لا يمكن لأحدٍ إنكار أثر الاختبار وما يحدثه من توتر وقلق في المحيط الأسريّ خاصة والاجتماعي عامة إذ تصل الأمور إلى إقامة شبه كرنفال أُسريّ بعد إقْفال آخر باب لاختبار دراسيّ.
وتأتي النتيجة محفوفةٌ بالتبريكات كخطٍّ ثابت عند إشعار التفوق والتميّز في محيط معظم الأسر.
بينما تتباين طرق التعامل مع إشعار النتيجة بحسب نمطية التفكير المتبعة في محيط الطالب.
إذ لا يخفى على أحد جو القلق والتوتر عند بعض الآباء والأمهات إبّان نتائج أبنائهم حيث يُترجم هذا القلق على صفحات وجوههم فتضيع كلمة (مبروك) بجانب نتيجة نستطيع أن نصفها بالامتياز ولكن لمجرد وجود نقص بسيط في الاختبارات النهائية تختفي تبريكات الأهل.
ويتزامن ذلك مع وجود متفوق متميز في نفس الأسرة وهنا تبدأ المقارنات ويبدأ الويل والثبور لنقص بعض الدرجات البسيطة.
أعزائي الآباء والأمهات:
لنحتفل بطريقة احترافية بنجاح أبنائنا ونثني على جهودهم المبذولة، فخير الثناء ما جرى على ألسنة الأخيار.
أصوات الثناء تُعزز الانتماء وتقوي أواصر المحبة في الأسرة. وتظهر بطرق لا حصر لها قد تكون بكلمة تُجبر الخواطر أو احتفالًا بسيطًا يُشيع البهجة.
إننا لا نبالغ إذا تحدثنا عن أثر الثناء والمديح في تطوير صور النجاح واستمراريته.
أقول ذلك كأمّ ومعلمة انتهجت طريقه وعشتُ تجاربه وآمنتُ بأن:
حَجْبُ الثناء واحةٌ جدباء.
يقال:
“المدحُ بعد الحياةِ حياةٌ” فكيف إذا كان بوسعنا إذاعته في حياتنا، والاحتفاء بأبنائنا حتى يشمل تفاصيل ذاكرتهم ولا يغيب عنها.
الثناء على الآخر يفتح جميع الأبواب المؤصدة بإحكام، ويهيب بالمتفوق ليصعد أعلى الدرجات.
ويحاول غير المتفوق بنفحات الإطراء الوصول لمبتغاه لأنه حُشد بطاقة تشجيعية قد تُظهر الحدث المُغيّب عنده ليبدو واضحًا بمنهجية معتمدة يصنع من خلالها جذورًا جديدة ترافق مسيرته القادمة.
وغالبًا ما تقترن المشاهد التحفيزية بأجمل ألحان تطوير الذات والذي يكون مبعثه المديح والإطراء، وتكون له لغته الخاصة عند بعض المهنيين التربويين وبعض دعاة التطوير الإنساني، حيث نلحظهم يتغنون به ويُسيطر على حديثهم لأنهم يؤمنون بأن المدائح تداعب المشاعر لتُسيطر على العقول.
يقول الشاعر:
يهوى الثناء مُبَرّزٌ ومُقـصِرٌ
حب الثناء طبيعة الإنسان