ناقش 20 عضوًا من جماعة الخط العربي أساليب قراءة اللوحة الخطية، وما تحمله من تفاصيل فنية، تترجم البُعد الفني والتجربة التي يختزلها الخطاط، وكيف استطاع الخطاط مع الزمن جعل فنه يتحدث عنه بكل التفاصيل، من حيث ضبط الحرف والكلمة والكتلة في النص بأسره.
جاء ذلك في الجلسة الأسبوعية لأعضاء جماعة الخط العربي بنادي الفنون التابع للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، يوم الأربعاء 22 يناير 2020م، بمقر اللجنة.
وتعرف الحضور على كيفية قراءة اللوحات الخطية من الجانب الفني واللغوي في لوحات تعود إلى خطاطين بارزين أمثال؛ عبد الله الزهدي، خطاط الحرم النبوي الشريف، والخطاط حامد الآمدي.
وأشار رئيس جماعة الخط العربي علي السواري إلى الأثر الذي تتركه قراءة اللوحات الخطية على الخطاط أو متعلم الخط، عبر التعرف على نوع الخط، والخطاط، ثم التاريخ المدون على اللوحة الذي يعرف منه تاريخ الكتابة، مع قياس التجربة بمعدل عمر الخطاط.
ونوه “السواري” إلى كيفية النظر إلى الإيقاع بين الحروف من حيث المتشابه منها، وكيف تكتب التشكيلات الحركية على الحروف، مع تغير مقاس القصبة، بصورة تحدث توازنًا خاصًا للكتلة في النص، وقياس مدى الترابط بين الحروف والكلمات، من الناحية الفنية واللغوية.
ولفت إلى دور الخطاط في رسم الإحساس بمدى الاستمتاع بالنظر إلى اللوحة، على أنها كتلة واحدة متناسقة الأبعاد والفراغات، على مستوى تشابه أو اختلاف الحروف والكلمات وكيف تمت كتابتها، والتفكير من قبل المشاهد لها، وهل الخط أجبر الخطاط، أم الخطاط هو من طوع الخط بإخراج لوحة مكتملة التفاصيل، تبهر المشاهد.
وأكد “السواري” أن الخطاط عند الكتابة لا يضحي بجمال الكتلة من أجل إضافة لا ترفع من اسمه وشأنه، لافتًا إلى دور الأحرف المختزلة بين الكلمات وكيف تساعد على زيادة جمال النص.
من جانبه، تحدث الخطاط حسن الزاهر عن الأسلوب الذي يوجده الخطاط لعمله، والذي يبدأ من اختيار العبارة بعناية فائقة، ويدرس حتى الحروف ويتخيل كيف تتم كتابتها، على أن تخدمه في الإيقاع والتراكيب في النص، مشيرًا إلى أن اتخاذ الأساليب الخطية جاء من الخطاط ياقوت المستعصمي وتوالت بعده على نفس النهج والطريقة.
فيما شرح الخطاط نافع تحيفا طريقة حساب توزيع الكتل في النص، وصياغة العبارة بناءً على حساب الأعمدة ضمن إيقاع معين، ومن ثم إيجاد الخيارات المثلى للتصاميم التي ترسم النص على أنه كتلة واحدة.
من جانب آخر، رافق جلسة الخطاطين ورشة عمل تعريفية بكتابة فنيات خطي الثلث الجلي من نافع تحيفا، والخط الديواني من الخطاط حسن آل رضوان “عابد”، وتصحيح الخط الديواني لأحد الأعضاء من الخطاط حسن الزاهر.