كانت تحاول مع زوجها وبكل إصرار للموافقة على عملية تجميل في أنفها لأنه طويل ومنفوخ ولا يعجبها، وكلما نظرت إلى نفسها في المرآة أخذت تتأفف وتضغط على أنفها لعله يصغر ويبدو في نظرها جميلاً، وبعد فترة وافق الزوج على مضض لتحقيق مطلبها وأمنيتها في تصغير وتنحيف أنفها، وتم إجراء عملية التجميل لأنفها ودون مضاعفات وبعد الشفاء وإزالة حواجز العملية نظرت إلى نفسها وتفاجأت بأنها أصبحت غير مقبولة نفسياً، وبدأ الهم يساورها ليلاً ونهاراً وانعزلت عن الناس حتى لا يرونها بشكلها الجديد وزوجها يرفع معنوياتها ويخفف من توترها وتعبها، وهي تشتكي له وتكرر عليه لماذا وافقت على عملية تجميل أنفي؟ أنت لا تحبني ولا تريد لي الخير وبالأساس كان هو طلبها وبإلحاح منها وبدأ الأسف على أنفها القديم والجميل.
الأنف هو أعلى عضو بارز في وجه الإنسان، وهو أول ما يُنظر إليه، وهو الذي يعطي صبغة خاصة في الإنسان، ففي نظر البعض من الناس إذا كان الأنف جميلاً ومتناسقاً مع وجه الإنسان أصبح الإنسان جميلاً وإما إذا كان غير متناسق ومنظره لا يعجب المشاهد ففي نظره يكون إنساناً مقبولاً وعادياً وهذا خلق الله (عز وجل) ولا يُعاب فيه لأنه أحسن خلقه وكما قال في كتابه الكريم: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}.
وعندما ترى العينين من وجه الإنسان فقط فلا تستطيع تحديد الجمال وعدمه فمثلاً عندما تنظر إلى عيني امرأة وهي بالغطاء الشرعي وتشاهد تحركات عينيها أثناء الحديث أو العمل وهي مغطاة الوجه فلا تستطيع تحديد معالم الوجه ونسبة الجمال من خلال العينين فقط، وإذا سنحت لك رؤية ذلك الوجه وبأول نظرة منك تنظر إلى أنفها لأنه أبرز منطقة من وجهها وإذا تطابقت صورتك الذهنية وما رسمتها في خيالك ستقول عنها رائعة الجمال وإذا لم تطابق لصورتك الجمالية التي رسمتها فستجدها عادية جداً. فجمال الوجه يتضح برسمة الأنف وجماله وقسمات الوجه وخطوطه.
لا يُعتبر الجمال الخَلقي معيار تفاضل في الإسلام بين الناس، وإنما المعيار الذي يقوم على أساسه التفاضل هو التقوى قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات/13]، وكما ورد في الأثر: إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُم.
وفقًا لدارسة على شكل الأنوف بأن هناك 14 نوعًا منها، وأكثرها شيوعًا الكبير والصغير والطويل والقصير والروماني والإغريقي والنوبي والخانس والمعقوف، وقد قاموا بتحليل شكل الأنف وعلاقته بالشخصية والاستقرار العاطفي والعقلي والسلوكي، فنأخذ على سبيل المثال وبالمختصر المفيد:
1/ الأنف الكبير: مرتبط بالقيادة والطموح، ويحبون العمل لحسابهم ومواجهة التحديات واثقون من أنفسهم.
2/ الأنف الصغير: لديهم شخصية جميلة وإبداعية ومحبوبون وحساسون ويحبون العمل الجماعي ومساعدة الناس.
3/ الأنف الطويل: شخصية قوية وحيوية ومغرمون بالسفر والعمل والحركة والرياضة، وقادة ممتازون.
4/ الأنف القصير: لطفاء ومحبوبون، وخجولون وانطوائيون ومخلصون جداً وحساسون.
ويستخدم الأنف في كثير من الأحيان في رفعة الشأن والغرور والتكبر والانكسار النفسي وكذلك للإجبار والقهر وبطريقة غير شعورية عندما يتكلم الإنسان عن شخص ظلمه ويريد الانتقام منه فمباشرة يرفع يده بالتطابق مع ما يقوله (اكسر خشمه) معناه أنتقم منه وإشارة اليد للأنف إشارة معنوية نفسية لأنها أبرز عضو لدى الإنسان.
وأود أن أقول إن الجمال الحقيقي هو جمال الروح والجوهر والأخلاق والتعامل، فإذا كنت جميلاً من الداخل سترى العالم جميلاً. فعلينا أن نجمل أخلاقنا وأرواحنا ونقابل الناس بوجه حسن لنرسم صورة جميلة في أذهانهم.. وفقكم الله..
سؤال التحدي الأسبوعي: عددان مجموعهما يساوي 20 والفرق بين مربع العددين يساوي 40. فما العدد الأكبر؟
(أ) 11
(ب) 12
(ج) 13
(د) 14
جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: عمر الأم= 30 سنة