بدأ مستشفى القطيف المركزي بنشر فرق تطوعية في مختلف أقسامه، في مبادرة فريدة تتيح الاستفادة من طاقات أبناء وبنات المجتمع، وخدمة المراجعين والمرضى للمستشفى.
وجسد خمسة من أبناء محافظة القطيف معانٍ سامية بتقديم الخدمة ومساعدة مراجعي وزوار مستشفى القطيف المركزي على اختلاف أعمارهم واحتياجاتهم، وزرع بذرة العمل التطوعي في منشأة صحية رسمية، عبر برنامج التطوع في قسم خدماته بالمستشفى.
وتحدث ناصر الخراري، ونجيب الحمود، وأحمد اليوسف، وزينب القمارة، وفاطمة آل طلاق، لـ«القطيف اليوم»، عن تجربتهم في التطوع، ضمن الاستقبال في ركن “إحنا بالخدمة” التابع لقسم العيادات الخارجية للمستشفى.
وأوضح ناصر الخراري أنه اتجه إلى مسار التطوع الرسمي في مستشفى القطيف المركزي بعد تجربته مع فريق “منارات مشرقة”، حيث أدرك قيمة خدمة المجتمع التي لم يجد أنها تقف عائقًا أمام إدارة وقته، رغم أنه يدرس في السنة الأخيرة بالكلية التقنية دبلوم تقني إدارة شبكات.
وقرر ابن القطيف صقل المهارات التي يتمتع بها من ناحية القدرة على التنسيق والتنظيم، كما شارك في إرشاد وتوجيه الزوار والمراجعين للمستشفى.
وذكر نجيب حسن الحمود المنحدر من مدينة سيهات، أنه يخوض تجربة التطوع لأول مرة، بعد أن علم عن فتح مجال التطوع في مركزي القطيف، من والده الذي يعمل في المستشفى، واعتبر مشاركته فرصة للتعلم واكتساب مهارات التعامل مع الآخرين.
وقرر الحمود الالتحاق بالتطوع رغبة منه، رغم أنه يدرس في السنة الأخيرة بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالدمام، تخصص إدارة أعمال، مؤكدًا أنه قادر على الموازنة بين مهام العمل التطوعي والدراسة.
ودفعت التجارب وحب العمل التطوعي المهندس في التصميم الهندسي أحمد اليوسف، إلى خوض تجربة هي الأولى من نوعها بالنسبة له، بممارسة العمل التطوعي في السلك الصحي ليكون مرشدًا للمراجعين محددًا لهم خارطة سيرهم داخل العيادات الخارجية.
وتحدث اليوسف المنحدر من بلدة أم الحمام عن الجهات التي شارك فيها بأعمال تطوعية على مستوى محافظة القطيف وخارجها ومنها؛ جمعية البر للخدمات الاجتماعية بسنابس، ومهرجان “واحتنا فرحانة”، و”إثراء”، والكثير من البرامج التطوعية التابعة لشركة أرامكو السعودية.
من جانبهما، تشاركت اختصاصية مبيعات وتسويق زينب القمارة، واختصاصية تأمين فاطمة آل طلاق، تجربة التطوع في جمعية العطاء النسائية بالقطيف، ثم شركة تعمل في السفر والسياحة، وختمتا مشاركاتهما بالتطوع في مستشفى القطيف المركزي.
وتمنت “القمارة” تعزيز التواصل المثمر وخدمة الآخرين والمرضى المراجعين، خلال الشهر الذي قررت التطوع فيه.
واعتبرت “آل طلاق” تجربتها في المستشفى جديدة من نوعها، حيث منحتها مهارات التعامل مع الآخرين على اختلاف الاحتياجات والأعمار، في جميع مرافق وأقسام العيادات الخارجية، وإرشاد وتوجيه المراجعين بدقة وسرعة قياسيتين.
على ضوء ذلك، دشنت إدارة المستشفى قسم خدمات التطوع، يوم الثلاثاء 7 يناير 2020 م، برعاية المدير التنفيذي للمستشفى الدكتور رياض الموسى، وبحضور مدير الخدمات الطبية الدكتور زكي الزاهر، ورئيس خدمات المرضى بالتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية باسل الناجي، وعدد من الشخصيات الفنية والإعلامية والاجتماعية في المجتمع، وبمشاركة عدد من الكوادر الصحية والفنية والإدارية بالمستشفى.
وأوضحت مديرة قسم خدمات التطوع نجيبة الخضابة لـ «القطيف اليوم»، أن قسم خدمات التطوع من الأقسام المستحدثة في المستشفى، وبدأ عمله منذ أسبوعين، مبينةً أن مهمته استقطاب الراغبين والراغبات بالتطوع في أقسام المستشفى، لافتة إلى أن بداية الانطلاقة جاءت بمبادرة من خمسة متطوعين بعد تقدمهم وإجراء المقابلة الشخصية التي أكدت استيفاءهم الشروط وتدريبهم على المهارات المطلوبة، وإتقانهم لها.
وذكرت “الخضابة” أن القسم استطاع استقطاب أكثر من 140 شخصًا من كلا الجنسين، سيتم إخضاعهم للمقابلات الشخصية، موضحةً أنه من شروط قبولهم؛ أن يملك المتقدم روح المبادرة للعمل التطوعي، ولديه القدرة على التواصل الاجتماعي مع الآخرين، كما يشترط مواصلته التطوع بما لا يقل عن شهر أو 30 ساعة لمنحه شهادة معتمدة بعدد الساعات، من التجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية.
ودعت أفراد المجتمع إلى انتهاز فرصة التطوع، مشيرةً إلى الحاجة الملحة له.
وبينت أنه بدأ توجيه المتطوعين إلى ركن “إحنا بالخدمة” في العيادات الخارجية، وأضافت أن العمل جارٍ على دراسة حاجة الأقسام الأخرى، وكذلك المراكز الصحية، ليتم إمدادهم بهذه الطاقات التطوعية إذا اقتضت الحاجة.
من جانبه، أكد رئيس خدمات المرضى بالتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية باسل الناجي لـ «القطيف اليوم»، حرص التجمع الأول على إحداث شراكة مجتمعية تساهم في تخفيف العبء التوجيهي والإرشادي للمرضى.
وقال:” إن انطلاق الدفعة الأولى من المتطوعين في استقبال المراجعين في “إحنا بالخدمة” التابع للعيادات الخارجية يأتي في ظل الحاجة إلى الإرشاد وخدمة المرضى والمراجعين نحو الخدمات التي يحتاجون لها”.
وأوضح “الناجي” أن قسم خدمات التطوع في مركزي القطيف هو الثاني من نوعه على مستوى مستشفيات التجمع بعد مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام منذ بضعة أشهر، وهي مرحلة تجربة أثبتت نجاحها، مما حدا بمركزي القطيف أن يكون المحطة الثانية لإطلاقه.
وطالب جميع الراغبين في التطوع بالعمل الميداني الملتزم، بالمبادرة إلى التقديم عبر قسم خدمات التطوع الذي يعمل على تنظيمهم وتوجيههم، مبينًا المميزات التي تمنح للمتطوع وهي؛ منح ساعات تطوعية معترف بها حسب التنظيمات المعمول بها في المملكة عن طريق المراكز والبوابات الوطنية التي تحسب ساعات التطوع.
ونوه إلى أن هذا النوع من التطوع من أجل خدمة المرضى، يتم تفعيله عبر البحث عن المتطوعين الجادين من عمر 18 إلى 100 سنة والسعي للاستفادة من عطائهم والخبرات الموجودة لديهم لاستنهاض الخير من أبناء المجتمع.
من جانبه، ثمن المدير التنفيذي لمركزي القطيف الدكتور رياض الموسى، الخدمات التي قدمها ويواصل تقديمها برنامج التطوع، الذي يصنع للمنضمين له سجلًا في مسار التطوع الرسمي، مؤكدًا أن الاحتفاء الأول بخمسة متطوعين رسمين، يُعد إضافة نوعية إلى الخدمات الصحية بصورة كبيرة جدًا للمستشفى كمنشأة صحية.
من جانب آخر، تزامن تدشين قسم خدمات التطوع مع تفعيل مبادرة “العيادات تبتسم” في قسم العيادات الخارجية، والتي بدأت من يوم الأحد 5 يناير 2020م، وتستمر لمدة خمسة أيام متتالية، في جميع أروقة ومرافق القسم.
وتهدف المبادرة إلى نثر وإشاعة الابتسامة من منسوبي ومنسوبات العيادات كسلوك دائم، لما له من انعكاس في التعامل مع المراجعين والزوار، كون العيادات هي مركز استقبال رئيس لمراجعي وزوار المستشفى.
وتضمنت عدة أركان ترفيهية وهي؛ الرسم والتلوين، والرسم على الوجوه، مع توزيع الهدايا للأطفال، وتوزيع الهدايا الخاصة للكبار، واستديو التصوير الذي يقوم بتصوير الزوار لنشرها على صفحة “إنستجرام” للعيادات، ويتم التصويت ويقدم لمن يحصل على عدد أكبر من الأصوات هدية خاصة، بالإضافة إلى كتابة تغريدة على لوحة تترجم مشاعر الزوار والمراجعين عن الابتسامة.
وذكر مدير قسم العيادات الخارجية بدر الأمرد لـ«القطيف اليوم»، أن تفعيل المبادرة هو دعم لثقافة الابتسامة التي تُعد مطلبًا ضروريًا من منسوبي ومنسوبات العيادات، بغرض لمس أثرها عليهم وعلى المراجعين في طريقة التعامل فيما بينهم.
وأشاد “الأمرد” بالدور الذي يقدم من برنامج خدمات التطوع، وبدء تقديم خدماتهم في “إحنا بالخدمة”، والذي بدأ منذ أسبوعين بعد تدريبهم على كيفية التوجيه والإرشاد، عبر الجولات الميدانية في المستشفى، والتدريب على الحوار والتواصل مع الآخرين.
جدير بالذكر أنه يمكن التسجيل في برنامج “إحنا بالخدمة” على الرابط التالي:https://forms.gle/tJ9Fw8L5q6jBrAzZ9