أزاح مستشفى القطيف المركزي الستار عن جانب من تفاصيل الخدمة المتكاملة “الرعاية التلطيفية المنزلية” التي بدأ في تقديمها لـ 8 مرضى، ممن يواجهون مشاكل صحية مرتبطة بالأمراض التي تهدد الحياة ووصلوا لمرحلة متفاقمة منها، حيث تقدم لهم ولأسرهم الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، على أن يشرف عليهم فريق متخصص، تابع لقسم الرعاية الصحية المنزلية بالمستشفى.
جاء ذلك خلال فعالية التدشين الخاصة بها، والتي أقيمت يوم الخميس 2 يناير 2020م، بمقر قسم الرعاية الصحية المنزلية بالمستشفى، برعاية من المدير التنفيذي للتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية الدكتور عبد العزيز الغامدي، والمدير العام التنفيذي لمركزي القطيف الدكتور رياض الموسى، والمدير الطبي الدكتور زكي الزاهر.
وشارك في حضور التدشين؛ رئيس قسم الرعاية التلطيفية بمستشفى فهد التخصصي بالدمام الدكتورة منى الشهابي، ومدير الرعاية المنزلية بصحة الشرقية الدكتور عبد الرحمن بو داهش، ومدير الرعاية الصحية النموذجية بقطاع القطيف الدكتورة لمياء بو حليقة، وعدد من المسؤولين في التجمع الصحي الأول، والجمعيات الاجتماعية والأهلية بمحافظة القطيف، وعدد من الكوادر الصحية والفنية والإدارية بمركزي القطيف.
وأعلن خلالها عن تقديم خدمة الرعاية التلطيفية التي تُعد الأولى من نوعها على مستوى مستشفيات التجمع الصحي الأول في تقديم رعاية للمرضى وأسرهم في منازلهم، من أجل تحسين جودة حياتهم وتذليل الصعاب أمام ما يعانون من مشكلات مرتبطة بالأمراض؛ كالسرطان، والانسداد الرئوي المزمن في المراحل المتأخرة، والخرف في مراحله المتأخرة، وأمراض الجهاز العصبي الخطيرة في مراحلها المتأخرة.
وبهذه المناسبة، أوضح مدير مركز الرعاية الصحية المنزلية شوقي الصادق لـ «القطيف اليوم»، أن انطلاق الخدمة جاء بدعم من إدارة مركزي القطيف، بالتعاون مع برنامج الرعاية التلطيفية بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، على أن تقدم ضمن خدمات الرعاية الصحية المنزلية لمركزي القطيف.
وذكر “الصادق” أن الخدمة أعد لها بتدريب فريق متمكن لمدة شهرين من؛ أطباء، وتمريض، وعلاج طبيعي، وعلاج تنفسي، وصيادلة، واختصاصي نفسي واجتماعي، لتقديم الرعاية التي بدأ تنفيذها إلى 8 مرضى كل يوم أربعاء منذ نوفمبر 2019م.
وقال إن الرعاية التلطيفية تقدم حصريًا لحالات المرضى المحولين من مستشفى مركزي القطيف، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، ويسكنون ضمن النطاق الجغرافي الذي يخدمه برنامج الرعاية الصحية المنزلية بالقطيف.
ووجه “الصادق” شكره لإدارة المستشفى ممثلة بالدكتور رياض الموسى والدكتور زكي الزاهر، ومدير الرعاية الصحية النموذجية الدكتورة لمياء بو حليقة، رئيس قسم الرعاية التلطيفية بمستشفى فهد التخصصي بالدمام الدكتور منى الشهابي، والمشرف على الطب التلطيفي بالفريق الدكتور علي العلي، على سعيهم الحثيث والدور الفعال لتمكين الخدمة وتقديمها للمرضى.
من جانبه، اعتبر المدير التنفيذي لمركزي القطيف الدكتور “الموسى” الرعاية التلطيفية إحدى المبادرات النموذجية، والأولى من نوعها على مستوى التجمع الصحي الأول، وقد تكون الأولى على مستوى المملكة في مستشفى عام، وتضاف إلى الخدمات التي يقدمها فريق الرعاية الصحية المنزلية ضمن فريق خاص متكامل ومتخصص.
وأكد “الموسى” سعي المستشفى إلى تطوير الخدمة بشكل متواصل لتوفير كامل الاحتياجات لضمان حصولهم على العلاج المطلوب بأقصى فترة ممكنة، مع تقليل المضاعفات الخطيرة.
وثمن حضور المدير التنفيذي للتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية الدكتور عبد العزيز الغامدي، مؤكدًا أنه يمثل دعمًا لهذه المبادرة، مع ما نجد من تميز، وسبق القطاع الصحي في القطيف في تقديم الرعاية النموذجية في أكثر من مجال، سواء كان على مستوى افتتاح مراكز الرعاية العاجلة، أو العيادات التخصصية ووحدة التبرع بالدم في المراكز الصحية، مع العمل المستمر لتدشين خدمات جديدة لخدمة المواطنين.
التدريب
من جهتها، تحدثت رئيس قسم الرعاية التلطيفية بمستشفى فهد التخصصي بالدمام الدكتور منى الشهابي لـ «القطيف اليوم»، عن طبيعة الدعم الذي قدمه مستشفى الملك فهد التخصصي بتوجيه من مركزي القطيف لتدريب الفريق المكون من 11 شخصًا.
وبينت “الشهابي” أنه تم تدريبهم على تقديم رعاية نموذجية للمرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية ووصلوا إلى مرحلة متفاقمة من المرض، على أن يكون التركيز على المريض وتقديم علاج يخفف عنه الألم ومضاعفات الأعراض الجسدية، وكذلك النفسية والاجتماعية والروحانية، على أن تكون الرعاية متكاملة مع أسرته، والمحيطين به.
وأرجعت اختيار محافظة القطيف لتقديم الخدمة فيها، إلى وجود حاجة لدى المرضى لهذا النوع من الرعاية، والعمل على أن يصل العلاج إلى المريض قبل أن يطلبه، بالإضافة إلى ما لُمس من تعاون من الكوادر المُعدة لتقديم هذه الخدمة، وتقبلهم التغيير والتدريب على تعلم مهارات جديدة، مع وجود رغبة لخدمة المجتمع.
تعاون مشترك
فيما رحبت رئيس مجلس جمعية العطاء النسائية الأهلية بالقطيف واستشارية أمراض الدم في مستشفى الملك فهد التخصصي الدكتورة أحلام القطري، بإيجاد تعاون مشترك بين الجمعية وبرنامج الخدمة التلطيفية بمركزي القطيف عبر تقديم الخدمات الموازية، وتوفير كوادر تطوعية تساعد البرنامج لتقديم خدماته الطبية.
وتطرقت “القطري” إلى إمكانية عضوات الجمعية تقديم الرعاية في الجانب الاجتماعي التمكيني، ومحاولة دعم المرضى وأسرهم، وتعزيز قدرتهم على العطاء، والعمل المهني المنزلي، الذي يشجع على الاستمرار لخدمة الذات والمحيطين.
من جهته، اعتبر مدير عام المجمع الصحي التابع لجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية فوزي آل يوسف، أن تجربة القطيف المركزي في تقديم الرعاية التلطيفية تحتاج إلى الوقوف عندها، والتعرف عليها للاستفادة من الخبرات، بإيجاد شراكة مجتمعية تعمق العلاقات المشتركة القائمة فيما بينهم، مع تقديمهم خدمة الرعاية المنزلية لكبار السن منذ أكثر من سنتين.