من منطلق شعار “أمة اقرأ”؛ أخذت فاطمة الناصر رئيسة اللجنة الثقافية في حسينية الإمام الكاظم عليه السلام وبإشراف سعاد المبيريك على كاهلهما أن تنظما للسنة الثانية فعالية “اقرأ لترقي 2″، محملة بشعار بالقراءة نتنفس عبق الحياة، والتي أقيمت يومي 7- 8 جمادى الأولى 1441هـ، في حسينية الإمام الكاظم (عليه السلام) في الملاحة، وبحضور ما يقارب 170 زائرة.
9 أركان
أوضحت فاطمة الناصر أن الهدف من إقامة الفعالية هو التشجيع على القراءة، وأن يكون المجتمع قارئاً، وقالت: “هذا حلم يحلمه كل غيور على أمته، بعدما أظهرت الأبحاث عن ضآلة القراءة في الدول العربية مع أننا أمة “أقرأ”، ولذلك فهذه الفعالية خطوة لعلها تخدم هذا الهدف وتحققه”.
وبينت الناصر أن عدد الأركان المشاركة 9 أركان ومنها: ركن اقرأ بحب، وثقافة أمة، وتعلم القراءة مع معلم الإنسانية، وكيف أعلّم طفلي القرآن، واستضافة كاتبة، وزاد الروح، وعلماء القطيف، واتبع هواه، وركن المكتبات.
ثقافة أمة
وتطرقت الناصر في ركن ثقافة أمة إلى نظرية الإمام الصادق (علية السلام) حول أسباب بعض الأمراض؛ “أن أمراضًا ينبعث منها ضوء فإذا أصاب الضوء أحدًا انتابته علة” مشيرةَ إلى ما ذهب إليه الصادق من أن الضوء المشع المنبعث من المريض هو الذي يتسبب في نقل العدوى، فهي نظرية لم يقل بها أحد في أي مرحلة من مراحل تاريخ الطب، وظلت هذه النظرية معدودة في رأي العلماء والباحثين، إلى أن جاءت التجارب العلمية المعاصرة معززةَ لها ومثبتة لصدق نظرية الإمام الصادق (عليه السلام)، مضيفةَ أن بعد إجراء البحوث الدقيقة على مجموعتين من الخلايا المتشابهة والمختلفة في الكائن الحي، أدخلوا المرض على مجموعة منها ليتابعوا تأثير إشعاعه، وأن المرض يمنع الخلية من الإشعاع.
وتابعت بأن في المرحلة الثانية انتقل العلماء لوضع الخلايا السليمة في حافظتين إحداهما من الكوارتز والأخرى من الزجاج، وبعد انقضاء ساعات وجدوا أن ما كان منها في حافظة الكوارتز أصيب بالمرض، أما الخلايا التي كانت في الحافظة الزجاجية فقد بقيت سليمة، منوهةَ إلى أن من خواص الكوارتز مقاومته للأشعة، فلا تخترقه إلا الأشعة البنفسجية.
وكان للناصر وقفة تدبر مع الآية الكريمة {والشَّمْس تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍ لهَا…} وما تكنه من أسرار ومفاهيم علمية تثبت أن الشمس لها حركة تموجية كالفلك، عكس ما تعلمناه أن الشمس ثابتة في الفضاء والكواكب تدور حولها.
التراث القرآني
وكان لركن “واتبع هواه”؛ صداه عند الزائرات حيث تعرفن على مركز دوحة القرآن الكريم بسيهات، الذي يسعى لصناعة جيل حافظ لحروف القرآن وحدوده، واع لمسؤولياته الحضارية وإبراز التراث القرآني للمجتمع، وشاركت في الركن زينب السبع، وزينب البحراني، ووسيلة المشاهد، في التعريف بالركن الذي جسد قصة بلعام بن باعوراء بمجسمات تحاكي الصغير والكبير إن كان سمعيًا أو بصريًا.
قصة وآية
وسردت زينب السبع قصة بلعام بن باعوراء الذي كان عبدًا صالحًا وحبرًا من أحبار بني إسرائيل، وكان مستجاب الدعوة، ولكنه اختار طريق الشيطان فأغواه، موضحةَ أن مشكلة باعوراء كانت في صفة لم يستطع التخلص منها، وهي حب الرئاسة، وعندما سمع عنه فرعون استدعاه وطلب منه أن يدعو على نبي الله موسى (عليه السلام) ومن معه بالهلاك، بالبداية لم يستجب لطلبه ولكن مع مرور الوقت ووسوسة الشيطان استجاب فنزلت هذه الآية الكريمة {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين(175) ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون (176)}.
وأكدت السبع أنه مهما بلغنا من العلم فعلينا التحلي بصفة التقوى وهي الميزان وعدم الانحراف.
قراءة الأطفال
وأكدت المشرفة التربوية لرياض الأطفال شريفة الرضوان في ركن “كيف أقرأ لطفلي القرآن”، أنه يجب أن تكون طريقتنا في تعليم القرآن للأطفال جاذبة، وبطريقة سريعة ومختصرة، فالطفل لا يحتمل التفاصيل، موضحةَ أن يكون استخدام الإشارات والتفسير مقرونًا بعمل فني يساعد الطفل على الاستجابة السريعة بحفظ الآيات القرآنية، والأحاديث، والقيم الأخلاقية.
من الفعالية
وكان من ضمن الأركان “أقرأ مع معلم الإنسانية” الذي عرفت فيه محاسن علي الزائرات على معجزات النبي محمد (عليه الصلوات والسلام) وكيف رسخ حُب القراءة وتعلمها.
واصطحبت ابتسام رضي الزائرات في رحلة معرفية إلى تاريخ العملة وتطورها.
واستضافت فعالية “اقرأ لترقي 2” ابنة الملاحة الكاتبة فاطمة عبدالله آل درويش، للحديث عن إصدارها “لأنني فاطمة”، موجهة رسالتها لمن يريد أن يشعل شمعة في حياته فليقرأ كتابها، الذي يتحدث عن المشاعر تجاه المواقف التي نمر بها في حياتنا اليومية، وكيف نتعايش معها ونتقبلها بشكل إيجابي.
وفي الختام، وجهت شكرها لرئيسة الكاظمية صفية العلي وللكوادر زينب منصور، وزينب آل إبراهيم، وابتسام رضي، ومحاسن علي، وزهراء مويس، وهدى الصايغ، وزهراء رضي، وليلى عبدالرزاق.