ربما بعض الأزواج يتحسس في مسؤولية البيت من حيث اقتسام المهام اليومية المتعلقة بإعداد الطعام ومتابعة دروس الأولاد والتنظيف وتأمين احتياجات البيت اليومية، حيث ليلة الأربعاء من الأسبوع الحالي تأتي ذكرى وفاة بنت الرسول فاطمة الزهراء عليهما السلام، والخطباء يشيرون إلى بعض جرعات الشفاء للوعكات الاجتماعية التي تصادفنا في حياتنا اليومية والاستفادة منها من خلال سيرة فاطمة الزهراء(ع).
المرأة ليست ملزمة شرعاً أن تخدم في بيت أبيها أو زوجها، لكن طبيعة فطرة الإنسان عندما يعيش مع البشر في سكن يتطلب المشاركة بحجم وقدرة طاقته، المشاركة مع الآخرين عمل يحبه الله ومن يتجاهل أشياءً يحبها الله حتى لو لم يكون مطلباً شرعياً يعتبر جامداً في المشاعر والأحاسيس، نعم بأن الله لم يلزم المرأة شرعاً بالعمل البيتي وحتى الإرضاع وتربية الطفل، لكن المرأة تحمل الكاريزما في العطاء من وجدانها وقلبها حيث تصلي وتصوم لوجه الله، كذلك العمل البيتي باختيارها وتخدم أسرتها لوجه الله.
من تقاليد الشعوب أن تجعل تسميات إلى بعض الأيام من الواقع البشري مثل يوم الأم ويوم العمال أو يوم الحب، فلو تخيرنا أفضل يوم يكون عنواناً للزوجة المثالية لاخترنا فاطمة الزهراء (ع)، حيث فاطمة الزهراء (ع) تشكل مؤسسة اجتماعية في المشاركة من رعاية بيتها وحال زوجها ولم تهمل في الأداء الوظيفي داخل أسرتها، وتلبي كل ما يوكل لها من زوجها في تحقيق الهدف من نهوض وارتقاء الأسرة.
فمشاركة المرأة مع الزوج في أعمال البيت وممانعة قيام عاملة أجنبية بإدارة بيتها يعتبر من الوعي للمرأة في ارتقاء وتطوير الأسرة تحت أشرافها وليس تحت إشراف طاقات أجنبية، فالرجل كذلك يشارك المرأة في بعض المهام والعمل في البيت ويخدم أسرته ولا يدع عاملاً أجنبياً في رعاية أولاده، فالعمل في البيت ليس احتقاراً أو تصغيراً للرجل أو المرأة، إنما روح الإنسانية الرفيعة أن يكون هناك تبادل في خدمة المهام بين الزوج والزوجة.