أرجع الاختصاصي النفسي أحمد السعيد المشاعر التي تنتاب الأبوين حين عقاب أبنائهما إلى طرق تفريغ ما حدث لهما بالصغر، مستندًا في كلامه إلى عدد من الدراسات الاجتماعية التي تثبت ذلك، منوهًا بأن التشخيص الحقيقي للمشكلة يبدأ بمعرفة سببها، وهو ما يفسر قيام كثير من الأسر بالتمسك بأساليب العقاب القديمة، رغم ما نشهده من تطور في كل مناحي الحياة.
وأوضح السعيد أن 90% من مشاكل الآباء والأمهات هي نتيجة ردود فعل سلبية، نتجت من الماضي بالإضافة للجهل وغياب الثقافة وقلة الوعي.
وأشار إلى طرق العقاب التقليدية وأضرارها على الأطفال، والتي كانت تستعمل قديمًا، وهي من المواريث المغلوطة كالضرب بالعصا، والملاعق الخشبية، أو الحرق بالسيجارة والملعقة، أو حبس الطفل بغرفة مظلمة أو في المستودع.
وبيّن مضار العقوبات التقليدية كونها تسبب الاضطرابات السلوكية، و منها التمرد، والعدوان، بالإضافة إلى الآلام والمتاعب النفسية والجسدية، والكراهية والحقد على الآخرين، والتأخر الدراسي والإدمان والسرقة والكذب وغيرها، مشيرًا إلى أن التعنيف اللفظي أشّد عنفاً من التعنيف الجسدي.
جاءت هذه المحاور خلال المحاضرة التي نظمها مركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس للآباء والأمهات والمهتمين، بعنوان “بدائل العقاب لتعديل سلوك الأطفال”، وذلك يوم الاثنين 6 يناير 2020 بمركز التنمية الأسرية بسنابس.
وأوضح المقصود ببدائل العقاب بأنها طرق بديلة عن الطرق العقابية التقليدية المتعارف عليها لدى كثير من الأسر، وهي تختلف عن العقاب، وبالعادة لا تؤدي إلى إلحاق ضرر بالأطفال من الناحية الجسدية أو النفسية أو الصحية.
وبين السعيد فوائد بدائل العقاب ومن أين استلهم فكرتها لأول مرة، حيث إنه أثناء تسوقه بأحد المراكز التجارية وجد ورقة مكتوب فيها بدائل العقاب، فأخذ يبحر ويفكر ليقدم للناس، أهم طرق بدائل العقاب لمساعدة الأطفال في تعديل سلوكياتهم.
ونهى عن استعمال الضرب ووصفها بأنها حيلة العاجز، كما شدد على عدم تعويد الطفل على الحب المشروط، وحثّ الأبوين على تخصيص وقت للجلوس مع الأبناء ومحاورتهم لأن أغلب الآباء لا يفهمون الاحتياجات النفسية للطفل، بل يظن البعض أن الرعاية والاهتمام وتوفير المتطلبات هي التربية.
وفي ختام المحاضرة، دعا لتهدئه الطفل وعلاجه بامتصاص غضبه، وتذكر المواقف الجميلة فهي من الطرق والحلول السريعة.