
ترجمت 95 سيدة المضامين القرآنية في السور القرآنية وقمن بعرضها بصورة محسوسة وشرح مدلول الآيات باستخدام إستراتيجيات التعلم النشط، سواء كان مصورًا أو مقروءًا، وكذلك بالحركة والاستماع والتطبيق، بطرق سلسة مع اختلاف المراحل العمرية.
جاء ذلك في المعرض القرآني “قطوف دانية 1441” الذي نظمته “لجنة اقرأ ورتل النسائية بسيهات” بمشاركة 10 جهات نسائية من اللجان والدور القرآنية في محافظة القطيف، مع بعض المشاركات الفردية، يومي الجمعة والسبت 13 – 14 ديسمبر 2019م، بملحق جامع أم البنين بسيهات.
وشهد المعرض حضورًا واسعًا من المهتمات بالأنشطة الثقافية والاجتماعية، من عضوات الدور واللجان القرآنية وسيدات المجتمع بمختلف الأعمار.
وتعددت الأركان المصاحبة للمعرض التي تتحدث عن الأسرار التي تحملها السور والآيات وكذلك الآيات القرآنية، وشرحها بالتفصيل ضمن ورش عمل متفرقة، وفق منظور الاحتياجات الإنسانية، ومفاهيم تحاكي الواقع المعاش، مع استباق القرآن بذكرها وشرحتها علوم أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، وأيدها العلم الحديث مع تتابع العصور وقبل 1400 سنة من الآن.
وأوضحت رئيس لجنة اقرأ ورتل النسائية بسيهات ومشرفة الفعالية منى هلال لـ«القطيف اليوم» الهدف من إقامة المعرض القرآني وهو؛ إضفاء الأجواء القرآنية في المجتمع، واستثمار شتى الوسائل لنشر الثقافة القرآنية واستخراج ثروات كتاب الله، بالإضافة إلى التعارف وتبادل خبرات فيما بين الأركان المشاركة والترويج لها.
وأكدت هلال على الأثر العائد من استثمار الطاقات البشرية لخلق مجتمع واعٍ وآمن، باستهداف جميع فئات المجتمع، والتخطيط لتأسيس جيل قراني بتخصيص قسم خاص للأطفال.
من جانبها، شرحت عضو معهد الفرقان للدراسات الإسلامية بسيهات منى بوخمسين مدلول “عباد الرحمن” في ركن “الفرقان” وبيان صفاتهم على ضوء ما ورد في الآيات 36 – 76 من سورة الفرقان، مبينةً الصفات عبر التدبر في الآيات وعرض معناها باستخدام الرسم الشجري.
ولخصت صفات المؤمنين في 12 صفةً من 8 آيات، حسب ما ورد في كل آية من صفة أو أكثر، ومنها؛ يمشون بتواضع، والسجود والعبادة في الليل، وملازمتهم للعبادة، وصرف المال في رفع حوائج الناس من غير إسراف، ولا يشركون في دعائهم لله مع إله آخر.
وشرحت من لجنة دوحة القرآن بسيهات وسيلة المشاهد جملة “واتبع هواه” في سورة الأعراف بالحديث عن قصة “بلعم بن باعورة” الذي وصل علمه إلى المعرفة بأسم الله الأعظم إلا أن هواه أوصله للدعاء على قوم موسى عليه السلام، لاعتقاده أن علمه يعطيه الحق في الدعاء على نبي الله، مما قاده هذا الدعاء إلى أن يهوي به إلى أسفل سافلين نتيجة حبه للسلطة واتباع هوى النفس.
ووجهت المشاهد من القصة رسالة أن العلم سلاح ذو حدين إما أن يرتقي بالإنسان ويصله إلى السمو والعلو من الله أو يسقطه إلى أسفل سافلين، مرشدةً إلى كيفية الوصول بالعلم إلى العلو عند إحاطته بالتقوى الصادقة لله التي تمنعه من الخطأ ووصول بعلمه لما يرضي الله سبحانه الله.
وجذبت لجنة الذاكرات بأم الحمام الحضور بركنها الذي يعرض الأزياء والحديث عن الماركات من خلال تفسير عواطف العبدالله معنى “ربحت تجارتهم” على ضوء ملكة الذات ومقدار تقييم الإنسان لذاته، وكيف تم توجيه رسالة نحو ضرورة الوعي بالبصرية، التي تُوجد القيمة الداخلية للإنسان وليس المظهر الخارجي مهما تعددت نماذجه، مع ما نجد بعرض الإسلام لها من خلال الحقوق والواجبات.
وتناولت اللجنة الكاظمية بالملاحة في ركن “ن والقلم” الحديث عن مراحل الكتابة والقلم، وعلم الكيمياء في منهج الإمام الصادق (عليه السلام)، وقصة خادمة السيدة فاطمة الزهراء فضة.
وتتبعت عضوتا اللجنة الكاظمية زهراء وسعاد أمبيريك مراحل الكتابة والقلم وكيف بدأت من الكتابة بالأصابع باستخدام دم الحيوانات، ثم بالنقش على الحجر، وبعده الحفر على الطين وطرق المعدن، ثم الكتابة بالحبر بشكل متتابع على؛ ورق البردي، وجريد النخل، والخشب، ثم الورق في العصر الحديث، مع عرض الأقلام المستخدمة المصنوعة بالأزميل ثم الخشب والريش وصولا إلى قلم الحبر المستخدم.
وتطرقت فاطمة الناصر إلى علم الإمام الصادق في زمن كان يطلق عليه (عليه السلام) “عبقري الكيمياء” ومن تلامذته جابر بن حيان الذي تعدد بجمع العلوم في الطب والكيمياء والفلك، وعلمه في جميع العلوم بطريق؛ الحوار وإعطاء النظرية ومن ثم كتابتها وعليه يتم تطبيقها بالتجربة والمناقشة وعليه تتولد النظريات العلمية.
وأشارت إلى عدة اختراعات اكتشفها جابر بن حيان من عدة قرون ومنها عنصر “روح الماء” ومع مرور الزمن أطلق عليه اسم عنصر حمض الهيدروكلوريك والذي أحدث تطورات هائلة في الصناعات الحديثة، والزرنيخ “النورة” وهو مادة سامة ويتم نزع السمية منها لصنع مسحوق لإزالة الشعر وغيرها من الصناعات، وكذلك اختراع الميزان الحساس وأيونات الفضة، منبهةً إلى بعض النظريات التي تثبت أن بعض الأمراض ينبعث منها ضوء يؤدي إلى انتقال العدوى، إذ كانت يستحيل تصديقها في وقتها ومع الزمن أثبت صحتها وكيف تنقل الأمراض بين الناس.
وحكت عضو اللجنة الكاظمية قصة جارية فضة وعملها الواسع الذي اكتسبته من والدها أحد ملوك الهند، وكيف انتقلت إلى الخدمة في بيت الإمام علي (عليه السلام) مع مقارنة حياتها في الهند وعز ولدها، وبين حياتها في بيت الإمام علي (عليه السلام) وسط بساطة المعيشة إلا أنه جمع علوم الدنيا والآخرة.
وشاركت دار الآلاء بالعوامية بعدة أركان منها؛ عرض المناهج القرآنية التي تدرس في الدور القرآنية من تأليف عضوات الدار، وتعليم نهاد العجاج ومعصومة العبدالجبار “القاعدة النورانية” للأطفال مرحلة تمهيدي وأول ابتدائي، بطريقة تقطيع الحروف بالحركات ليتم دمجها لتكوين الكلمات والجمل، مع توضيح الأسباب التي دعت لدمجها وفق قاعدة محددة، مع اختلاف الأساليب حسب طاقة الأطفال التي تكون عبر عرض الرسوم والألوان مع تعدد النماذج والأساليب؛ كل حسب المرحلة العمرية.
وتوزعت الحلقات القرائية من لجنة اقرأ ورتل في المعرض مع الأطفال فكان منها؛ جلسة “أحسن القصص” من منال بوخمسين في حلقة قرائية تسرد القصص القرآنية والسيرة النبوية، وقطف لميعة الخميس العنب وتوزيعه على السيدات بعد قراءة القرآن الكريم بلغة الإشارة والمنطوقة في ركن “جنات من أعناب”.
ودخل عالم المسابقات بجذب الطفلات إلى سحب رقم لإحدى البطاقات التي تحتوي على أسئلة للإجابة عنه ومن ثم تقدم لها هدية، أما ركن “فاصطادوا” فكان بقراءة الآيات التي تحتوي على مسميات حيوانات ثم تقوم الطفلة بصيد صورة الحيوان المذكور في الآية بالصنارة.
وتعرفت الفتيات على طريقة المشي على استحياء والتعرف على لباس الحجاب في ركن “لباس التقوى” الذي يشرح طريقة ارتدائه، مع تعدد أنواعه وتقديم الخيارات، والإشارة إلى الحجاب الباطني والظاهري عبر التحلي بالأخلاق الحميدة وانعكاسها على الذات.
من جانبها، تحدثت اختصاصية التربية الخاصة والمدربة في تطوير الذات والتنمية البشرية سمر العقيلي عن بحثها القرآني عن “لغة الجسد وارتباطها بالقرآن الكريم” والذي تهدف منه لتفسير لغة الجسد على ضوء ما ورد ذكره في القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام).
وتناولت العقيلي عدة محاور أهمها؛ لغة الحوار، والفرق بين الحوار والجدال، وطبقات ومستويات الصوت في القرآن، والمشي والضحك والسلام والمصافحة، ولغة العين، مع تفسير ما وراء أوضاع الجلوس وطرق الحوار، وتصحيح بعض المفاهيم الخاصة حول لغة الجسد.
من جانبها دعت عضو “لجنة اقرأ ورتل النسائية” أمينة المسكين إلى التدبر في آيات الخلق والكون، الذي يقود إلى معرفة الهدف من نزول الآيات في كتاب الله، والتي منها يستدل الشخص على بعض الظواهر الفلكية التي لم تكتشف إلا في زمن قريب، في حين أنه عند الرجوع إلى آيات الله وتدبرها نجد أنها ورد ذكرها منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في آيات القرآن، ومنها؛ كروية الأرض، وتعاقب الليل والنهار، وحركة الكواكب في المجرة الكونية، والثقب الأسود، والغازات في الكون.
وأكدت على الأثر الذي يمنحه تدبر القرآن بطريقة صحيحة والذي يُعد وسيلة لتربية النفس والإيمان بالله إيمانا عميقًا، مع تربية الأبناء على إدراك جلال ملكوت الله وخلقه في هذا الكون، وسط ما نشاهده من البعض من إقدامهم على الإلحاد ونكران الدين والوجود لله.
وكشفت عن تفاصيل بحثها الذي يحمل عنوان “الإعجاز العلمي في القرآن”، حيث بدأت فيه منذ سنتين، واستطاعت تقديمه ضمن أنشطة لجنة اقرأ ورتل، وغيرها من اللجان عند وجود طلب عليه على شكل سلسلة من العروض؛ أنهت منها خمسة عروض.
وذكرت المسكين أنها اتبعت طريقة البحث العلمي من خلال التعرف على معاني القرآن الكريم، واللجوء إلى كتب التفاسير، مع الأخذ من المصادر وبيّنت كيف تحدثت عن الظواهر الفلكية، بالإضافة إلى قراءة النظريات المطروحة والعمل على تنقيحها، واختصارها، مع ربط البحث بالقرآن وكيف تناولت الآيات.