شخصيتك تعكسها مرآتك

عندما نقرأ في كتاب ننمي فكرنا ونجدد ثقافتنا نطلع على ما كتبه غيرنا في ماضينا وحاضرنا نتعرف على كل جديد لم يصل إلينا وعندما ننظر إلى مرآتنا نراجع معلومات عن صغرنا وحقيقة شخصيتنا ما كتبناه بأيدينا وتعلمناه من غيرنا قيمنا الموجودة على واجهتها كامل تاريخ حياتنا وما قدمنا من أعمال ونتاج عقولنا وما اكتسبناه من ثقافات وعادات وأخلاق محمودة أو مذمومة نزنها إن حسناً أو قبحاً لنقف بمصداقية على مكانتنا فإن كانت صفات حميدة وأعمالًا مشرّفة ازددنا وإن كانت سيئة أصلحناها أو تخلّصنا منها لا ننتظر حتى يبوح الغير بها ويتداولها ونحن غافلون عنها أو نزداد إثماً بارتكابها بل علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب.

عندما نذهب لتزيين لِحانا ودون توجيه من أحد نتأكد قبل خروجنا من مرآة الحلاق؛ هل أنجز كما نريد؟ أم هناك عيوب؟ وقبل طلوعنا من البيت إلى عمل أو مقابلة أحد أو حتى لغير ذلك نعرض أنفسنا على المرآة للتأكد من صحة ما لبسناه ورتابته ونظافته حتى لا نتعرض لنقد أو ضحك نحن مَن سببه، هذه مظاهر ذوق وليست أولويات – كيف نبدأ بما هو أولى؟

إن عجزنا عن قراءة مرآتنا أو فشلنا في فهم ما كُتب على صفحاتها أو تجاهلناها فنحن أعجز عن إصلاح ما فسد منها.

إن تمسّكنا بعيوبنا جهلاً وعناداً فلا نلومن أحدًا على ما يقال فينا بل مِن كمال رشدنا شكر القائل لأنه دلنا على الطريق، ونبادر سراعاً لتصحيحها أما قول بعضنا: مالنا والناس، وما يقولون لا يهمنا على إطلاقه غير صحيح، انظر ما قالوا وإلى مرآتك وعقلك احتكمهما إن كنت ساعياً للتغيير لما هو أحسن نعم ترك ما يقوله الآخرون أن خالفوا بمعنى خطأوا الصحيح بأن قالوا ما ليس فينا ونالوا منا ظلماً وبهتاناً وزوراً حسداً من عند أنفسهم وما أكثرهم أو صححوا الخطأ والعيوب حباً وطمعاً فينا وثقة بنا وأفعالنا تخالف هنا نعم نحن أعرف بأنفسنا لا نصر على باطل ونتمادى فيه وإن غاب عن غيرنا، ولا نرضى ونفرح بمديح ليس فينا وإن صفقت الأيدي لنا، المرآة هي المقياس والميزان لشخصيتنا.


error: المحتوي محمي