إياكم وهجر الإخوان!

عندما يكون عقابك أدباً لا انتقاماً، فأنت تصنع ما عجز عنه الحاقدون، وما أضاع قيمته الجاهلون..!

أنت تصنع المجد والعزة والإباء، أنت تربي وتنمي من حولك بحلمك وعلمك!

وحقك بأن تلك الأحقاد التي أرحناها على الأرائك، وعلقنا بقائها على وسائد الكرامة، حتى عشعشت فطالت الأم والأب والأخ والأخت والصديق والعدو!

إلى أن صرنا لا نشعر بأننا أصبحنا للأحقاد موطناً، نُسوف لأنفسنا أن في البعد راحة، وأن في الصد والهجران عن من آلمنا قوة.

وحقك بأننا صرنا نتخبط في قراراتنا دون الولوج في ما يرضي خالقنا من عدمه.

ارجع لنفسك قليلاً!

انظر إلى نتائج قراراتك، فإن وجدتها لا تصب في نهر دينك، فكسر عناد روحك، وحطم زيف كبريائك، فما عندا لله أكبر مما عندك بل أكبر مما في دنياك بأكملها.

إياكم وهجر الإخوان، إياكم والصد عنهم، فالصد والهجران منبعٌ من منابع الأحقاد الكثيرة التي تتربص بكم.

قد كنت يوماً هكذا!

أجل هكذا، ولسنوات طويلة انقطعت عن ذاك الوصال الذي فرضه الله علي بحججٍ دنيوية، وبأهواءٍ نفسية، فحرمت نفسي من بركات ربي في صلة ما أوجب علي.

تعلم أن الصفح عند المقدرة ما هو إلا إنفاق في سبيل الله وكرمًا، فإن فاتك ذاك الإنفاق ومالت نفسك إلى العقاب، فعاقب لتؤدب لا لتنتقم، عاقب لتصلح لا لتحقد وتكره!

للحظة تذكر أنك ميت وأنهم ميتون، فلا تضع من يدك فرصة الوصال والعناق فتندم عليها حينما ترى الأيدي تتلاقف نعش من أبعدتك عنه أحقادك.


error: المحتوي محمي