نشر العثرات أقبح من عملها …

لماذا يستعذب الكثير من الناس تناقل الأخبار السيئة أو الفضائح التي تنال من الآخرين في مجالسهم، وفي وسائل التواصل الاجتماعي؟!

لماذا يتسابق البعض في النقل وكأنهم وسائل إعلامية تسعى للسبق الإعلامي عن طريق التشهير والفضيحة؟!

إن كثيرًا من الأخبار الإيجابية التي تتعلق بالإبداع والتألق والإنجاز، أو بالعلم والمعرفة والفن، أو حتى بالدين والأدب قيد الأرشفة، في حين أن نشر الفضائح والنيل من الناس ودون بينة أمرٌ في غاية المتعة.

نحن نحتاج لإعادة النظر في تفكيرنا، ثم توجيه بوصلة التفكير للفضيلة والكمال – فحسب – قدر المستطاع، بعدها يمكننا نقل أو نشر ما نرغب في نقله أو نشره؛ ليكون المجتمع فاضلًا، وتسوده المحبة، والثقة، والأمن، والطمأنينة.

إن نشر العثرات والفضائح دون بيّنة يفقد ثقة الناس ببعضهم، ويضعف الحس الإنساني للكمال، وينشر ثقافة الانحراف؛ وبالتالي تهون الكبائر.

لا يليق بالإنسان الموفق تتبع عثرات الناس بحال وتحت أي مبرر؛ ولكن في حال اقتضت الضرورة ذلك ينبغي التروي، والتوثيق، ومعرفة الحيثيات بدقة قبل النقل أو النشر؛ وإلا كان شريكاً في نشر المنكرات، والعثرات، وفساد المجتمع بقصد أو من دونه.

بالطبع إن نشر العثرات، والفواحش، أو الفضائح أقبح وأخطر من عملها في كثير من الأوقات..

إن الله يحب الستر على عباده؛ فلماذا يسير البعض خلافًا لأمر الله؟! ألا يحبون أن يستر الله عليهم يوم الورود؟!


error: المحتوي محمي