بعد أيام من الترقب والانتظار، ومع كل يوم من العد التنازلي لافتتاح “المعرض الأضخم” في تاريخ القطيف، تتزايد التوقعات، وتوضع الاحتمالات، إلى أن ساق يوم الخميس 23 يناير 2020، جميع أنظار محبي الفنون عامة، والتصوير خاصة، باتجاه نادي الفنون التابع للجنة التنمية الأهلية بالقطيف، ليزيح الستار عن 360 عملًا تروي 39 قصة، فكل فنان أخذ على عاتقه مشاركة جمهور المعرض بقصة ذات مغزى ورسالة من خلال لقطات عدسته، ليشارك بها في المعرض 22 في تاريخ جماعة التصوير الضوئي.
ازداد الترقب، وعجت القاعة بالزائرين في انتظار الافتتاح، ما يقارب من العشرين دقيقة، لم يزدها الانتظار إلا وهجًا للكشف عما في جعبة جماعة التصوير الضوئي من مفاجأة، كما كانت فرصة سخية لـ «القطيف اليوم» أن ترصد آراء الحضور..
البداية مع الفوتوغرافي حسين عبد الجبار الذي قال: “نرى آمال الفنانين هذه السنة واضحة من خلال الأخبار والاستعدادات الاستباقية للمعرض، العنوان جيد “مشاريع فوتوغرافية”، وهو يعطي تحديًا للمصورين، لإظهار ما لديهم في تنفيذ هذه المشاريع”.
وتوقع الفوتوغرافي حسين الهاشم مشاهدة أعمال قوية، معللًا ذلك بقوله: “لأن فكرة المشاريع موحية وبها مساحة لإبداع كل مصور”.
أما الفوتوغرافي إبراهيم السادة فأشار إلى أن جماعة التصوير الضوئي بالقطيف دائمًا ما تفاجئهم بالجديد والواعد، وقال: “أتوقع مشاهدة أعمال جديدة وقوية، وحقيقة أن المكان لا يتسع، ولكن القلوب تتسع، ورغم أنني ليست لي مشاركة اليوم، ولكني معهم بقلبي، وكعضو سابق بالجماعة سأظل متابعًا لها”.
وفي وقفة مع الرئيس السابق للجماعة الفوتوغرافي عباس الخميس قال: “إن شاء الله تكون أعمالًا إبداعية، ومحور المعرض هذا العام كان يتطلب استعدادات من قبل الفنانين المشاركين، من تجهيز وتفنيد، وهذه كلها بالتأكيد استغرقت وقتًا وجهًا، ولذلك أتوقع أن اشاهد معرضًا مميزًا”.
وتميزت مشاركة الفوتوغرافي نسيم العبد الجبار بكتاب مصور حمل عنوان “مليحة”، وعن ذلك قال: “كتابي فوتوغرافي وثائقي، عن ذكريات والدتي – رحمة الله عليها”.
وتحدث عن عنوان المعرض: “بالنسبة لعنوان المعرض أرى أن القائمين على المعرض ارتأوا أن يتركوه مفتوحًا، حتى يتمكن كل فنان من أن يبدع فيما، يهوى، دون التقيد بفكرة موحدة، والمواضيع المنوعة تخدم تنوعه وتثريه، وتخدم كذلك هوية الفنان الإبداعية بتقديم رسالته الشخصية للجمهور”.
أما نايف الضامن فتوقع أن يكون المعرض نقلة نوعية، بسبب عدد الأعمال المشاركة ونسقها، وقال: “بما لدي من خلفية عن المشاركات أؤكد أنها مشاركات متميزة، خاصة أنه المعرض الـ22، وكما عودتنا جماعة القطيف فإن كل معرض يكون مفاجأة، ولابد للحضور من التعرف على مفاجأة هذا العام”.
وتوقف الفوتوغرافي محمد البدراني أمام الزخم في الحضور، وبين أن ذلك يعود لقناعة الشباب بأنهم يصنعون التميز ويشاركون فيه، ولأول مرة يكون المعرض مخصصًا لمشاريع فوتوغرافية، عادة يكون صورة مفردة، فالتجربة جديدة.
وقال: “في البداية كانت هناك صعوبة في تقبل الفكرة، وتنفيذها، ولكن هذا الحضور الكبير والترقب للمعرض يعكس دلالة واحدة؛ وهي أن كل المخاوف التي كانت تراودنا لم يكن لها أساس، وأن الشباب تجاوزوا كل الهواجس التي كانت تعترضهم، وأتوقع أن يكون المعرض بالفعل فرصة لا يمكن تفويتها للتعرف على هذه الإبداعات الفوتوغرافية”.
وأضاف: “لي مشاركة عن لاجئة من جورجيا، ومشاركتي في المعرض 22 لجماعة التصوير الضوئي بالقطيف، تأتي بعد حصولي جائزة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مؤخرًا”.
وعاد الفوتوغرافي فيصل هجول ببومته الشهيرة “خدوج” ليشارك بها كمشروع فوتوغرافي في المعرض، وعن وفكرة المعرض قال: “الفكرة بكل تأكيد تخدم المصورين، وهي فكرة قديمة، كانت تتباحث فيها الجماعة منذ زمن، ولكنها لم تنفذ، وأتوقع أن يكون للمعرض بصمة قوية في تاريخ الجماعة، خاصة في ظل هذا الحضور الكبير”.
الافتتاح
مرت هذه الدقائق إلى أن حضر المهندس عباس الشماسي، رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، ليقص شريط الافتتاح، ليزيح الستار عن افتتاح المعرض، وبذات الوقت معلنًا عن تدشين قاعة الفنون.
وقال “الشماسي” خلال كلمة له في الحفل: “إنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن يتم تدشين هذه القاعة التي عكفت اللجنة لمدة عام على تجهيزها لتكون حضنًا لجماعات نادي الفنون”.
وأضاف: “إن دأب جماعة التصوير على إقامة المعرض في كل عام لهو من دواعي الفخر والاعتزاز واحتضان المواهب، حيث لا تزال هذه الجماعة نشطة مساهمة في نهضة الحركة الفوتوغرافية في المملكة”.
لقد هرمنا
أما علي العيد، رئيس مجلس إدارة الجماعة، فعبر في كلمته عن الشكر والامتنان لفريق العمل، مشيدًا بالجهد الكبير الذي بذله كل منهم للوصول بالمعرض إلى هذا المستوى الذي يلحظ انبهار الحضور به في كل تعبيراتهم، وقال: “لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة”، مختزلًا ساعات الشقاء والتعب، للتجهيزات والترتيبات وفرز الصور المشاركة، بهذه الجملة.
وأكد “العيد” اعتزازه بفريق العمل، منوهًا إلى أن جماعة القطيف وروح الألفة التي تجمعها، هي سر استمراريتها كل هذه السنوات، والذي لم يكن إلا بسبب الألفة التي تحيطها، وإن كان الفوتوغراف هو الوسيلة.
تلك اللحظة
وفي تصريح له، قال “العيد” معلقًا على لحظة الافتتاح: “ليست لحظة ولكنها سنة كاملة، كان طموح الجماعة إقامة المعرض بهذه الفكرة قبل عدة سنوات، ولكن أخيرًا اتخذنا القرار، واخترنا الصعب، وكان لدينا الثقة في مجلس الإدارة، وفريق العمل، بأنهم قادرون على تحقيق هذا الإنجاز، كنا متخوفين بسبب انتقال الموقع، أن يؤثر على عدد الحضور، وأن يكون العدد أكبر من الطاقة الاستيعابية، وهذا ما حدث بالفعل، حضور كبير يصل إلى ضعف استيعاب المكان الفعلية”.
وتوجه بالشكر لكل القطاعات المساهمة والداعمة للمعرض، ووجه شكرًا خاصًا للإعلام الذي آمن بالفكرة وبشباب الجماعة، وأعطى المعرض الوهج الذي يستحقه، خاصة «القطيف اليوم»، لمتابعتها المتواصلة واحترافية عملها الإعلامي.
وأوضح أن الجماعة ما زالت تعول على الإعلام في نقل المعرض بوضوح، وتفاصيل كل المشاركات، لكل من لم يستطع الحضور، أو لم تتاح له فرصة المشاهدة عن قرب بسبب الزحام.
مهنية المذيع
وكان لمذيع الحفل أحمد آل قريش وقفة يشهد له فيها، باحتوائه التأخير وسيطرته على ضجيج القاعة بسبب تزاحم الحضور وتزايد الأعداد، وأوضح: “مع الممارسة تستطيع تفادي الفجوات؛ مثل الازدحام، والتأخير، أو حتى إلغاء فقرة من فقرات الحفل كما حدث اليوم”.
وأشاد “آل قريش” بالمعرض قائلًا: “كنت مصورًا لفترة من الفترات، لذلك فأنا متذوق للصورة، منبهر من الأعمال، كل مشروع يحكي قصة، تستطيع قراءتها من خلال تسلسل الصور”.
جائزة “لاجئة”
وشهد حفل الافتتاح أيضًا الإعلان عن الفائزين في مسابقة المعرض وهم؛ محمد البدراني عن مشروع حمل عنوان “لاجئة”، والذي قال في تصريح لـ «القطيف اليوم» بعد أن حمل جائزته الأولى محليًا بين يديه: “لم أتوقع الجائزة، خاصة عندما كنت أشاهد الأعمال المشاركة وقت التجهيز، وكل مرة كنت أشارك في معرض القطيف أحلم بالجائزة، ولكنها أول مرة يتحقق فيها الحلم، والحمد لله أول مرة أحصل على جائزة في القطيف، وهو ما كنت أنتظر تسجيله في سيرتي الذاتية، بمشاركة مميزة”.
وأضاف: “فمشاركتي في المعرض الأفخم وحصولي على الجائزة، يضع علي مسؤولية مراقبة النفس جيدًا، ويتطلب كذلك مزيدًا من التطوير، والبحث عن الأقوى، حتى أظل ممارسًا لهذا الفن الجميل”.
جائزة الرحمة
كما فازت إيمان السيهاتي بجائزة المعرض عن مشروعها الذي حمل عنوان “مودة ورحمة”، وقالت عن تفاصيله: “هو قصة زوج يسترجع مع زوجته أبسط التفاصيل، حتى بعد تقدم العمر، فما زال هناك ما يجمعهما”.
وأضافت: “مشروعي يحمل رسالة أعمق من الصور، أوجهها لنفسي ولأبناء جيلي، مفادها أن المودة والرحمة بين الزوجين هي الدائمة، فاحرصوا عليها، حتى بعد أن يفنى العمر تظل المودة والرحمة حاضرة في نفس الآخر”.
انتهى حفل الافتتاح لتبدأ فعاليات ذلك العرس الفوتوغرافي لمدة سبعة أيام مقبلة، حيث يستمر حتى 30 يناير 2020م.