بين ورقة ولون، وشخبطات هنا وهناك، ظهرت الملامح الأولية لموهبتها الفنية، فواصلت إكمال تلك الملامح، حتى انتهت منها بصورة مدموجة بجمال، حتى إن دراستها للهندسة لم تشبع ملكة الفن داخلها، بل أخذت تتنقل وترتقي بهوايتها، ووظفت لها كل إمكاناتها، ودون كلل حولت الخامات البسيطة إلى قطع فنية مبتكرة.
وفي ركنها الخاص ضمن المشاركات بمهرجان العوامية الأول، عرضت زهراء خالد الفرج أعمالها، ووقفت أمام الجميع للتعريف بلمساتها الفنية وكيف جسّدتها حقيقة بعد أن كانت مجرد أفكار تداعب خيالها.
أوضحت ابنة العوامية في حديثها لـ«القطيف اليوم» أنها لم تكتفِ بالشخبطات اللونية التي كانت ترسمها في صغرها، بين قلم وورق، وتعدت بها مع شبابها عبر تدوير الخامات بفن الديكوباج، وخلط المواد الكيميائية بنسب محددة لإنتاج مادة الإيبوكسي، التي من خلالها أوجدت فنًا يعتبره البعض متغير الملامح، وذا تكلفة عالية، في حين أنه من أبسط المواد، بالإضافة إلى تصميم اللوحات الخطية التي تحاكي خيالها الواسع.
وأبدعت الفرج في إيجاد توليفة فنية خاصة تجمع رسم الحروف والديكوباج مع فن الإيبوكسي، تظهر حسها الفني الذي ينبض منذ الصغر، بأسلوب تميزه الأصالة الفنية من بين ثنايا أناملها، مع تطويع التقنية التي فرضت وجودها مع مرور الزمن.
وبدأ تشعبها بين الفنون، في محاولة منها لإثبات الذات، منذ سنتين بعد تنازلها عن وظيفتها كمهندسة تصاميم في إحدى الشركات نتيجة لظروفها الصحية، وعليها قدمت لها الشركة مكافأة نهاية الخدمة وخروجها من حالة العجز إلى إيجاد عمل يغذي هوايتها، إذ قررت من المكافأة شراء جهاز القص الإلكتروني، الذي كان سلاحها لإنجاز كثير من الأعمال الفنية.
وأخذت الفرج من المطويات المدرسية بابًا نحو التعريف بعملها، ومنها توسعت إلى إنجاز مشاريع تعليمية بالشراكة مع الثانوية السادسة بالقطيف في اليوم العالمي للطفل، أو تنفيذ مشاريع لمكتب الإشراف التربوي في تعليم القطيف، بالإضافة إلى ذلك أوجدت لها حيزًا في المشاركات الاجتماعية خارج محافظة القطيف، كما في جمعية وهج بالجبيل، واليوم العالمي للتوحد بالدمام.
وقادها طموحها الفني نحو أفق واسع خارج سرب محافظة القطيف ومع حضورها دورات الحروفيات للخطاط محسن الغريب من البحرين في دورة عقدت بالقطيف، وتبعتها دورات في فن الديكوباج الجداريات في كل من جدة والرياض، ماضية بكل ثبات نحو تطوير الذات، سواء على مستوى التدريب الذاتي، حيث تخضع حاليًا لدورة في الخط الديواني على يد الخطاط البحريني موسى الخزاز، والسعي للحصول على رخصة التدريب لتقديم الدورات الفنية بطريقة معتمدة.
وكانت وقفة المحيطين من حولها من زوج، وأسرة، وأقارب، مصدر اعتزاز وتشجيع لها في تتابع خطواتها، وإثبات أنها قادرة على مواجهة التحديّات، وبذل المزيد بإصرار لا ينقطع، كما كانوا المحفز لها، سواء بالإرشاد إلى دخول الدورات، أو التشجيع والتسويق لأعمالها.