أيها الصديق والجار العزيز (أبو صلاح) بالأمس كنت أرسل إليك كل ما أكتبه واليوم أكتب عنك، على الرغم من رحيلك المباغت بعد أن اختطفتك يدُ المنون على حين غرة، ورحلت عنا من هذه الحياة دون رجعة.
فأنا وزملائي رواد المسجد الذي لا تزال صورتك مرسومة بين جدرانه، ما زلنا نذكرك بكل معاني المحبة والوفاء، أصدقاؤك وزملاؤك ومحبوك وما أكثرهم وأنت الذي ملكتهم بأخلاقك وتواضعك فهم يترحمون عليك كلما أتوا إلى المسجد ولم يجدوا إلا ذكراك فيه، وهم في دار الشقاء وأنت في دار البقاء، إنني يا صديقي ما زلت أتذكر أحاديثك الشيقة التي لا تمل.
أيها الصديق والجار العزيز الراقد تحت التراب مند أربعين يومًا، إنه بعد رحيلك عنا أصبحت صورتك معلقة مكان جلوسك في المسجد، وأعلم أن الحياة ربما لا تقف برحيل شخص ولكنها ستمر الأيام حزينة علينا جميعًا لفراقك، ذهبت وتركت في قلوبنا لوعة نتناجى حسرة كلما نتذكرك ولم يعد لدينا إلا الدعاء لك بالمغفرة والرضوان وأن يملأ الله تعالى قبرك بالرضا والنور والفسحة والسرور.
إن أقسى أنواع الألم هو رحيل الأحبة من الأصدقاء، والصداقة ليست البقاء مع الصديق وقتًا أطول بل هي أن تبقى القلوب على العهد حتى وإن طالت المسافات، يا من كنت أغلى الأصدقاء والجيران رحلت عنا يا (أبو صلاح) وتركت لنا ابتسامة صادقة من إنسان صادق، ولن تغيب صورتك عنا وكلما جاء وقت الصلاة ذهبنا إلى المسجد ورأيناها معلقة بين جدرانه.
كم هو مؤلم ذلك الفراق، وأن فقد الأحبة يترك في النفس انكسارًا، ولكنه الموت هو الحقيقة الكبرى التي لا تقبل الجدل قال تعالى: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، ورحمك الله تعالى برحمته الواسعة وحشرك مع النبي محمد وآله، وإلى روحك التحية والسلام.