جين يدعى (FXR) متوفر بكثرة في نسيج الكبد وظيفته الأساسية هي تنظيم الأحماض الصفراوية الناتجة من تكسير الكوليسترول ليمنع تسمم الكبد لأن الأحماض الصفراء سامة، تم استغلال هذا الجين الجديد الغير معروفة وظيفته في نسيج الثدي ليستخدم لاكتشاف عقار جديد لعلاج مرض سرطان الثدي حيث أنه تم إثبات وجود هذا الجين في أنسجة الثدي في مختبرات جامعة سري في بريطانيا.
وعندما تم تنشيطه في الخلايا السرطانية للثدي، فقد نتج عنه قتل الخلايا السرطانية وأيضا الحد من انتشارها، وهذا التأثير كان أكثر فعالية في أنواع سرطان الثدي بمراحله المتأخرة والتي تكون نسبة شفائها ضئيلة، مما أثبت أن هذه النتائج سوف تُسهم في المساعدة في علاج سرطان الثدي خاصة لمراحله المتقدمة حيث تكمن خطورته في أنه مجموعة أمراض في مسمى مرض واحد وخلاياه تتميز بالعدائية وهذا ما يجعل علاجه معقداً.
كانت هذه فكرة بحث الدكتورة نوره سلمان آل إسماعيل تحت عنوان ” تأثير جين FXR على سرطانات الثدي “، والذي فازت فيه بجائزة القطيف للإنجاز بنسخته السادسة في مجال الدراسات والبحوث للعلوم الطبية في الحفل الذي أقيم مساء السبت 15 أبريل 2017، في قاعة الملك عبدالله بالقديح للمناسبات.
وقالت آل إسماعيل: “بحثي يستهدف مريضات سرطان الثدي في المراحل المتقدمة ويخدم ويساعد المختصين في علاج أمراض السرطان وهو رسالتي للدكتوراه التي أتممتها في نهاية عام ٢٠١٥ من جامعة سري في بريطانيا وقد استغرق مني خمس سنوات من البحث والدراسة لإتمامه، وتم نشره في مجلة علمية متخصصة بأبحاث السرطان وهي Cancer Letters Journal.
وذكرت آل أسماعيل الدكتورة في تخصص أبحاث سرطان الثدي من جامعة سري ذات الترتيب الرابع على مستوى الجامعات البريطانية، على الرغم من أنها حصلت على مكافآت تميز من الملحقية الثقافية في لندن لتميزها البحثي والدراسي، واسمها مدرج في لوحة الشرف في الموقع الإلكتروني للملحقية الثقافية في بريطانيا، إلا أن هذه الجائزة لها قيمة مختلفة عن إنجازاتها السابقة وتشعرنها بالفخر والاعتزاز كونها ابنة القطيف، وأضافت: “هذا الفوز شرف لي وهذه الجائزة تُعد بحد ذاتها إنجازاً للملكةة بأجمعها فالقطيف جزء من هذا الوطن الغالي”.
وأضافت فوزي بجائزة القطيف للإنجاز كان مفاجأة لي ولعائلتي، للتنافس الكبير الذي وجدته بعدد المتقدمين والمتقدمات بالبحوث المنجزة في مجال البحوث الطبية وكانت بحوثهم قوية وشعرت أنه قد تكون فرصة الفوز تنافسية.
وعبرت عن فرحتها الكبيرة بالفوز، مشيرةً إلى أنها تمنت حضور حفله الذي غابت عنه لظرف السفر لتحظى فيه بأجواء الفخر والسعادة وهي ترى إنجازات أبناء وبنات القطيف والتشرف بمقابلة المنظمين والمحكمين وجميع الشخصيات والفائزين.
ونوهت إلى أنها علمت بالفوز من خلال تويتر فقد كانت تحدث الصفحة باستمرار على أمل أن ترى اسمها من ضمن الفائزات، وكانت سعادتها لا توصف عندما رأت اسمها من ضمنها، بعدها تواصلت معها خضراء المبارك عبر الجوال وأعلمتها بتفاصيل الجائزة ونقلت لها الحدث أولاً بأول.
وأشادت آل أسماعيل بالجهود الكبيرة التي بذلها القائمون على تنظيم جائزة القطيف للإنجاز ووجهت الشكر لهم جميعاً خاصة عضو المجلس البلدي السيدة خضراء المبارك والسيدة فتحيه صلبوخ وحسن العيد.
وأثنت على عائلتها أجمع لدعمهم ومساندتهم لها وخصت والدتها التي زرعت فيها وفي أخوتها الطموح وحب العلم منذ الطفولة، وقالت: أشكر عائلتي حيث أنهم جزء كبير من هذا الإنجاز فبدون دعمهم ودعائهم لم يكن ليتحقق بعد توفيق رب العالمين.
وأبدت آل أسماعيل أملها أن تلقى الأبحاث العلمية مزيداً من التطور والاهتمام خاصة في المنطقة الشرقية حيث أنه لا يوجد بها مركز أبحاث رغم أن المنطقة الشرقية الأعلى في الإصابة بمرض سرطان الثدي مقارنة ببقية مناطق المملكة.
يُشار الى أن آل أسماعيل من سكان العوامية واستغرق بحثها سنة كاملة لكتابته وأربع سنوات في المختبر لإنجازه.