و أعزّني في عشيرتي و قَومي …

و إذا العشيرةُ عنكَ غضّت طرفَها
فاحسبْ بأنَّكَ لستَ منها للأبدْ

عَلِمت بفقرِكَ و انزوَت لأباعدٍ
في نفعِها و عطاؤُها عنكَ ابتعدْ

ما كُنتَ ترجو أن يجيئكَ وصلُها
و إذا رجوتَ فقد بنيتَ بلا عمَدْ

لم تجنِ من تلكَ القرابةِ يا أخي
إلاّ الجفاءَ و ما بذلكَ مِنَ رغَدْ

أسفي عليكَ إذا اعترتكَ مُصيبةٌ
و فتحتَ عينَكَ ثُمَّ لا ترنو أحَدْ

تركتكَ في همٍّ و سُوءِ مَعيشةٍ
و عليكَ غمٌّ قد تراكمَ و احتشدْ

و عليكَ حنَّ الأبعدون و لِمَ يَكُن
رحِمُ العشيرةِ قد أتى لَكَ أو قصَدْ

إنِّي أراكَ تحُسُّ فيها غُربةً
مُلِئت مِن الأشجانِ أشبعَها الكمدْ

بئسَ العشيرةُ إن أتتكَ سِهامُها
و أتتكَ منها نظرةٌ فيها الحسَدْ

كم سائلٍ  يرجو العطاءَ لفقرِهِ
في ظِلِّ موفورِ العشيرةِ و العدَدْ

و لَرُبَّ سائلةٍ تَهيمُ بحيرةٍ
لا إخوةٌ سألوا و لا سألَ الولَدْ

مَن كانَ يمنعُ خيرَهُ عن أهلِهِ
فهُناكَ يلقى ما بِه الباري وعَدْ

ثِقْ بالمهيمنِ لا تدَعْ أبوابَهُ
فهو الرّحيمُ بمَن دعاهُ أو اعتَمَدْ

و لَرُبَّما شاءَ امتحانَكَ خالِقٌ
و إليهِ تلجأُ في النَّوائبِ والشِّدَدْ

فلتشكُ همَّكَ للأنيسِ بوحدةٍ
و هو المُهيمِنُ ربُّنا الفردُ الصَّمدْ


عيسى البدن
شاعر وخطيب حسيني


error: المحتوي محمي