على إيقاع 30 فنانًا فوتوغرافيًا، و9 فوتوغرافيات، و360 صورة نسجتها عدساتهم، تسير أضواء المعرض الأضخم في تاريخ جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، الذي سينطلق في الثامنة مساء الخميس 23 يناير 2020، تحت عنوان “مشاريع فوتوغرافية”، بحضور نخبة من الفنانين الفوتوغرافيين من المنطقة والخليج.
الاستعدادات تسير على قدم وساق، تسارع الزمن لإزاحة الستار عن ذلك الحدث المرتقب، ليس من محبي التصوير فحسب، ولكن من المنطقة ككل.
«القطيف اليوم» تابعت هذه التجهيزات، من قلب الحدث، وبين إطارات الصور، والصور، ومعدات الإضاءة، والكتيبات، والكوادر العاملة على التشطيبات ووضع اللمسات الأخيرة، التقت “علي العيد” رئيس جماعة التصوير الضوئي بالقطيف والمشرف على المعرض، لتتعرف منه على المزيد عن المعرض، وما يصاحبه من فعاليات.
في البداية أوضح العيد أن فريق العمل لديه خبرة كبيرة في تجهيز المعارض، وقال: “لدينا خطة مسبقة لكل الترتيبات، على أن تنتهي قبل يوم الخميس، والاستعداد يسير في خطوط متوازية، بحيث إن الكتيبات الخاصة بالمعرض، وإطارات الصور، والإضاءة، كلها ستكون بكامل جاهزيتها قبل انطلاق المعرض”، مضيفًا أن المعرض لا يعمل عليه أعضاء الجماعة فقط، إنما هناك من يتحين الفرصة لمد يد المساعدة، متى يمكنه خدمة البلد وخدمة القطيف.
الأسرار
وكشف العيد عن سر توصيف المعرض 22 “مشاريع فوتوغرافية”، بأنه “الأضخم” في تاريخ الجماعة، وذلك لأنه يتزامن مع تدشين وافتتاح قاعة نادي الفنون بالقطيف، والتي تعد جماعة التصوير الضوئي إحدى جماعاتها.
وكشف كذلك عن سبب تأجيل المعرض والذي كان مقرر له ديسمبر 2019، وقال: “أسباب تأجيل المعرض كان بهدف الوصول إلى مرحلة معينة من التحضيرات، كما انتظرنا جاهزية القاعة ليتزامن افتتاحها مع المعرض، لأن المعرض هو الأكثر جماهيرية، فأردنا تسليط الضوء على الحدثين في وقت متزامن”.
وكان التواصل مع ضيوف المعرض من أكثر المهمات التي يعمل عليها القائمون عليه، ويقول العيد: “بعض الضيوف خاطبناهم منذ أكثر من ستة أشهر، كما أننا نعلن عن موضوع المعرض قبل الافتتاح بسنة كاملة، وخلال السنة تكون هناك أنشطة للوصول إلى نقطة الذروة باكتمال المعرض، وبمجرد الإعلان عن ثيمة المعرض نبدأ في البحث عن الفنانين الذين سيثري وجودهم الهدف من المعرض بإضافة قيمة معرفية وعملية، لأننا نسعي لاستضافة مصورين مبدعين وملهمين، ومنهم كان العالمي “رارن أبرا كارسا” المصور الإندونيسي، وهو مصور له أسلوبه المميز فكان له تأثير على المصورين، خاصة المبتدئين، لأن المصور في بداياته يحاول محاكاة من تأثر بهم من مصورين آخرين إلى أن يصل لمرحلة التمكن وأن يشق طريقه بنفسه، فالمعرض إجمالًا ليس مجرد عرض صور، إنما استقاء خبرات، واستلهام من تجارب المصورين المحترفين في عدد من دول المنطقة والعالم”.
التميز
وأشار العيد إلى أن معرض 22 يعد الأضخم في تاريخ جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، على مدى 23 عامًا، والأفخم من ناحية الأعمال، ومن ناحية الأسماء المستضافة للمشاركة في المعرض، ونظرًا لأنه يضم 360 عملًا، وهو ليس بالرقم الهين، وهو ما يجعله الأكثر ضخامة وتميزًا، وربما ليس بعدد المشاركين، لأنه مر بمراحل تصفية، وفقًا لما يمكن أن تستوعبه القاعة، فكان تنافسيًا.
وأضاف أنه منذ أن تم الإعلان عن الشروط لقبول “مشاريع فوتوغرافية”، كان من بينها مشاركة كل مصور بما لا يقل عن 8 أعمال، ولا يزيد على 20 عملًا، جميعها مترابطة؛ من حيث: القصة، أو الموضوع، أو الشكل الجمالي، مصحوبة بعنوان وشرح للعمل، مشيرًا إلى أن هذه تعد سابقة لم تكن متبعة في المعارض السابقة، والقصد من تحديد العنوان والشرح هو تقريب الفكرة للزوار، بعد أن صادف في معارض سابقة مطالبة بعض الزوار بشرح عن الأعمال، منوهًا بأنه لذلك في هذا المعرض لن يكون الزوار في حاجة لطلب الشرح.
التوأمة
وأشار العيد إلى أنه من بين أسباب أهمية هذا المعرض وتميزه كذلك، أنه يؤكد على المواءمة والتوأمة بين جماعة مصوري القطيف كأكبر وأقدم جماعة تصوير ضوئي بالمنطقة والوطن العربي ككل، ونشاطها المستمر بأكثر من 60 فاعلية سنوية، على مدار 23 عامًا منذ نشأتها، والتوأمة مع أنشط الجماعات الخاصة بالتصوير في الخليج وهي الجمعية العُمانية للتصوير الضوئي، مؤكدًا أنه سيكون هناك ضيوف مشاركون بأعمالهم من عُمان وهم: هيثم الفارسي، وأروى الدغيري، وقاسم الفارسي، وهيثم الشنفري، وكل منهم له مشروعه القوي والمميز بالإضافة إلى حلول الفنان أحمد البوسعيدي رئيس الجمعية العمانية الذي يحل كضيف شرف للمعرض، والذي سيكون متواجدًا لمدة ثلاثة أيام بالمعرض.
الفعاليات
وأوضح أن المعرض بعد الافتتاح، وعلى مدار سبعة أيام سيشهد عددًا من الفعاليات والأنشطة المصاحبة، وقال: “بعد الافتتاح واعتبارًا من يوم الجمعة تستقبل القاعة الضيوف والمتحدثين من داخل المملكة وخارجها، من أبرز الأسماء الفنية من عمان، والبحرين، والكويت، بالإضافة إلى الفنانين السعوديين.
وعن جودة الأعمال المشاركة قال: “كنا انتقائيين ليس فقط في اختيار الأعمال المشاركة، ولكن حتى للضيوف والمتحدثين، وسيكون معنا يوم الجمعة الأحمد البوسعيدي للحديث عن التجربة العُمانية في التصوير الفوتوغرافي، وتطورها، وهي بالفعل تجربة جديرة بالدراسة والمحاكاة لكل من يريد أن يطور من مشروعه الفوتوغرافي”.
مضيفًا: “ومن الأنشطة أيضا لقاء مع الرحالة خالد صديق، وأوجه نصيحة لكل شخص يهوى السفر أن يحضر هذا اللقاء، ليس بالضرورة لمن يهوى التصوير، ولكن من يهوى السفر، فخالد شخصية مميزة، ورحلاته ممتعة، بها كثير من الخبرات والتفاصيل، وكذلك سيحل علي المبارك يوم الأحد للحديث عن تجربته، وهو من خريجي الولايات المتحدة وتخصص في التصوير الفوتوغرافي، والذي يعتبر مرجعًا لكل جماعة التصوير، فهو ملم بكل المستجدات في عالم التصوير”.
وبين أنه في فعاليات يوم الاثنين سيتحدث سامي الرميان من الكويت، عن التصوير الإنساني، لأن له قصصًا ملهمة، ويهوى أن تكون لديه رسالة من وراء الصورة، وليست فقط لقطة جمالية، وذكر أن من الضيوف كذلك محمد أبو الحسن من البحرين الذي سيتحدث عن الكتب الفوتوغرافية، وآليات التخطيط للمصور بإنشاء كتاب فوتوغرافي.
وكشف أنه في يوم الثلاثاء ستكون هناك أمسية لإحدى الجهات الراعية وهي مؤسسة “سيني غراف” لتأجير معدات التصوير باستضافة اثنين من أمهر المصورين، وهما محمد المنسف ومرتضى الحمود؛ لتقديم تجارب عملية، وورشة تفاعلية.
مسابقة
وسوف يتضمن المعرض كذلك الإعلان عن مسابقة لأفضل مشروعين فوتوغرافيين، ليس بينهما ترتيب أول وثانٍ، كما أوضح العيد، ولكنهما الأفضل، منوهًا بأن هذا الإعلان والترتيب له تم بشكل شبه سري ضمن دائرة محدودة من لجنة التحكيم، حتى يكون المشروعان هما الأفضل من بين المشاركين وبالفعل هما من يستحقان الجائزة.
وأوضح أن لجنة الحكم كانت مكونة من محمد الخراري، وهشام الحميد، ومحمد الفالح، وقال: “نحن نترقب المعرض كأعضاء جماعة الفوتوغرافيين، ونعد الجمهور بأنه سيكون مختلفًا، ونقدم من خلال «القطيف اليوم» دعوة عامة لزيارة المعرض، والاستمتاع بفعالياته”.
بازار
ولفت إلى أن آخر يوم سيكون أشبه بمعرض لبيع وشراء معدات التصوير، مرحبًا بكل من لديه آلة تصوير أو معدّة يريد بيعها، مبينًا أن كل ما عليه هو التواصل معهم على جوال جماعة التصوير، ليسجل اسمه ويشارك في البازار المفتوح والذي سيعرض من خلاله أحدث معدات التصوير، بالإضافة إلى المعدات المستخدمة حيث إنها ستكون فرصة لكل هاوٍ أو محترف لاقتناء ما يريد.
سنوات الإدارة
هذا النجاح الذي ينتظر الإعلان عنه لمعرض “مشاريع فوتوغرافية”، يتوج ثلاث سنوات من الإدارة الشابة لجماعة التصوير الضوئي بالقطيف، والتي ترأس مجلس إدارتها علي العيد، والتي يقول عنها كتجربة، معبرًا عن مدى رضاه عنها: “ما زال هناك في جعبتنا معرضان خلال 2020؛ أحدهما سيكون في نهاية العام الميلادي، لأننا ننتظر حتى تتحسن الأجواء المناخية لإقامة المعرض، لإدراكنا مدى تأثيرها على مزاج المتلقي ونفسيته، فيتلقى الجماليات بأريحية”.
وتابع: “وبالنسبة لمجلس الإدارة الذي بدأ أعماله في يناير 2018 ويختتم دورته بنهاية 2020، لا أتحدث بصفتي فردًا، ولكن كفريق متكامل، مجلس الإدارة ككل، منهم عبد الإله مطر رئيس اللجنة الإعلامية، وباسم القاسم، وتوفيق السباع، وعبير الفرج، ومجيد الناصر وفاطمة القوس، فمجلس الإدارة ككل وضع هدفين أساسيين أمامه وهما؛ بعث الحياة في الجماعة، وجذب عدد أكبر من الأعضاء، وتنظيم فعاليات تتناسب كمًا وكيفًا مع طموح المصورين، وتهيئة جماعة التصوير بالقطيف بوجود مجلس إدارة جديد، من جيل الشباب، حتى لا تنتهي فترة المجلس إلا ونحن مطمئنين لوجود فريق عمل يتسلم دفة القيادة ويتولى إدارة الجماعة في السنوات القادمة”.
وأضاف: “نحن راضون جزئيا، لأننا لو سلمنا بالرضا التام نكون ركنا إلى منطقة الهدوء والسكون، ولكننا نطمح لتحقيق المزيد من الأهداف، وأرى أنه من الخطأ أن نكون وصلنا إلى مرحلة الرضا التام”.
شخصي
تحدث العيد عن تجربته الشخصية لـ«القطيف اليوم» التي بدأت في 2007، بقصة تبدو قدرية إلى حد بعيد، حيث يقول عنها: “بدأت التصوير في عام 2007 وانضممت للجماعة في نفس العام، بعد زيارة لقاعة نادي الفنون في المبني القديم، جذبتني تلك العلاقة الدافئة بين الأعضاء الذين جمعهم الضوء والفن فتكونت علاقة صداقة، فأعجبت بأجواء الصداقة والأخوة أكثر مما كان هوسًا بالتصوير، لذلك كنت منغمسًا في النواحي الإدارية لسنوات، وابتعدت عن التصوير كممارسة، ولكن اقتربت من احتياجات المصورين، وأسخر بعض الجهود لخدمتهم”، مضيفًا: “كنت وما زلت كمصور أهوى السفر وتصوير حياة الناس وتصوير الشارع”.
كلمة
وفي ختام اللقاء وجّه العيد شكره لكل الشركاء والداعمين للمعرض، مؤكدًا أنه لولا جهود الإعلام والمؤسسات لما كان لهذا المعرض أن يرى النور، معربًا عن أنه يأمل أن يكون هذا المعرض علامة فارقة في مسيرة الجماعة، بل وفي سجل القطيف بأنها شهدت مثل هذا الحدث الضخم.