كل شيء قديم ومع كثرة الاستهلاك يقل سعره، إلا الكتاب يبقى مطلوبًا ويكون بمثابة الكنز الذي يبحث عنه بعض طالبي العلم والمعرفة في بطون الكتب التي تحمل وسمًا بخط اليد أو ختمًا يُفصح عن طباعته منذ عشرات السنين.
هذا ما أكدته مسؤولة جماعة الشموع بتول أبو الرحي، حين سؤالها عن كيفية تسعير الكتب، فقالت: “تسعر حسب المؤلف وسنة الطباعة، فالقديم أفضل من الجديد لأنها مطلوبة جدًا، حتى أنني أتلقى اتصالات ممن يرغبون في كتب ذات أوراق صفراء”.
استعداد من شهر محرم
وذكرت “أبو الرحي” أن معرض الكتاب المستعمل بنسخته العشرين مع معرض السلع المستعملة والجديدة، والذي كان افتتاحه يوم الخميس 15 ربيع الثاني 1441هـ، كان الاستعداد له من شهر محرم واستمر لشهر صفر، وبدأ الفرز والتصنيف في شهر ربيع الأول لاستبعاد غير الصالح من الكتب والسلع منه.
وبلغ عدد الكتب التي تم استقبالها 3500 كتاب، وكانت هناك 500 كتب سابقة ما بين كتب أدبية وروايات ودينية وأطفال وتطوير ذات وأسرية وإنجليزي وغيرها، وفاق عدد الأغراض في السوق عدد الكتب، والتي كان أغلبها جديدًا والقليل منها مستعمل لكنه بحالة ممتازة.
400 كتاب يودع المعرض بأول يوم
وفي أول أيام المعرض، تم شراء قرابة 400 كتاب، حيث شهد إقبالًا كبيرًا من 300 زائرة توافدن على معرض الكتب والسلع، وعلى أركان المعرض الموجهة للأطفال والسيدات من افتتاحه عصرًا إلى المساء.
واحدة فقط في “تحدي القراءة”
وعلى هامش المعرض، عبرت “أبو الرحي” عن أسفها لأن فقرة تحدي القراءة الموجهة للصغار لم تتم إقامتها لأنه لم يسجل فيها إلا فتاة واحدة، فتم تقديم مسرح العرائس فقط ببرنامج اليوم الأول للصغار، مع ورشة خبز التاوة وورشة الخط الديواني ومناقشة كتاب “خوارق اللاشعور” للكبار.
الكتاب المستعمل بعمر 16 سنة
وقالت “أبو الرحي” إن الهدف من المعرض هو الاستفادة من الكتب المركونة لدى البعض، والتي لا تُقرأ، ليستفيد منها آخرون بحاجة لها وبسعر في متناول الجميع.
وأضافت أن بداية معرض الكتاب المستعمل كانت منذ 16 سنة، وكان يُعرض مرة في السنة، أما في الثلاث سنوات الأخيرة كان عرضه مرتين بالسنة.
10 متطوعات فقط
ووجهت “أبو الرحي” كلمة لزوار المعرض، قائلة إنها تتمنى أن يكونوا أكثر ترتيبًا حين يأتون لاختيار الكتب التي يريدونها، حيث تكون عملية الترتيب متعبة لجعل طاولات العرض تبدو بشكل لطيف لأنهم يعيدون الكتب في غير مكانها أو بغير ترتيبها الذي كانت عليه، لأن عدد المتطوعات والكادر قليل يبلغ 10 متطوعات فقط، وقلة الكادر سبب في عدم فتح المعرض للرجال.
وتابعت: “السلع والكتب كثيرة تحتاج على الأقل 25 كادرًا يعملون عليها، فالترتيب يحتاج وقتًا أكثر، فأتمنى أن تشاركنا الفتيات من سن 18-20 سنة لأن لديهن طاقة جيدة للتطوع وخدمة المجتمع”.
وأثار استغرابها بعض الفئات من النساء التي تأتي لتكاسر في السعر الذي بالغالب يكون في متناول الجميع ويفرق كثيرًا عن السعر الأصلي، وهذا يحدث في السلع، أما مبتاعو الكتب فالجميع يكون راضيًا عن الأسعار.
أصغر متطوعة
وكان من بين المتطوعات الطفلة ورد سهوان، ذات الـ11 عامًا، التي تعد أصغر متطوعة، والتي عبرت عن فرحتها بالتحاقها بركب التطوع لأول مرة في حياتها مع جماعة الشموع التطوعية، حيث كانت مهمتها بالمعرض عمل أساور بالخرز والحروف للزائرات لتكوين الأسماء التي يردنها، وأبدت رغبتها أن يأتي الجميع للتطوع ممن هم بعمرها وغيره.
أمنية
المكان الواسع الذي يحوي كل الإبداعات والأفكار أمنية كل صاحب مبادرة ومشروع يريد خدمة مجتمعه، وهي ذاتها أمنية “أبو الرحي” التي كانت تتمنى أن تستضيف المعرض إحدى الاستراحات ليكون المعرض في الهواء الطلق، ليتاح إضافة نشاطات أخرى تصب في فائدة المجتمع وتثقيفه، والتي لا يتسع لها المجال في الوقت الراهن لضيق المكان.
وأكدت أنه بالاستراحة تغدو حتى الكتب مختلفة وكل شيء يبدو جميلًا، وأبدت رغبتها أن تتبنى الجمعيات المشروع ليستفيد منه أكبر شريحة من المجتمع وتعم ثقافة القراءة.
فعاليات قادمة
ويستمر المعرض ليوم السبت 17 ربيع الثاني 1441هـ، مع العديد من الفعاليات التي من ضمنها مسرح الظل للأطفال، ومسابقة أفضل طبق معمول، والتي تشارك فيها قرابة 30 متسابقة، مع ورش تعليمية وأمسيات ثقافية مثل أمسية “إطلاق النوايا”.