البرية: التربية مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع

نظمت مجموعة نخب العطاء بالتعاون مع لجنة التنمية الاجتماعية بسنابس أُمسيةً “بُنيَّ، إليَّ”، قدمها المدرب الأسري قاسم ناصر البريه، في ديوانية سنابس.

وبدأت الأمسية بكلمة ترحيبية وُجِّهتْ للمتدربين الحاضرين، عرض بعدها البريه صورة بعنوان “الانطلاقة”، تتكلم عن دور الشخص المكمل للآخر في الحياة الأسرية، كما هدفتْ لأشياء أخرى كالتواصل ، والعمل الجماعي الناجح.

وبيَّن أن الأسرة والمجتمع هما العامل الأساسي والمسؤول في التربية لأن المجتمع هو البيئة التي تنشأ من خلالها سلوكيات الأبناء والأسرة هي اللبنة والركيزة التي يقوم عليها البناء الأخلاقي الجيد للأبناء.

وركّز على دور الأب في التربية؛ لأنه المسؤول الأول خاصًة مع الأبناء الذكور فهم الصورة المكملة لشخصه في المستقبل، مؤكّداً على أنه يجب على الآباء احتواء أبنائهم والتقرب إليهم وتوجيههم والتعامل معهم كأصدقاء.

وأشار إلى أن الحضارة الجيدة الغنية بالثقافة الفكرية لها دور كبير في بناء عملية التربية وجودة السلوك التربوي للوالدين لأن فطرة الطفل في هذه المرحلة لاتزال سليمة ونقية تتقبل ما يُلقى إليها من توجيهات وإرشادات قبل أن تتلوث بالشوائب المُكتسبة من البيئة الغير صالحة.

ونوّه إلى أن التربية تجمع بين المشقة والمتعة، فالمشقة تكمن في صعوبة الحياة وضعف الفكر التربوي وعدم الانسجام في البيئة المحيطة بالأبناء، فيما تكون المتعة بحصاد ما زرعت في أبنائك منُذ الطفولة من جمال الأخلاق والدين والخير وبر الوالدين وهذا يعتمد على الثقافة التربوية والتي ليست مهمة الأبوين فحسب بل إنها مهمة الأسرة والمجتمع.

وأكد “البريه ” على أننا جزٌء من العالم الواسع المحيط بنا وأننا نتأثر بتأثيراته ومشكلاته، و أشاد بالأم التي تُعنى بتقوية طاقاتها الفكرية، الجسدية، وبمهاراتها وخبراتها.

وشدد على دور الوالدين في إعداد الشخص المتوازن فكريًا، عاطفيًا، وسلوكيًا، وأن على الأم تقبل سلوك الطفل سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا لأن الطفل يحتاج إلى تشجيع واحتواء ودعم ، وابتعاد عن أي مقارنة بينه وبين أي طفل آخر.

وتكلم عن الفنون والأدوات المستخدمة في التربية والتي تؤدي إلى تسهيل أمر التربية من جهة وتشكل من جهًة أخرى نوعًا من السيطرة والضمان التنفيذي للبرنامج التربوي.

وأشار إلى دور الألعاب التي تهدف لتنمية مهارات الطفل وكيفية اختيارها من قبل الوالدين.

وبيَّن أن التنشئة الأسرية لها الدور الأساسي في صياغة الإنسان وتحديد معالمه وتوجهاته؛ ولذلك درس علماء النفس تأثير دور التربية العائلية على مستوى توكيد الذات، فوجدوا أن التنشئة السليمة يتخرج منها أقوياء الشخصية والعكس صحيح.

وفي نقطةٍ أخرى طرح تساؤلاً: كيف نساعد الطفل على التفاعل؟ وإجابته كانت في نصيحة التعاليم الدينية وأبحاث علماء التربية بإتاحة الفرصة للطفل لكي يُعبر عن ذاته من خلال اللعب والمرح ، ومشاركته الخاصة بشؤون الأسرة واختياراتها.

في الختام تكلم “البريه ” عن شخصية السيدة زينب-عليها السلام- والمراحل التي مرت بها منُذ نعومة أظافرها إلى أن حضرت واقعة الطف، مشيراً إلى أن التربية العظيمة التي تلقتها في مرحلة الطفولة هيأتها للدخول في المرحلة الثانية لتحمل المسؤولية على عاتقها بعد استشهاد أخيها الحسين عليه السلام ولأن تكون بطلة كربلاء.


error: المحتوي محمي