الطفلة الموهوبة الميلاد في برنامج القاص الصغير الأسبوعي الذي تنظمه المكتبة العامة بالقطيف بالتعاون مع الكاتب حسن آل حمادة، يوم الخميس 23 يناير 2020م، بمقر المكتبة.
وعكس البرنامج بعد مضي أكثر من شهر على تنفيذه مدى الإقبال على حضوره من الأطفال والآباء والأمهات، نتيجة سعة الكم المعرفي الذي يقدم للأطفال، ويعزز تنمية الجانب الفكري والخيالي والفني للأطفال المشاركين، ليكون جزءًا من يومياتهم في كل يوم خميس.
إسعافات
من جانب آخر تفاعل الأطفال مع المدرب الدولي علي حسن الدبيسي في تطبيق الإسعافات الأولية بشكل عملي والاستعانة بدمية أو أحد الحضور في ذلك، شارحًا بدقة طريقة إسعاف الأشخاص أو البالغين في حالات؛ الإنعاش القلبي، والغصة، والتسمم.
ونبه إلى ضرورة إدراك الأخطار المحيطة في بيئة المعيشة المنزلية والخارجية والتأكد من سلامتها من مصادر الخطر من؛ توصيل كهربائي، أو حريق وخطر مباشر يهدد حياة المسعف.
قصة ولون
وقص نائب المدير والمسؤول الثقافي والإعلامي في المكتبة محمد آل ربح على مسامع الجميع حكاية “لم أكن أقصد” عبر القراءة النقاشية والتفاعلية مع الأطفال بأسلوب تربوي إرشادي.
وتمثلت المحطة الرابعة في البرنامج في فقرة “الرسم الحر” على لوحة تزيد مساحتها على 6 أمتار، والتي أعطت فسحة للأطفال للتعبير عن طاقتهم الفنية بالألوان والورق.
وختم لقاء البرنامج بتوجيه الشكر والتكريم من إدارة المكتبة والكاتب آل حمادة إلى المشاركين؛ المدرب الدبيسي والقاصة الميلاد على ما قدما من معلومات أثرت الجميع.